فترة وجوده

عاش هومو هابيليس بين 2,3 و 1,5 ملايين سنة مضت.

معنى الاسم

هومو هي كلمة لاتينية تعني إنسان أو رجل، وهو نفس الجنس أو اسم المجموعة الذي يطلق على الإنسان الحديث ويستخدم لإظهار العلاقة الوثيقة بين هذا النوع ونوعنا.

وكلمة هابيلس مشتقة من اللاتينية وتعني بارع أو ماهر، يعرف هذا النوع باسم الرجل الماهر، إذ عُثر على أدوات حجرية بالقرب من البقايا الحفرية، ومن المفترض أن هذا النوع قد طوّر القدرة على تعديل الحجر إلى أدوات.

لمحة عامة

اكتُشف هومو هابيليس عام 1995، من قبل فريق بقيادة لويس وماري ليكي في وادي أولدوفاي جورج في تنزانيا، وعُثر على أجزاء من هيكل عظمي يعود لذكر في العام التالي في نفس الموقع، واستمر البحث وعُثر على حفريات إضافية لأفراد آخرين.

يشير حجم الدماغ، وسمات اليد والقدم، ودلائل استعمالهم للأدوات الحجرية، إلى اكتشاف نوع جديد من سلف الإنسان، وأعلن عنها رسميًا باعتبارها أنواعًا جديدة عام 1964 ولكن تصنيفها ضمن الجنس البشري هومو كان مثيرًا للجدل.

اكتشفت حفريات إضافية، من بينها اكتشاف هيكل عظمي جزئي عام 1986، تشير إلى أن هذا النوع أقرب للقردة أكثر مما كان يعتقد سابقًا.

التوزيع الجغرافي

وُجدت حفريات لنوع هومو هابيليس في كينيا وتنزانيا شرقي أفريقيا، تحديدًا في بحيرة توركانا، أولدوفاي جورج، وكوبي فورا.

العلاقة مع الأنواع الأخرى

اعتُبر نوع هومو هابيليس في بداية اكتشافه سلفًا مباشرًا للإنسان الحديث، ولكن أظهرت الاكتشافات الحفرية في منتصف الثمانينيات أن حجم وأبعاد أطرافه شبيهة بالقردة إلى حد ما، وعلى هذا الأساس أُعيد تقييم علاقته التطورية بالإنسان الحديث، ولم يعد يعتبره العديد من العلماء أحد الأسلاف المباشرة للإنسان، ونُقل إلى فرع جانبي من شجرة عائلتنا.

استمرت النقاشات حول الهومو هابيليس بعد اكتشاف بعض الجماجم في دمانيسي في جمهورية جورجيا، من بينها جمجمتان شبيهتان إلى حد كبير بنوع هومو إرغاستر – الإنسان العامل، ولكن يبدو أن واحدة منهما تتميز بسمات متوسطة بين الإنسان الماهر والإنسان العامل، وتمثل صلة وصل بين هذين النوعين.

هذه الأدلة ترجح كون الإنسان الماهر سلفًا مباشرًا للإنسان الحديث، أو كلاهما تطوَّرا من نوع لم يُكتشف بعد، لكن من الصعب تحديد بدقة من أين جاءت وما ارتباطها بنوع أسترالوبيثيسن السابق؛ إذ يعود اكتشاف الإنسان الماهر إلى مرحلة وجود الفجوة النسبية في السجل الأحفوري (بين 2 و 3 ملايين سنة مضت)، لذلك نحتاج إلى المزيد من الأدلة الحفرية لحسم النقاش.

كان نوع هومو هابيليس محط جدل منذ إعلان اسمه للمرة الأولى، حاليًا تقسم الحفريات التي تحمل هذا الاسم إلى مجموعتين؛ تحتفظ المجموعة الأولى باسم هومو هابيليس رغم أنه يفضل بعض العلماء تسميتها أسترالوبيثكوس هابيليس لامتلاكهم صفات جسدية تتشابه مع الأسترالوبيثيسين، بينما تملك حفريات المجموعة الأخرى أدمغة أكبر وأسنانًا أكبر، بما في ذلك جمجمة KNM-ER 1470 وفك KNM-ER 1802، وتندرج تحت أنواع مختلفة، لكن الجدل حول ما ينبغي تسمية هذه الحفريات هومو رودولفنسيس أو أسترالوبيثكوس رودولفنسيس أو كينيانثروبس رودولفنسيس.

