أظهرت دراسة نُشِرت في المجلة الطبيّة البريطانية (BMJ Open) أنّ البلدان التي منعت كلّ أشكال العقاب البدني للأطفال كان العنف فيها أقل بين الشباب.

وكان العنف البدني أقل بنسبة 31% عند الشباب الذكور و 42% عند الشابات عندما مُنِع العنف على جميع الأصعدة مقارنةً بتلك الدول التي كان العقاب البدني فيها مسموحًا في المدرسة والمنزل.

وفي الدول التي مُنِع فيها العقاب البدني جزئيًا – مثل كندا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة عندما كان العقاب البدني غير ممنوعٍ في المنزل – كان مستوى العنف لدى الشباب الذكور مشابهًا لتلك الدول التي لم تضع أيّ قيودٍ، على الرغم من أنّ مستوى العنف عند النساء أقلّ بنسبة 56%.

وقد أظهرت دراسات سابقة علاقةً واضحةً بين صفع الكفّ في مرحلة الطفولة وعددٍ كبيرٍ من النتائج السلبية لاحقًا والّتي تتنوّع بين العدوانية إلى المشاكل الذهنية الصحيّة.

ولكنّ الباحثين في هذه الدراسة لاحظوا أكثر من علاقةٍ سببيةٍ واحدةٍ بين القيود القانونية الموضوعة على العقاب البدني والعنف لدى الشباب.

ويقول يقول فرانك إيلغار من معهد (McGill) للصحة والسياسة الاجتماعية والمؤلّف الرئيسي للدراسة: «كُلّ مايمكننا قوله عند هذه النقطة هو أنّ الدول التي تمنع استخدام العقاب البدني يكون فيها العنف بين الأطفال أقلّ انتشارًا من تلك الدول التي لا تضع قيودًا لذلك».

وأضاف: «لكي نكون قادرين على إظهار تأثير القيود على العنف بين الشباب نحتاج لأن نعود 4-8 سنواتٍ بعد أن نجمع بياناتٍ أكثر، وسنسأل الأطفال والشباب المزيد من الأسئلة حول الأجواء في المنزل، وهو ما خَجِل الباحثون من فعله كما هو مُتوقّع».

العِبر المُستقاة

كان العنف المُتكرّر بشكلٍ عامٍ أكثر شيوعًا عند الشباب الذكور (تقريبًا 10%) من الشابات (تقريبًا3% ).

يختلف العنف من بلدٍ لآخر حيث تتنوّع نسبته من 1% عند شابات كوستاريكا لِما يقارب 35% عند شباب دولة ساموا.

ووجد الباحثون أنّ العلاقة بين العقاب البدني والعنف بين الشباب لا تزال موجودةً، حتّى بعد أن أُخِذَت العوامل المساهمة بعين الاعتبار مثل دخل الفرد ومعدّلات القتل وبرامج توعية الوالدين لمنع سوء معاملة الأطفال.

كيف أُجري البحث؟

استخدم الباحثون بياناتٍ جُمعت من مراهقين في 88 دولةً حول العالم من قِبَل دراسةٍ لمنظمة الصحة العالمية للسلوك الصحي على الأطفال الكبار في المدارس (HBSC) ودراسة استقصائية على مستوى المدارس العالمية (GSHS)، وأجاب فيها الشباب على أسئلة الدراسة في فئاتٍ عمريةٍ متنوعةٍ حول عدد المرات التي قد تعرَّضوا فيها للعنف.

ربط الباحثون هذه المعلومات ببيانات كلّ دولةٍ حول قضية منع العقاب البدني وصُنّفت البلدان في ثلاث مجموعاتٍ وهي:

  1. المجموعة الأولى: تضم الدول التي تمنع أيّ نوعٍ من العقاب البدني في المنزل والمدرسة وهي 30 دولةً أغلبها في أوروبا وبأرقامٍ أصغر في أمريكا الجنوبية وآسيا وإفريقيا.
  2. المجموعة الثانية: تضم الدول التي تمنع العقاب البدني في المدرسة ولكنّها لا تضع قيدًا عليه في المنزل وهي 38 دولةً من بينها الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا.
  3. المجموعة الثالثة: تضم الدول التي لاتضع قيودًا على العقاب البدني وهي 20 دولةً متنوعةً من ميانمار إلى جزر سليمان.

  • ترجمة: عدي بكسراوي
  • تدقيق: رند عصام
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر