حيث أن آخر الدراسات تشير إلى وجود فوارق كبيرة في التمثيل الغذائي للخلايا الدهنية عند ذوي الوزن الزائد تعمل بشكل مختلف عما هي عليه عند الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، ولكن حتى الآن لم توضح فعالية هذه النتائج حول الصحة العامة.

فالوزن الزائد مرتبط بعدة مضاعفات كالسكري وأمراض القلب، ولكن على مدى الـ15 عامًا الماضية كان هناك أدلة لمجموعة من الأشخاص ذوي الوزن الزائد تقول أن معدلات التمثيل الغذائي لديهم جيدة وصحية؛ أي أنه لم تكن لديهم مقاومة للإنسولين، أو ارتفاع في نسبة السكر في الدم، أو ارتفاع نسبة الكولسترول، أو ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية التي تزداد عند السمنة.

الأمر الذي أدّى لوجود العديد من الأسئلة منها هل معالجة السمنة هو الحل لهذه المشاكل الصحية؟ أم أن هناك نوعًا آخر من الخلل في عملية الأيض هو المسؤول عن هذا الأمر؟

ولمعرفة ما اذا كان هناك اختلافًا بين نوعية الدهون عند الأشخاص البدناء وبين أقرانهم ذوي الوزن الطبيعي؛ قام العلماء بأخذ خزعات من الدهون من ثلاث مجموعات من المشاركين (ذوي وزن طبيعي، بدناء وحساسين للإنسولين، بدناء مقاومين للإنسولين).

وعند النظر إلى طريقة تعبير الجينات عن النمط الظاهري لها أرادوا معرفة ما إذا كانت المجموعة الثانية أقرب للأولى أو الثالثة. ووجدوا أنه عند إعطاء المشاركين الإنسولين ومن ثم فحص الخلايا الدهنية للمجوعات الثلاث أن ردود فعل الخلايا في المجموعتين الثانية والثالثة غير قابلة للتمييز.

في حين غيّر الإنسولين من مستويات التعبير الجيني في أكثر من 200 جين في مجموعتي السمنة، في حين أنه أثّر على مجموعتين من الجينات عند المجموعة الأولى.

ويقول د. مايكل رايدن (Mikael Rydén) من معهد كارولينسكا في السويد أن التعبير الجيني يمكن أن يغير البروتينات لكي تعمل مع الخلايا، ولذلك فإن هذه النتائج تشير إلى أن الخلايا الدهنية عند الأشخاص ذوي الوزن الزائد تفعل شيئًا مختلفًا عما تفعله عند الأشخاص العاديين.

حيث أن هذا الأمر يصب الزيت على النار في هذا النقاش وسيعني هذا الأمر أنك لن تكون محميًا من العوامل الخارجية الضارة إذا كنت ممن يسمون لائقين وغير بدناء.

وفي حين كان النشاط الكلي للجينات متشابهًا عند مجموعتي البدناء؛ بعض الجينات اختلفت فيما بينها، سواء كان ذلك في التعبير عن الجين بشكل كلي أو في حجم هذا التغيير.

حيث أن هذه الملاحظة الهامة يمكن أن تبقى دليلًا ينفي الدراسة التي تقول بعدم اقتران اللياقة بالبدانة، وذلك حسب كلام د. صموئيل كلاين (Samuel Klein) من جامعة واشنطن.

حيث أضاف أن هذه الدراسة ليس لها تأثير على هذا التساؤل، فبناءً على قدرتك على استهلاك الأكسجين خلال أقصى ممارسة للرياضة لديك؛ يمكن أن تكون شخصًا بدينًا ولكن تتمتع باللياقة بدلًا من أشخاص ذوي وزن منخفض.

فإذا كنت بدينًا ولكن تتمتع باللياقة سينخفض لديك احتمال الإصابة بأمراض القلب والسكري عما لو كنت نحيفًا وبجسم غير لائق.

ولكن على الرغم من ذلك فإن التغيير الصغير في التعبير الجيني لدى مجموعة غير البدناء كان رائعًا.

هذه الدراسة فقط قامت بالنظر إلى الأنسجة الدهنية وهي لا تقول لنا كيف يؤثر الإنسولين على بقية الأنسجة مثل الكبد والكلى، إضافة إلى أنه كان من المقرر أن يخضع جميع المشاركين البدناء لعملية جراحية لعلاج البدانة، مما يعني أن هذه الدراسة يمكن ألا تنطبق إلا على من يعانون من السمنة المفرطة وليس على جميع من يمتلك وزنًا زائدًا.


  • إعداد: أمين السيد.
  • تدقيق: دانه أبو فرحة.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر