لعلَّ واحدةً من أعظم الأمور قدرًا بالنسبةِ لأيّ عالم هي أن يُطلق اسمه على واحدةٍ للقياس، وذلك إذا كان أول من اكتشف طريقة القياس فيها بالمقامِ الأوّل، أصبح لدى جميع عُلمائنا المشهورين واحدتُ قياس باسمهم، وذلك على الرغم من أنّ السير إسحاق نيوتن هو من جعلها في النظام الدولي الرسمي للواحدات.

ومع أننا في بعض الأحيان جُلَّ ما نعرِفه عنِ العالم هو تلك التسمية التي على الواحدة، دعونا نُعيد النظَر في أولئك الأشخاص الذين هُم وراء تلك التسميات.

– (دانيال غابرييل فهرنهايت – Daniel Gabriel Fahrenheit ) – (1686م –1736م).

اخترعَ الفيزيائي الهولنّدي مقياس الحرارة الكحوليّ والزئبقيّ، بالإضافة لمقياس درجة الحرارة الذي يحمل اسمه الآن (F°)، والذي حيَّر العَالمَ خارج الولايات المُتحدة وعددًا من البلدان الأخرى، حيثُ يبدأ تدريجه من درجة الصفر وهي أقل درجة توصّلَ إليها بِخلط الثلج والماء.

– ( أندرس سيلزيوس – Anders Celsius ) – (1701م –1744م)

وهو عالم الفلك السويدي والأستاذ في جامعة ( أبسالا – Uppsala )، كان قد اخترع مقياس الحرارة المئويّ والذي كان يُطلق عليه (درجة مئويّة – Centigrade) وذلك قبل أن يتم تغيير الاسم بصفة رسمية إلى سيلسيوس (C°).

يُستخدم هذا النظام في جميع أنحاء العالم، حيث يعتمد في تدريجه على أن تكون درجة الصفر مطابقةً لدرجة تجمد الماء في حين درجة غليانه تكون مقابلةً للمئة.

– (لورد كالفن – Lord Kelvin ) -(1824م –1907م ).

هو عالم الرياضيّات والفيزيائي البريطاني (وليام طومسون – William Thomson) والذي ساعد في تأسيس الديناميكا الحراريّة، واخترع المقياس الحراري الثالث؛ حيث حسَبَ كالفن أخفضَ درجة حرارة نظريّة يُمكن أن تصل إليها المادة وسُميّت هذه الدرجة بـ (الصفر المطلق – Absolute zero )، ولا يتمُّ قياسها بالدرجات، وإنّما بالكالفنات الفرديّة (K°).

– (جيمس بريسكوت جول – James Prescott Joule) – (1818م – 1889م).

وهي وحدة قياس العمل أو الطاقة، وأطلق عليها (جول – Joule)، تكريمًا لهٌ لاكتشاف هذا العالم الفيزيائي البريطاني للعلاقة بين العمل المبذول والطاقة الناتجة (J )، حيث أثبت أن جميع أشكال الطاقة مُتكافئة، كما شاركَ في تطوير الديناميكا الحراريّة جنبًا إلى جنب مع لورد (كالفن – Kelvin ).

– ( أليساندرو فولتا – Alessandro Volta) – (1745م – 1827م).

قام الفيزيائي الإيطالي بهذا الاكتشاف الذي يقيسُ فرق الجُهد الكهربائي، كما قام ببعض التجارب على إشعال غاز الميثان عن طريق الصعق الكهربائي داخل إناء مغلق، واختراع أول بطاريّة كهربائيّة.

– (أندريه ماري أمبير – André-Marie Ampère ) – (1775م – 1836م )

الأمبير (A)، وهي وحدة قياس كهربائيّة رئيسيّة أخرى، وسُميّت نسبةً لهذا الفيزيائي الفرنسي، حيث كان واحدًا من المؤسسين الرئيسيين لعلم الكهرومغناطيسيّة، والذي كان قد سُمّي بالدينامكيا الكهربائيّة.

– (ماكس بلانك – Max Planck ) – (1858م –1947م )

اخترع هذا الفيزيائي الألماني نظريّة الكَم، لذا فمن الطبيعي أن تكونَ واحدتهُ صعبة الفِهم، حيثُ يبلغُ طول البلانك (1.616 * 10-35 مترًا)، وهو جزءٌ صغير من قطر البروتون، وهو نظريًا أصغر طولٍ ممكن قياسُه.

– (ألكسندر جراهام بيل – Alexander Graham Bell ) – (1847م –1922م).

هذا العالم الأسكتلنديّ الأصل، كان واحدًا من المخترعين الأوائل للهاتف وأستاذًا للصُمّ حيث قام بعمل هام في مجال الاتصالات لهم، قد يكون له اسمٌ مشهور، لكن الواحدة المُسمّاة باسمه مخفيّة وراء الكسور (dB)؛ ( ديسيبل – Decibel) ، والتي تُحدد الشدّة النسبيّة للأصوات.

– (تشارلز ف. ريختر – Charles F. Richter) – (1900م –1985م).

في عامِ 1935م، جاء عالمُ الزلازل والفيزيائي الأمريكي بمقياسٍ لقياس الزلازل، والذي يحمل اسمه، بالرغم من أن عُلماءَ اليوم حلّوا مكانه بنُظمٍ أكثر دقّة، كان ريختر مهتمًا أصلًا بعلوم الفلك والكيمياء، وقد دخل عِلم الزلازل ببساطة لأن ذلك هو المكان الذي أتيحت له فيه الوظيفة.

– (تيد فوجيتا – Ted Fujita ) – (1920م–1998م).

تُصنّفُ الأعاصير الأكثر رعبًا على أنها من فئة EF5، ولكن من أين يأتي رمز F؟

قدّم هذا الباحث الياباني في العواصف اسمه إلى النظام الذي أنشأهُ لتصنيف الأعاصير المدمّرة، على الرغم من أنَّ العلماء قاموا منذ ذلك الحين بتحسينه إلى مقياس فوجيتا المُحسّن، وساهم أيضًا في تحليل الأعاصير والعواصف الرعديّة.

– (ويلبور سكوفيل – Wilbur Scoville ) – (1865م–1942م).

حتّى حِدَّةَ الفلفل الحار هي عرضةٌ للتقدير العلمي، حيث أدركَ الصيدلانيّ الأمريكي -والذي يُعتبر مُحبًا للتوابل- أثناء تطوير لاختباره والذي يُعيّنُ وحدات الحدِّة لأجناس الفلفل المُختلفة؛ أنَّ الأداة الأكثر حساسيّة والتي كانت تحت تصرّفه؛ هي اللسان البشريّ.


  • ترجمة: رامي الحرك
  • تدقيق: أسمى شعبان
  • تحرير:عيسى هزيم
  • المصدر