وفقًا للباحثين الألمان، لاقت المداخلة المعتمدة على العلاج السلوكي المعرفي نجاحًا معتدلًا في الحد من إدمان الإنترنت والإدمان على ألعاب الفيديو لدى المراهقين المعرضين لخطر هذا الإدمان.

مقارنةً بمجموعة الضبط، وجد المراهقون المشاركون في المداخلة العلاجية نقصًا كبيرًا وملحوظًا في الأعراض المتعلقة بالاضطرابات الناتجة عن ألعاب الفيديو واضطرابات الاستخدام غير المحدد للإنترنت خلال 12 شهرًا (27.7% مقابل 39.8% من الانخفاض، وكان حجم التأثير يعادل 67%)، ذلك ما أقره د. كتاجون ليندنبيرغ وزملاؤه في جامعة غوته في فرانكفورت، ألمانيا.

كتبت مجموعة البحث: «لقد تزايد الاستخدام المفرط لألعاب الفيديو وتطبيقات الإنترنت خاصةً في ظل جائحة كوفيد-19 المستمرة، ما يؤكد الحاجة إلى التدخل المبكر والحد من ذلك».

اندمج المشاركون في أربع جلسات جماعية في مدارسهم بإشراف أطباء نفسيين مدربين، وخضعوا للتقييم المرجعي بعد شهر وبعد أربعة أشهر وبعد سنة، ولم يتلق أعضاء مجموعة الضبط سوى التقييمات.

ووفقًا لليندنبيرغ وزملائه، فقد أسفرت المداخلة العلاجية عن نقص ملحوظ في سمات المماطلة والتأجيل، وقد وجدت دراسات سابقة ارتباطًا وثيقًا بين الاتسام بالمماطلة وبين الإدمان على ألعاب الفيديو.

قُدر انتشار الاضطرابات الناتجة عن ألعاب الفيديو بين المراهقين بنسبة 4.6% وإدمان الإنترنت بنسبة 6%، وذلك وفقًا لتحليل بعدي أجري قبل جائحة كوفيد-19.
ومنذ بداية الجائحة، تزايد توجه الأطفال نحو ألعاب الفيديو واستخدام الإنترنت لملء أوقات فراغهم التي خلقها التعليم عن بعد وإلغاء النشاطات الخارجية بغير الهواتف المحمولة.

قالت إيفلين ستيوارت الباحثة في الجامعة البريطانية الكولومبية في فانكوفر: «يخلف استخدام الإنترنت وألعاب الفيديو بين المراهقين تأثيرات إدمانية تقود إلى مشكلات طويلة الأمد، على عكس النشاطات التي أثارتها الجائحة لدى البالغين مثل البستنة وصنع المخبوزات».

وكتبت ستيوارت: «من خلال بحثهم، أصدر لندنبرغ وزملاؤه تذكيرًا استباقيًا لمعالجة السلوكيات الباطنية التي قد تكون إدمانيةً بين المراهقين، إن شعاع الأمل الذي يقود لتقليل الأمراض العقلية لدى هذه الفئة العمرية قد يكمن في الإجراءات الوقائية وليس في المداخلات الطبية بعد ظهور المرض».

من المثير للاهتمام أن التجربة بينت أن حدة الأعراض في الشهر الأول ازدادت في مجموعة المداخلة وانخفضت في مجموعة الضبط. وقال الباحثون إنهم لاحظوا نمطًا مماثلًا في دراستهم السابقة التي تستند إلى مفاهيم هذه الدراسة نفسها. اقترحوا أن رد الفعل المتناقض هذا يمكن تفسيره.

بنشر الوعي حول المشكلات الناتجة عن إدمان الإنترنت التي خلفتها مداخلة الحماية. وقد أصيب ستة طلاب في كل من مجموعات المداخلة والضبط باضطرابات غير محددة ناتجة عن استخدام الإنترنت، وشُخصت لدى 40 مشاركًا آخرين إصابتهم باضطرابات ناتجة عن استخدام الإنترنت أو ألعاب الفيديو، وتتقاسم المجموعتان معدلات حوادث مماثلة.

ومع ذلك، فإن ما تصفه هذه الظروف في الواقع ليس واضحًا، وفقًا لما ذكرته د.ليندا كاي من جامعة إيدج هيل في إنجلترا، التي لم تكن منخرطة في الدراسة، وقالت: «إن الأسس المفاهيمية لكل من ‘إدمان الإنترنت’ و’اضطراب الألعاب’ غير مثبتة تمامًا، وقد وُصفت في العديد من المصطلحات، مثل إدمان الألعاب واضطرابات الألعاب واضطرابات ألعاب الإنترنت، ولا توجد معرفة بالسبب الرئيسي للإدمان».

وأضافت: «لا يُحتمل أن تكون ممارسة الألعاب في حد ذاتها مدمنة، بل خصائص نوع اللعبة وكيفية تفاعلها مع سياق اللاعب الفردي، غالبًا ما تميل الأبحاث إلى اتخاذ مقياس واسع من ‘اضطرابات الألعاب’ أو ‘إدمان الألعاب’ وما إلى ذلك، لكنها لا تقيس أنواع الألعاب التي يلعبها الناس، وكيفية تأثير ذلك في القياسات المسجلة».

سُجلت اضطرابات الألعاب أول مرة في النسخة الحادية عشر التصنيف الدولي للأمراض، التي وضعت مؤخرًا قيد التنفيذ. ومن ناحية أخرى، ما تزال الاضطرابات المتعلقة بالاستخدام غير المحدد للإنترنت مصنفةً مع اضطرابات أخرى تتعلق بالإدمان.

فحصت هذه الدراسة أكثر من 5500 من طلاب المرحلة الثانوية من مدارس منطقة الراين-نكتار الحضرية في ألمانيا باستخدام النسخة الألمانية من مقياس استخدام الإنترنت الإجباري، وكان بينهم 422 طالبًا من المعرضين لخطر الإصابة بإدمان الألعاب أو إدمان الإنترنت، وقد توزعوا عشوائيًا بين 167 طالبًا من مداخلة الحماية و255 طالبًا من مجموعة الضبط.

وكان متوسط عمر الطلاب 15 عامًا، 54.3٪؜ منهم من الإناث. ولم تجمع بيانات عن العرق.

حضر المراهقون في مجموعة التدخل جلسات جماعية لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 11 مشاركًا. وكان متوسط عدد الدورات التي حضروها 3.7 من مجموع 4 دورات.

قال ليندنبرغ وزملاؤه إن تجربتهم هي الأولى من نوعها في دراسة التأثيرات طويلة الأمد للمداخلة القائمة في العلاج السلوكي المعرفي في منع اضطرابات الألعاب واضطرابات والاستخدام غير المحدد للإنترنت من خلال المقارنة مع مجموعة ضبط.

ومع ذلك، اعترفوا أن طالبًا فقط من كل خمسة طلاب مؤهلين كان قد شارك في دراستهم، ما يحد من إمكانية تعميم النتائج، ولاحظوا أن حجم عيناتهم أنتج انخفاضًا في مستوى تحليل النتائج.

اقرأ أيضًا:

هذا ما يفعله الهاتف الذكي بدماغك

هل يعاني طفلك من الإدمان الرقمي؟

ترجمة: حيدر بوبو

تدقيق: نور عباس

المصدر