إنك تعلم مسبقًا عن تقنية CRISPR الواعدة والتي يمكن أن تُفجّر ثورةً في المجالات من الطب إلى الزراعة.

كما يمكنها أيضًا أن تسبب أورامًا في النهاية!

في حال عدم معرفتك بهذه التقنية اقرأ المقال التالي:

 http://ibelieveinsci.com/?p=21785

هذه هي العبرة المستخلصة من دراستين نشرتا يوم الإثنين في Nature Medicine.

ركّزت كلتا الدراستين على جينوم p53 والمعروف بلعب دور رئيسي في منع تشكّل الأورام من خلال القضاء على الخلايا المصابة بتضرّر الحمض النووي DNA. لا يمكن أن تتشكّل معظم الأورام البشرية ببساطة إذا عمل الجينوم p53 بشكل صحيح حيث يشير بعض الباحثين له “بحارس الجينوم”.

ولسوء الحظ فإنّ جينوم p53 هو أيضًا وسيلة دفاع طبيعية ضد أنواع من التعديلات المُنفّذة بواسطة تقنية CRISPR.

عندما يستخدم الباحثون تقنية CRISPR لقصّ واستبدال بعض أجزاء الحمض النووي DNA يدخل p53 حيّز العمل ما يدفع الخلايا المُعدلة لتدمّر نفسها. هذا ما يجعل من تقنية CRISPR أمرًا مُثيرًا للجدل بشكلٍ أساسي؛ وهو ما قد يفسّر سبب عدم فعالية تقنية CRISPR.

إليك المشكلة؛ عندما لا تعمل تقنية CRISPR-Cas9 ذلك يمكن أن يعني أن الجينوم p53 الموجود في الخلية لا يعمل بالطريقة المُفترض أنّ يعمل بها.

والجينوم p53 المُختل وظيفيًا يمكن أن يكون مقدمةً لمجموعة من السرطانات مثل تلك الموجودة في المبيضين، القولون، المستقيم، والمريء.

وقالت Emma Haapaniemi إحدى مؤلفي دراسة Karolinska في بيانٍ صحفي: «إنّه باختيار الخلايا التي نجحت في إصلاح الجينوم المتضرر الذي نعتزم إصلاحه، ربما نختار أيضًا دون قصد خلايا دون جينوم p53 فعّال (وظيفي)»، «وإذا تم نقلها لمريض، كما في العلاج الجينومي للأمراض الوراثية، فإن مثل هذه الخلايا يمكن أن تؤدي إلى السرطان ما يثير المخاوف على سلامة العلاجات الجينومية المستندة إلى CRISPR».

ولكن لا تقلق فإن ثورة CRISPR بعيدة عن نهايتها.

  • أولًا:كما قال عالم الكيمياء الحيوية Bernhard Schmierer القائد المشارك في دراسة Karolinska لـ STAT News: «هناك دراسات مُبكرة جدًا تُقدّم “نتائج أوليةً”».

وأضاف: «ليس من الواضح إذا تُرجمت النتائج لداخل الخلايا المُستخدمة فعليًا في الدراسات السريرية الحالية».

  • ثانياً: إنّ الدراسات ركّزت على نوع واحد فقط من التعديل باستخدام CRISPR وهو استبدال الحمض النووي المُسبّب للمرض بحمض نووي سليم (التصحيح الجينومي) باستخدام تقنية CRISPR-Cas9.

وفي حين أنّ Cas9 هو أنزيم CRISPR الأكثر شهرةً، يوجد أنواع أخرى مثل Cpf1، ولا نعلم بعد ما إذا كانت تسبّب نفس المشكلة مع جينوم p53.

كما يمكننا أيضًا استخدام CRISPR لتدمير جزء من الحمض النووي DNA المُسبّب للمرض دون استبداله (التعديل الجينومي).

وأشارت Haapaniemi إلى أنّ هذا النوع من التعديل يمكن أن يتعطل حتى عندما يكون جينوم p53 فعّال.

هذا هو نوع التغيير الجينومي في جوهر عدد من مشاريع CRISPR رفيعة المستوى: تجارب CRISPR Therapeutics للخلايا المنجلية ومرض الثَلاَسيمِيا، بحث  Editas Medicin لمعالجة العمى، وأبحاث جامعة بنسلفانيا التي تستهدف الورم بواسطة الخلايا التائية وهي أول تجربة لـ CRISPR على البشر في الولايات المتحدة.

اعترف مؤلفو الدراستين أنّ بحثهم لايعني أن تقنية CRISPR “سيئة أو خطيرة”: «نحتاج فقط للتحرك بمزيد من الحذر».

لسوء الحظ فإن التفاصيل الدقيقة لهذه الدراسات تبدو مفقودةً عند الأشخاص ذوي النفوذ وهم عدد من الشركات التي تركز على نظام CRISPR والتي شهدت انخفاضًا حادًا في الأسهم بعد صدور الدراسات.

وبوضوح فإن أي رابط للسرطان المميت (Big c) هو مشكلة كبيرة لباحثي CRISPR بغض النظر عن مدى الهشاشة التي قد تكون موجودة.


  • ترجمة: عدي بكسراوي
  • تدقيق: أحلام مرشد
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر