لابُدّ لمريض السكري أن يراقب محتوى كل وجبة يتناولها بعناية، ولاسيّما الأطعمة الحاوية على الكربوهيدرات و التي لا يقتصر وجودها على الحلويات فحسب، بل على الخبز والمعكرونة والفواكه الطازجة أيضًا.

يُعدّ الموز من الفاكهة التي تُدرج عادةً ضمن لائحة الممنوعات لمرضى السكري، بالرغم من إمكانية تمتعهم بتناول الموز باعتدال و بشكل آمن غالبًا.

ينمو الموز على نباتات الموز التي تتضمن ما يقارب 50-150 موزة ضمن المجموعة، و تختلف من حيث الأحجام فهناك الصغير و الكبير، والمعيار المتبع لتحديد الحجم هو طول الموزة المفردة.

الاستقلاب الغذائي:

بالمجمل، يحتوي الموز على القليل من الدهون المشبعة و الصوديوم و الكوليسترول في حين يحتوي على مزيج جيد من المواد الغذائية الأخرى كفيتامين (ب6)و البوتاسيوم و المنغنيز.

ولكن ما زال العديد من الأطباء و الأخصائيّين الغذائيّين يراعون إدخال الموز إلى الحمية الغذائية عند مرضى السكري باعتباره يحتوي على نسبة عالية من السكر بالنسبة إلى السعرات الحرارية.

ينتج عن تناول موزة متوسطة الحجم (حمولة في سكر الدم- (glycemic loads  بما يعادل 11.

وفقاً ل (Harvard health publishing)يُعدّ(glycemic load)  مقياس لمعرفة المقدار الذي يرتفع به سكر الدم عند تناول نوع معين من الطعام حيث يُعتبر تحت 10 منخفض، و ما فوق 20 مرتفع.

هل بإمكان مريض السكري تناول الموز؟

يُعدّ التفاح و العنب و الإجاص فاكهة منخفضة المحتوى من السّكر، أمّا البابايا و الأناناس مثلًا فتُعدّ فاكهة ذات نسبة عالية من السّكر.

بالرغم من ذلك، لا يتوجّب على مريض السكري الامتناع عن تناول هذه الفاكهة أو أي نوع آخر لسبب كهذا، إذ أنّ القيمة الغذائية من الفيتامينات و المعادن العائدة من تناولها، تجعل منها خيارًا صحيًّا لمرضى السكري عند الاستهلاك المعتدل منها.

تُوصي (المؤسسة الأميركية للسكري(The AmericanDiabetes Association-بدمج و إدخال الفاكهة إلى الحمية الغذائية المُتّبعة لدى مرضى السكري و ذلك بتناول قطعة فاكهة كاملة صغيرة الحجم أو جزء صغير من قطعة فاكهة كبيرة الحجم مع كل وجبة طعام.

الطبخ و التحضير:

لابدّ من أخذ كيفية تحضير و إعداد الموز بعين الاعتبار، فمثلًا يعمُد بعض المصنّعين إلى تسويق رقائق الموز المجففة على أنها وجبة سهلة الاستهلاك، لكن قد يكون السكر المضاف إليها لتحسين النكهة «عند إعدادها بهذه الطرائق الصنعية» سببًا في ارتفاع معدل سكر الدم لدى مرضى السكري مقارنة مع الموز الطازج صغير الحجم.

الموز و الحمية الغذائية لمرضى السكري:

بعض الطرق التي يمكن لمرضى السكري اتباعها في إدخال الموز إلى حميتهم الغذائية بشكل أكثر أماناً:

  • يجب معرفة كمية الكربوهيدرات المستهلكة في الحصّة الغذائية:
    يتوجّب على المريض في عملية ضبط السكري أن يُراقب كميّة الكربوهيدرات الموجودة في كل وجبة، فالموز متوسط الحجم يحوي ما يقارب 30 غرام من الكربوهيدرات، وتُعتبر هذه كمية مناسبة للحصة الغذائية، لكن عندما تتضمن الوجبة مصدرًا آخر من الكربوهيدرات كالخبز المحمص و الحبوب و البقوليات فيجب إنقاص الحصة الغذائية من الموز بحيث يبقى مجمل الكربوهيدرات المُستهلكة مقبول، والحرص على عدم زيادتها في وجبة الطعام الرئيسية أو الخفيفة.
  • تناوله مع الدهون الصحيّة أو مصدر بروتيني :
    تناول الموز مترافقًا مع الدهون غير المشبعة كزبدة اللوز أو حفنة من المكسرات قد يُشكّل أثرًا إيجابيًّا على سكر الدم و يجعل الحمية ذات مذاق جيد. كما أنّ إضافة مصدر بروتيني إلى جانب الموز كاللبنة اليونانية، يساعد في المحافظة على حالة الشبع لفترة أطول و ضبط سكر الدم بشكل أفضل.
  • تناول الموز غير الناضج :
    وجد الباحثون لدى دراستهم، أنّ الموز الأخضر أو (غير الناضح) قليل التأثير على معدل سكر الدم كونه يحوي على القليل من السكر مقارنة مع نظائره من الموز الناضج، كما يحتوي الموز غير الناضج على نشويات مقاومة يصعب على الجسم استقلابها بسهولة مما يُبطئ من زيادة معدل سكر الدم.
  • تناول الموز ذو الحجم الصغير:
    التحكم بالحصة المتناولة يلعب دورًا في كمية السكر المًستهلك عند تناول الموز، فمثلًا الموز صغير الحجم بطول(6-7) بوصة يحوي 23 غرام من الكربوهيدرات في حين أنّ الموز كبير الحجم يحوي 35 غرام من الكربوهيدرات.

ما العدد الذي يستطيع أن يستهلكه مريض السكري في اليوم؟

تعتمد الإجابة عن هذا السؤال على كل فرد بشكل منفصل، سواء كان من ناحية مستوى نشاطه، أو على مدى تأثير الموز على معدل سكر الدم لديه.

إذ يكون معدل سكر الدم عند بعض الأشخاص ذا حساسية أكبر تجاه الموز من البعض الآخر،لذا من الجيد معرفة مدى تأثير الموز على سكر الدم عند كل شخص بمفرده، الأمر الذي يساعده كذلك في التحكم بجرعة الأنسولين أو الدواء المأخوذ عند الضرورة.

إذاً لا يوجد عدد محدد من حبات الموز يمكن للأشخاص تناوله في اليوم، لكن معظم الأشخاص بإمكانهم تناول موزة واحدة على الأقل في اليوم من دون مشاكل.

الخلاصة:

يُعتبر الموز من الفاكهة المغذية والآمنة التي يمكن لمرضى السكري الاستمتاع بتناولها بشكل معتدل كأيّ نوع آخر من الطعام ضمن حميتهم الغذائية.

ومن المحبذ تشجيع مرضى السكري على إدخال الأطعمة الطازجة كالفواكه والخضار إلى حميتهم الغذائية.

إضافة إلى ذلك، فإنّ استهلاك الموز يعود بالفائدة كونه يحوي العديد من المغذيات، والسعرات الحرارية المنخفضة.

هذا ويُفضّل الرجوع إلى أخصائي التغذية لإعطاء التوصيات الملائمة عن كيفية تناوله، والكمية الكافية التي تلبي حاجة كل شخص.


مواضيع ذات صلة:

هل يمكن لمرضى السكري تناول البطيخ؟

هل يرتبط النظام الغذائي الغربي بأمراض الأوعية الدموية والسكري؟

هل يقي فيتامين د من مرض السكري؟

نوع ثالث من السكري ربما لم تعرف عنه بعد 

هل تخفض أدوية السكري خطر الإصابة بداء باركنسون؟

هل يمكن علاج السكري من النمط الثاني من خلال إنقاص الوزن؟

هل يزيد استهلاك اللحوم من خطر الإصابة بالسكري؟

النوم لساعات قليلة مرتبط بالسكري من النمط الثاني عند الأطفال

اسفنج لعلاج النمط الثاني من السكري؟


  • ترجمة: ساندرا نصور.
  • تدقيق: سهى يازجي.
  • تحرير: زيد أبو الرب.

المصدر