السمات الجسدية الرئيسية

كان حجم الدماغ أكبر مقارنة بأسلاف البشر السابقين، وهذا ينعكس في التغيرات الكبيرة في شكل الجمجمة، ومع ذلك، فإن العديد من الميزات الأخرى بما في ذلك نسب الأطراف مماثلة لنظيرتها عند أسلاف الأسترالوبيثسين السابقين.

شكل وحجم الجسم

كانت نسب الجسم مماثلة لتلك الموجودة عند الأسترالوبيثسين.

 الطول

الإناث حوالي 110 سم، والذكور حوالي 130 سم.

 الدماغ

بلغ متوسط حجم الدماغ 610 سم مكعب، وهو ما يمثل1,7% من وزن الجسم، وتعتبر هذه زيادة كبيرة مقارنة مع أدمغة الأسترالوبيثسين.

 الجمجمة

أصبحت أكثر اكتمالاً واستدارة بسبب توسع الدماغ. وكانت بداية ظهور الجبهة الخفيفة.

بالنسبة للوجه؛ كانت حافة الحاجب مقوسة، وأصغر وأقصر من نظيراتها عند الأسلاف السابقين.

كانت الثقبة التي يمر منها النخاع الشوكي في مركز قاعدة الجمجمة، ما يؤكد أن هذا النوع يمشي على ساقين.

كان بروز الوجه أخف مقارنة مع الأنواع السابقة.

 الفك والأسنان

كان الفك أصغر من تلك الموجودة عند الأسترالوبيثسين الأوائل.

تترتب الأسنان في قوس أكثر استدارة بشكل مشابه للإنسان الحديث.

أصبحت الأسنان أصغر وأقرب للموجودة عند الإنسان، بينما القواطع ما تزال كبيرة نسبيًا.

 الأطراف

يقترح شكل عظام الساق والقدم أن هذا النوع كان يمشى على ساقين. كانت الساقان قصيرتين نسبيًا، وكانت نسب الذراع والساق تشبه القردة نسبيًا، ومشابهة لتلك الموجودة عند الأسترالوبيثسين.

كانت عظام الأصابع منحنية قليلاً، وتعتبر متوسطة بين عظام الأصابع المنحنية للقردة رباعية الأقدام وعظام الأصابع المستقيمة للإنسان الحديث.

تشير نسب عظام الأصابع إلى قدرته على تشكيل قبضة دقيقة مشابهة لقبضة الإنسان.

أسلوب الحياة

كيف عاشو؟

يُعتقد أن الإنسان الماهر أول أسلافنا الذين صنعوا الأدوات الحجرية، وهذا يمثل تغييرًا كبيرًا في القدرات العقلية وتحولًا في استراتيجيات البقاء الجديدة.

صُنعت أول الأدوات الحجرية الخام المكونة من قواطع بسيطة وأدوات أساسية وكاشطات في وقت مبكر منذ 2.6 مليون سنة وتصنف على أنها تقنية النمط 1، ومن الصعب تحديد من كان المصنع الأول لهذه الأدوات الحجرية، ربما كان السكان الأوائل من الهومو هابيليس، أو صُنعت من قبل نوع آخر، أحد هؤلاء المرشحين هو الأحفوري AL666-1، الذي سُمي مؤقتًا Homo sp، أي الإنسان الذي لا يُعرف نوعه حاليًا.

البيئة والنظام الغذائي

عاش الهومو هابيليس في بيئة عشبية، ومناخ أكثر برودًا وجفافًا، مثَّل حافزًا لتطوير استراتيجيات جديدة للحصول على الغذاء، فلجؤوا لجمع بقايا الطعام من المفترسات واستخدام الأدوات، ويشير التحليل الكيميائي إلى أن هذا النوع كان نباتيًا بصورة رئيسية ولكن احتوى نظامه الغذائي على بعض اللحوم.

اقرأ أيضًا:

اكتشاف الحلقة المفقودة في سلف البشر أوسترالوبيثيكوس سيديبا

هذا كل ما يعرفه العلم حتى الان عن أصل البشر

ترجمة: نورا مصطفى

تدقيق: حنين سلَّام

المصدر