هل يستحق إنفاق المليارات على أبحاث الفضاء كل هذا العناء؟


اكتشف العلماء قرابة ثلاثة آلاف وخمسمئة من الكواكب الدائرة في فلك نجم غير الشمس، ولكن شيئاً إزاء الإعلان عن سبعة كواكب خارجية جديدة هذا الأسبوع يبدو أنّه قد مسّ وتر الملايين من الناس بطرُق لا سابق لها، حيث أنّ ابنة زميلي إليزابيث البالغة من العمر ستّ سنوات قد دُهشت باستكشاف النجم ترابيست-١؛ النجم الواقع في مركز هذه الكواكب السبعة الخارجية الجديدة.

 

 

إليزابيث لديها سبب وجيه لدهشتها؛ حيث أنّ النجم ترابيست-١ هو نجم قزم فائق البرودة وواحد من النجوم الأكثر شيوعا في مجرّتنا، والبحث عن كواكب شبيهة بالأرض حول أحد هذه النجوم يعني أنّ لدينا مليارات الكواكب الشبيهة بالأرض في مجرّة درب التبّانة لوحدها، ومع كل كوكب خارجي يُكتشف تنخفض احتمالية أنّنا لوحدنا في هذا الكون.

 

 

ولكن بالنسبة للكثير من المنتقِدين، فإنّ هذا النوع من البحوث الفضائيّة ما هو إلّا تبديد لأموال دافعي الضرائب، مع العلم أنّ هناك كواكب شبيهة بالأرض على بُعد تسعا وثلاثين سنة ضوئيّة؛ مسافة غير المُرجّح عبورها في أيّ وقتٍ قريب ولا تُخفّف بأي شكل من الأشكال العديد من المشاكل الأرضيّة التي نواجهها اليوم. وتُعتبر هذه نقطة جدل قويّة عندما يتم إنفاق الكثير من المال على أبحاث الفضاء في دولة مثل الهند التي أطلقت مُهمّة ناجحة إلى المرّيخ، في حين لا يزال لديها مئات الملايين ممّن يعانون الفقر.

 

 

من الصعب وضع رقم عائد من الاستثمار في بحوث الفضاء ولكنّ الخبراء يتّفقون على أنّ الفوائد تفوق التكاليف بكثير، وإذا كان ذلك غير مُقنع فإنّ النظر في الاكتشافات الفضائيّة لها تأثيرات لا حصر على الإنسانيّة. كانت عالمة الفلك في أستراليا هيلين ماينارد سيزلي أول شخص في عائلتها يرتاد الجامعة في السنة السابعة من عمرها حيث كانت تستمد إلهامها من هيلين شارمان أول بريطانيّة تذهب للفضاء، بنفس الطريقة التي نعلمها جميعاً كيف أنّ النجم ترابيست-١ قد ألهم إليزابيث والعديد من أمثالها.

 

 

وفي الأوقات التي يتعرّض لها العلم للهجوم من بعض الأشخاص الأكثر قوة على وجه الأرض، إلّا أنّه من المهم مُضاعفة إخبار القصص عمّا فعل العلماء وما يُمكن القيام به لصالح الجنس البشري، وبصرف النظر عن أيّ شيء آخر فمُجرّد إشعال خيال يُبعدنا ولو بإيجاز عن قلق الأرضيّة، فإنّ ذلك يستحق بالتّأكيد قدراً ضئيلاً من الأموال العامة.


ترجمة: نور المجالي.
التدقيق: أسامة القزقي.
المصدر