حاليًا، ينتشر المتغير أوميكرون في أرجاء كثيرة من العالم، ويمكنه قريبًا التفوق على المتغيرات المعروفة سابقًا، مثل متغير دلتا القاتل. ومع استمرار انتشار كل هذه المتغيرات، أثار البعض مخاوف من «عدوى مزدوجة»، إذ يُصاب الأشخاص في الوقت نفسه بكل من دلتا وأوميكرون، ما يخلق ظروفًا ملائمة لظهور متغير هجين جديد (متغير أكثر خطورة).

لكن هل هذه المخاوف صحيحة؟

أوضح أحد الخبراء في حديثه إلى موقع IFLScience، أنه من الممكن أن تؤدي الإصابة المزدوجة إلى ظهور متغير هجين -لقد حدث ذلك من قبل مع سارس-كوف-2- ولكن من غير المحتمل أن تؤدي إلى ظهور فيروس أكثر خطورة.

أبلغ عن الأمر لأول مرة كبير المسؤولين الطبيين في موديرنا، الدكتور بول بيرتون، في أثناء حديثه إلى أعضاء البرلمان في لجنة العلوم والتكنولوجيا في المملكة المتحدة في الرابع عشر من ديسمبر.

وعندما سُجل عدد الحالات الهائلة في المملكة المتحدة، أكد بيرتون أن هناك دليلًا من جنوب أفريقيا، حيث حُدّد أوميكرون لأول مرة، إذ تبين أن الأشخاص الذين يعانون نقص المناعة، عرضة للإصابة بكلا المتغيرين.

علق بيرتون: «سيكون ذلك ممكنًا -في المملكة المتحدة- وخاصةً إذا نظرنا إلى عدد الإصابات». ومن المؤكد أنه يُعطي الفرصة لكلا الفيروسين للبدء بمشاركة الجينات ومبادلتها (إعادة التركيب الجيني).

إعادة التركيب الجيني هو تبادل المواد الجينية بين الفيروسات (أو حتى الكائنات الأكثر تعقيدًا). فمن الناحية النظرية، إذا أُصيب الشخص بكلا المتغيرين، يُمكن أن تُصيب الفيروسات نفس الخلية، ما يوفر لها فرصة مثالية للاختلاط والمزج بين المواد الجينية و مطابقتها، إذ يؤدي هذا إلى سلالة هجينة تحمل المادة الوراثية من كلا المتغيرين.

ما زالت هذه المخاوف افتراضية في الوقت الحالي، ولكنه شيء يظن بيرتون أنه يجب أخذه في الاعتبار. وأضاف بيرتون: «إنه من المهم حقًا التفكير في بيولوجيا الأوميكرون».

هناك بعض الأدلة أن فيروس سارس-كوف-2 خضع لإعادة تركيب، ما أدى إلى ظهور كوفيد-19.

ذكرت مجلة نيو ساينتيست، في فبراير عام 2021، أن فريقًا واحدًا من العلماء وجد دليلًا أن المتغير ألفا شارك مادة وراثية مع المتغير إبسيلون لإنتاج متغير هجين. لكن هذا المتغير الهجين الذي نتج من إعادة التركيب، لم يصبح متغيرًا قويًا.

أكّد البروفيسور لورانس يونغ، عالم الفيروسات وأستاذ علم الأورام الجزيئي في كلية الطب، جامعة وارويك: «أن هناك تقارير سابقة عن إصابة مشتركة من سلالتين مختلفتين من سارس-كوف-2، لكن هذا الحدث نادر. غالبًا ما تتفوق إحدى السلالات على الأُخرى. مثلًا، إن إصابة ألفا المشتركة مع دلتا تغيرت إلى إصابة منفردة من المتغير السائد دلتا».

وأضاف: «إنه لا يوجد دليل واضح على أن الإصابة المشتركة يمكن أن تؤثر في أعراض المرض أو الاستجابة للعلاج».

حتى الآن لا داعي للقلق، حتى لو كان خطر الإصابات المزدوجة والمتغيرات الهجينة قد يبدو مخيفًا.

قال يونغ: «مع انتقال سارس-كوف-2 في المجتمع والانتشار الواسع لعدوى دلتا وأوميكرون، فإنه من الممكن أن تحصل عملية إعادة التركيب في شخص مصاب بالعدوى المزدوجة، ولكن لكي يصبح الفيروس فعالًا وينتشر، فإن إعادة التركيب هذه يجب أن تزيد من قدرة الفيروس على الإصابة والتكاثر».

وإذا نظرنا إلى قابلية المتغير أوميكرون في الانتقال وعدد الطفرات في البروتين الشوكي ومناطق أُخرى، فمن غير الممكن أن تنتج عملية إعادة التركيب فيروسًا أكثر خطورة.

اقرأ أيضًا:

هل متحور كورونا الجديد الذي ظهر في جنوب أفريقيا خطير؟

كوفيد-19 مستمر إلا أن نهاية الجائحة باتت قريبة

ترجمة: مارلا خباز

تدقيق: محمد الشعراني

المصدر