عندما تتراكم الغازات الزائدة داخل الجهاز الهضمي، فلإخراجها طريقان، أحدهما عبر فتحة الشرج، بإطلاق الريح أو الغازات، والآخر عبر الفم أي التجشؤ. يتراكم هذا الغاز خلال عملية الهضم أو بسبب ابتلاع الهواء في أثناء تناول الطعام أو الشراب، ثم يخرج بأحد الطريقين طبيعيًا. قد يكون تراكم الغازات أسرع عند التدخين أو استخدام قشة الشرب أو تناول الأطعمة صعبة الهضم، وقد تزداد الغازات في حالات الإرهاق او الإمساك أو بسبب وجود حالة طبية تؤثر في الجهاز الهضمي، وقد تسبب الغازات الانتفاخ وعدم الراحة.

عملية إطلاق الريح وسيلة صحية للتخلص من تلك الغازات، وهي أمر طبيعي تمامًا يفعله الجميع، إذ يطلق أكثر الناس الريح بمعدل 5 إلى 23 مرة في اليوم الواحد.

قد يشعر البعض بالحرج أو الارتباك إذا كانوا يُطلقون الريح تكرارًا، أو إذا كان الأمر غير مريح لهم أو ترافق مع رائحةٍ كريهة، أو إذا اضطرّوا لإطلاق الريح في مكان عام. يحاول بعض الناس تجنب إطلاق الريح حتى يشعروا بالأمان الكافي لفعل ذلك.

ما تزال الدراسات حول إطلاق الريح محدودة، لكن تشير بعضها إلى أن حبس الغازات ليس أمرًا صحيًا، وأن الأفضل لصحتنا أن نسمح لها بالخروج.

هل من السيئ أن نمتنع عن إطلاق الغازات؟

تشير أدلة علمية محدودة إلى أن الامتناع عن إطلاق الغازات قد يسبب مشكلات صحية، إذ قد يؤدي على المدى القصير إلى:

  • الألم.
  •  الانزعاج.
  •  الانتفاخ.
  •  عسر الهضم.
  •  حرقة في المعدة.

أيضًا فإن مواصلة حبس الغازات يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الأمعاء، من ثم زيادة مستويات التوتر وعدم الراحة، إلى درجة يصبح عندها من الصعب الاستمرار في مقاومة إطلاق الغازات.

وجد الباحثون سابقًا أن عادة حبس الغازات قد تترافق مع تطور التهاب الرتوج، أي التهاب الجيوب الصغيرة المتشكلة بامتداد بطانة الجهاز الهضمي. قد يكون التهاب الرتوج شديدًا وقد يسبب العدوى إذا تُرك دون علاج، مع ذلك لم يثبت وجود صلة واضحة بين عادة حبس الغازات وتطور التهاب الرتوج، إذ يتطلب الأمر إجراء المزيد من الأبحاث.

هل قد يسبب الامتناع عن إطلاق الغازات الوفاة؟

لا يوجد دليل على أن مقاومة إطلاق الغازات قد تسبب الوفاة، مع أنها قد تسبب حالة شديدةً من الألم والانزعاج.

ماذا يحدث عند مقاومة إطلاق الغازات؟

عند إطلاق الريح، تنتقل الغازات من الأمعاء إلى المستقيم ثم تخرج عبر فتحة الشرج، لكن عند تقليص العضلات العاصرة للشرج -العضلات التي تُستخدم عند محاولة كبح حركات الأمعاء- بشدّ الأرداف، يمكن عادةً مقاومة إطلاق الغازات فترةً من الوقت.

بعد تقليص العضلات العاصرة للشرج، يبدأ ضغط الغازات الموجودة في الجهاز الهضمي بالارتفاع، ما قد يسبب أعراضًا قصيرة الأمد مثل الألم والانتفاخ والانزعاج، وربما الشعور ببعض الفقاعات أو القرقرة في أثناء تحرك الغازات في السبيل الهضمي.

يُظهر بحث أن بعض الغازات تُمتص إلى الدم عبر الجهاز الدوري، وقد تخرج في النهاية مع هواء الزفير، لكن أكثر الغازات تبقى داخل الأمعاء حتى تُحرر بواسطة إطلاق الغازات أو التجشؤ أو كليهما.

كيف نحد من تشكل الغازات في السبيل الهضمي؟

لن يحتاج المرء إلى حبس الغازات إذا تمكن من منع تشكلها أصلًا، ولما كانت غازات الجهاز الهضمي تتشكل عادةً بواسطة عملية الهضم، فقد يكون من المفيد إلقاء نظرة على النظام الغذائي.

تعديل النظام الغذائي

يمكن استبعاد بعض الأطعمة من النظام الغذائي، الأطعمة التي تُعد أسبابًا شائعةً لتشكل الغازات في السبيل الهضمي، ثم مراقبة تأثير ذلك في إطلاق الريح خلال فترة استبعاد كُل منها، من هذه الأطعمة:

  •  الألبان.
  •  الفاصوليا والبقوليات.
  •  كرنب بروكسل (ملفوف بروكسل).
  •  الخس.
  •  القنبيط.
  •  الأطعمة المحتوية على المحليات الصناعية، مثل السوربيتول والمانيتول والزيليتول.
  •  الملفوف.
  •  البصل.
  •  البروكلي.
  •  الفطر.
  •  البيرة.
  •  المشروبات الغازية.

يمكن القيام بالإجراءات التالية للمحافظة على توازن النظام الغذائي:

  •  التقليل من كمية الأطعمة الدسمة والغنية بالبروتين، لأنها تستغرق وقتًا أطول للهضم وقد تسبب زيادة تشكل الغازات.
  •  الحدّ من الألياف في النظام الغذائي، فمع أن الأطعمة الغنية بالألياف -مثل خبز الحبوب الكاملة والنخالة والمكسرات- أطعمة صحية، فإنها قد تسبب تشكل الكثير من الغازات. إذا لاحظت انخفاض تشكل الغازات بعد تقليل كميات الألياف في الطعام، فيمكن إعادة إدخال المزيد من الألياف إلى النظام الغذائي تدريجيًا.
  •  تجنب الحلوى الصلبة (السكاكر) واللبان (العلكة).

الأدوية المتاحة دون وصفة طبية

يمكن تناول أدوية معالجة الغازات التي لا تتطلب وصفة طبية قبل تناول الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز.

تغيير نمط الحياة

يُنصح بالقيام بالتغييرات التالية على نمط الحياة:

  •  تناول الطعام والشراب ببطء لتقليل كميات الهواء المُبتلَعة.
  •  تقسيم الطعام على وجبات أصغر وأكثر عددًا لتقليل الضغط على الجهاز الهضمي.
  •  ممارسة الرياضة بانتظام، إذ تساعد على سهولة خروج الغازات.
  •  الإقلاع عن التدخين.
  •  استخدام أطقم الأسنان المناسبة.
  •  معالجة الحالات الطبية الكامنة مثل القولون العصبي وحرقة المعدة.

كيفية مقاومة إطلاق الغازات بأمان

تمكن مقاومة إطلاق الغازات دون الشعور بالكثير من الانزعاج، بالسماح للغازات بالتسرب بهدوء، بواسطة التقليص الخفيف للعضلات العاصرة للشرج، أو مقاومة إطلاق الريح لبعض الوقت حتى التمكن من الذهاب إلى المرحاض أو إلى مكان خاص.

متى يمثل إطلاق الريح مخاطر صحية؟

نادرًا ما يكون إطلاق الريح علامة على وجود حالة طبية خطيرة، ولكن قد تكون كثرة إطلاق الغازات -أكثر من 25 مرة في اليوم- أو إطلاق غازات كريهة الرائحة للغاية علامةً على سبب كامن.

عند عدم القدرة على مقاومة إطلاق الغازات، أو عند ملاحظة أي من الأعراض التالية، يجب طلب المشورة الطبية:

  • تغير في عادات الأمعاء.
  •  الانتفاخ الشديد.
  •  الغثيان.
  •  التقيؤ.
  •  الإمساك.
  •  الإسهال.
  •  ألم بطني شديد طويل الأمد.
  •  براز مُدمى.
  •  فقدان وزن غير مفسر.
  •  الشعور بانزعاج في الصدر.
  •  الشعور بالشبع بسرعة.
  •  فقدان الشهية.

من الحالات الطبية الشائعة المرتبطة بإطلاق الريح: اضطرابات الأكل والهضم وعدم تحمل الطعام والسرطان، وتستجيب معظم هذه الحالات جيدًا للعلاج.

الخلاصة

من الأفضل لصحتنا السماح للغازات بالخروج. يمكن حبس الغازات عند الحاجة دون أن يسبب ذلك أذى سوى بعض الانزعاج.

تجب مراجعة الطبيب عند ملاحظة كثرة إطلاق الغازات أو ملاحظة أعراض أخرى مرتبطة بالانزعاج الهضمي. تتحسن معظم المشكلات الصحية المرتبطة بإطلاق الغازات مع العلاج المناسب.

اقرأ أيضًا:

غازات البطن.. الأسباب والعلاج

ما سبب فرط الغازات وإطلاق الريح؟

ترجمة: محمد بصل

تدقيق: نايا بطّاح

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر