هل يجب تعديل المعلومات الوراثية لدى الإنسان ؟


هذا هو السؤال الأكثر إثارة للجدل والذي أثار العديد من النقاشات حوله.

بحسب الراديو الوطني العام (NPR) قام عالمٌ نروجيّ بالتقّدم في هذا السباق، وهو المختص في البيولوجيا التطوّريّة فريدريك لانير (Fredrik Lanner) من مؤسسة كارولينسكا في ستوكهولم والذي صرّح انّه قام بتعديل جيني لأجنّة بشريّة يمكنها أن تكبر.

والأرجح انّه ليس وحده من قام بهذه المحاولة المثيرة للجدل.

فبعض التقارير عن بحوث صينيّة عن تعديل وراثي لأجنّة لا يمكنها أن تنمو انتشرت السنة الماضية، وكذلك محاولة تعديل جنين ليصبح مضادًا لفيروس المرض المناعي HIV.

على كل حال فإن هذا البحث قد تم في السّر وغير معروف ما إذا تم استخدام اجنّة قابلة للنموّ أو لا. لكن الكثير من الباحثين لديهم شكوك.

فريدرك لانير هو أول باحث يصرح عن هذا التعديل الوراثيّ علنًا بحيث تم السماح للصحفي من NPR مشاهدة العملية داخل المختبر أثناء حقن أحد الأجنّة القابلة للنمو بكرسبر/كاس٩ (CRISPR/CAS9) وهي أداة مهمّة جدًا في التعديل الجينيّ التّي حققت منافع كبرى في هذا المجال بسبب قدرتها عالية الدقًة في ازالة أجزاء من الرمز الجينيّ وتبديله بأخرى، ويمكن لهذه الأداة تعزيز الجينوم البشريّ واعطائنا مناعة ضد بعض الأمراض.

قال لينر أنه يهدف إلى استخدام كرسبر لإيجاد علاج للعقم واكتشاف المزيد عن الخلايا الجذعيّة الخاصة بالأجنّة، النوع الذي يمكنه النمو داخل أي نوع من الخلايا بشريّة.

قال لينر:

“إذا أمكننا معرفة كيفيّة تنظيم هذه الخلايا في الجسم، يمكن علاج السكّريّ والعمى وغيرهما من الأمراض.”

هناك العديد من الناقدين القلقين إزاء إمكانيّة تطوّر أحد هذه الأجنّة الى مرحلة متقدّمة من النمو لتعطي بشرا معدلين وراثيًّا.

وحيال ذلك قال لينر إنّه هو وفريق عمله لا يتركون أي جنين ينمو أكثر من اربعة عشر يومًا.

وكان قد صرّح تجمّع في واشنطن خلال شهر دجنبر من العام الماضي أن تعديل الأجنّة البشريّة غير قانونيّ ولكن الكثير من الباحثين يطالبون بتغيير هذا القانون.

كما تم منح مؤسّسة فرانسيس كريك في الأمم المتّحدة، لتحصل لأوّل مرّة عالميًّا على، الموافقة من قِبَل القوة المحليّة للقيام بهذه الأبحاث بشرط قتل الخلايا بعد سبعة أيامٍ من التلقيح.

فوائد هذا النوع من البحوث كبيرة ومنها تعديل الأمراض جينيّا لتجنبها خلال حياة الشخص.

لكن يمكن لأداة كرسبر التسبب في إنتاج خطأ غير مرئيّ في الحمض النوويّ، الأمر الذي سيؤدّي الى ظهور أمراض جديدة.

“إنها ليست تكنولوجيا لتؤخذ باستخفاف،” يقول لينر.

“لذلك انا أقف ضد اي شخص يستخدم هذا لأغراض كمالية.”


ترجمة: محمد ع. حيدر
تدقيق بدر الفراك
المصدر