أشارت بعض التوقعات التي نُشِرَت في التاسع عشر من شهر أكتوبر إلى أن الولايات المتحدة الأميركية قد تسجل بحلول الأول من شهر شباط ما يقارب 390 ألف حالة وفاة بسبب فيروس كورونا. أي قد تزداد أعداد الوفيات بنحو 78% مقارنةً بعدد الوفيات الحالي الذي يبلغ 218000 حالةً.

وقد حدّث معهد القياسات الصحية والتقييم في كلية الطب في جامعة واشنطن تلك التوقعات، إذ إنه قد توقع ارتفاع عدد الوفيات إلى أعلى من ذلك بما يقارب 171000 حالةَ وفاة بحلول شهر شباط، وذلك تبعًا لدراسة أجريت على نموذج في المعهد.

كتب باحثو المعهد في النشرة المُحَدَثة: «نتوقع أن تتوقف أعداد الوفيات عن الانخفاض وأن تزداد في الأسبوعين القادمين».

إذا استخدم كل الأميركيون الكمامات الواقية فمن الممكن أن ينخفض عدد الوفيات ليصل إلى ما يقارب 314000 حالةَ وفاة. ولكن، في حال عدم التزامهم بارتداء الكمامة فقد يصل عدد الوفيات الكلي إلى أكثر من 477000 حالةَ وفاة.

كتب الباحثون أيضًا: «يبدو أن موجة الشتاء قد بدأت في الولايات المتحدة الأميركية بوقت متأخر بعض الشيء عن موجة الشتاء في أوروبا».

وأضافوا: «ستصل أعداد الوفيات في شهر كانون الثاني إلى أكثر من 2000 حالة وفاة في اليوم حتى لو أعيد فرض إجراءات الوقاية في العديد من الولايات قبل نهاية العام».

وفيات كورونا قد تزيد بنحو 80% خلال هذا الشتاء - زيادة عدد الوفيات بفيروس كورونا خلال فصل الشتاء - موجة الشتاء في أوروبا والفيروس المستجد - فيروس كورونا

ومع ذلك، توجد بعض التحذيرات من هذه التوقعات. ففي أي إسقاطات مُحاكية، قد تتغير الأحداث والظروف التي تؤثر على النموذج.

ارتاب بعض الباحثين أيضًا من طريقة معهد القياسات الصحية والتقييم، وبينوا أنها تبالغ في تقييم النتائج النهائية، إذ تتنبأ العديد من النماذج الأخرى بنتائج الأسابيع الأربعة القادمة فقط.

على سبيل المثال، عندما تُحضّر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC أي توقعات، فإنها تأخذ نتائج 44 نموذجًا مختلفًا لتصل إلى توقع واحد شامل.

تنبأ ذلك النموذج بحدوث 3400 إلى 7100 حالة وفاة بدءًا من الخامس من شهر تشرين الأول إلى قبل الخامس من شهر تشرين الثاني.

تُعَدُ طريقة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها طريقة جيدة للوصول إلى متوسط التوقعات التي تصل لدرجة المبالغة والنماذج التي تكون تنبؤاتها بالنتائج المستقبلية أقل من المتوقع. فعلى سبيل المثال، أدى التعاون بين شركة غوغل وجامعة هارفارد إلى التنبؤ بحدوث 11900 حالة وفاة إضافية قبل اليوم الثلاثين من شهر تشرين الأول.

أبلغت نحو 40 ولايةً في أميركا عن زيادة الإصابات بفيروس كورونا هذا الأسبوع، وذلك تبعًا لبيانات من جامعة جون هوبكنز، وسجلت 21 ولايةً رقمًا قياسيًا في متوسط عدد الإصابات الحاصلة في سبعة أيامٍ.

بلغ العدد الإجمالي الوطني للإصابات اليومية ما يقارب 60000 حالة يوم الأربعاء و56000 حالة يوم الخميس، وارتفع متوسط عدد الإصابات في سبعة أيام أكثر من 16% من متوسط عدد إصابات الأسبوع الذي سبقه.

قال بيتر هوتز -عميد المدرسة الوطنية للطب الاستوائي في كلية بايلور للطب- لشبكة CNN التلفزيونية: «هذه علامة منذرة بالسوء، أعتقد أننا سنواجه خريفًا وشتاءً سيئين».

وأضاف: «هذا هو الوقت الذي قد ندخل فيه إلى إحدى أسوأ فترات هذا الوباء وإحدى أسوأ الفترات على الصحة الأميركية العامة الحديثة. أنا قلق جدًا على الأمة».

أخبر أنتوني فوسي وهو مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية برنامج Good morning America التلفزيوني: «الأرقام مقلقة للغاية، خاصة بسبب قضاء معظم الناس الوقت الأكبر في منازلهم خلال فصلي الخريف والشتاء».

وأضاف: «المسألة هي أننا لا نريد أن نكون في موقع الخطر في الوقت الذي تكون فيه أعداد الإصابات اليومية عالية مع دخولنا فصل الخريف البارد ومن ثم فصل الشتاء الأكثر برودة».

أضاف أيضًا: «يتعين علينا حقًا مضاعفة إجراءات الصحة العامة الأساسية التي نتحدث عنها كل يوم، لأنها قادرة على أن تحدث فرقًا».

اقرأ أيضًا:

نصائح عملية للوقاية من فيروس كورونا.. الوقاية بسيطة ولسنا بحاجة إلى الهلع

كيف تستعد مع عائلتك في المنزل لمواجهة تفشي فيروس في بلادك؟

آخر الأخبار حول تطوير لقاح فيروس كورونا

ترجمة: رؤى علي ديب

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر