بالتأكيد لا، لكن لفهم السبب علينا أولًا فهم ماهيّة البعد.

عندما يقول أحدهم: «نحن نعيش في البُعد الثالث»، عليه أن يعبّر عن ذلك بدقّة أكبر قائلًا: «إنّ الكون الذي نعيش فيه، لديه ثلاثة أبعاد مكانيّة)، وهناك طرق عديدة يمكننا من خللها معرفة أننا نحيا في كون ثلاثي الابعاد.

لكنّ أكثرهم بساطة وسهولة، هي محاولتك للتوصّل لأكبر عدد من الخطوط المتعامدة على بعضها؛ هنا سوف تجد ثلاثة دون جهدٍ يذكر لكنّك لن تتمكّن من إيجاد الرابع أبدًا.

هذه الاتجاهات الثلاثة متعامدة بشكل متبادل، ولا يمكن لأي اتجاه جديد أن يتعامد مع الثلاثة معًا.

إذا كنت ذكيًا للغاية ستجد الكثير من الطرق التي توضّح هذه الابعاد الثلاثة (ليست اثنين أو أربعة) لكوننا. على سبيل المثال إذا ما استطعتَ أن تربط عقدة ما فأنت بالتأكيد تعيش في كون ذي ثلاثة أبعاد أو أكثر، وإن لم تتمكّن من ذلك فأنت تعيش في كون ثنائي الابعاد، وإن تمكّنت من صنع (زجاجة كلاين) فأنت بالتأكيد تعيش في كون رباعي الأبعاد أو أكثر.

«زجاجة كلاين» هي مثال يُستخدم في الرياضيات للدلالة على الأسطح الذي لا يُمكن التمييز بين داخلها وخارجها، ولتكوين تلك الزجاجة لا بّد من امتلاك أربعة أبعاد على الأقل.

في كون ثنائي الأبعاد لا يمكنك أن تربط عقدة دونَ أن تمرر الحبل من نفسه، وفي كون ثلاثي الابعاد لا يمكنك بناء هذه الزجاجة دون أن تمرّ بذات المشكلة.

الأبعاد هي الاتجاهات، والعيش في مزيد من الأبعاد يعني المزيد من الاتجاهات التي يمكنك التحرّك نحوها، وهناك العديد من النتائج الماديّة الغريبة للعيش في أبعاد أكثر، لكنّك ستواجه الموت الحتمي إذا ما ظهرتَ فجأة في كون رباعي الأبعاد.

كائن ثنائي الابعاد ينهار في كون ثلاثي الابعاد، جميع أحشائه ستبدو كمزيد من الأسطح لتكوّن قوام ثلاثي الأبعاد.

إذا كانَ لدينا دمية ورقيّة (ذات وجود ثنائي الأبعاد)، أُحضرت فجأة إلى حيّز ثلاثي الابعاد، ستصبح جميع أحشائها خارجها، أيضًا لا يوجد شيء على الإطلاق يدعم جسمك في الاتجاه الرابع، لذلك إن وجدتَ نفسك في مزيد من الأبعاد جميع أحشائك ستتبع مسار مقاومة الصفر وتنتهي.

أي أنّ أعضاءك سوف تتمدّد وتنتشر بلا حدود، لكنّ هذا الانتشار لن يكون فوضويًّا كثر من بقعة نفط هزيلة سقطت في اللانهاية، ومن المحتمل أيضًا ألّا تلاحظ أيّة مخلوقات رباعيّة الأبعاد.


  • ترجمة: مازن عماد.
  • تدقيق: لؤي حاج يوسف.
  • تحرير: رؤى درخباني.

المصدر