يتعلق البشر بالأشياء بسهولة. يعتقد بعض الناس أن كتب تطوير الذات وتحفيزها سترفع من مستواهم المعيشي، وأن حياتهم ستتغير بسببها، وأنها ستجلب لهم السعادة والنجاح في نهاية المطاف. في الواقع، الحياة ليست بهذه البساطة، بإمكانك مشاهدة الكثير من فيديوهات تنمية الذات وقراءة ما تريد من الاقتباسات التحفيزية، لكنَ هذا لن يساعدك بشيء.

قد تدرك الحقيقة إن فكرت بالأمر برهةً. لا يريد الناشطون في مجال تنمية الذات أن تحقق السعادة والرضا، فقد يعني ذلك أنك ستتوقف عن متابعة ما يقدمونه من محتوًى وكتب ومن ثم لن يحقق ذلك أي أرباح لهم، لا يريدون مساعدتك بل يريدون إدمان المستهلكين على محتواهم، إذ يسعون إلى زيادة نسبة الاستهلاك والشراء لمحتواهم دون شعور المستهلكين بالرضا حول النتيجة. يريدونك أن تشتري الكتاب المقبل، ويتمثل هدفهم الرئيسي في جني أكبر قدر من المال من المستهلك.

يقوم الناشطون في مجال تنمية الذات بعمل مدهش.

في هذه المقالة، سنحدد أهم العلامات التي تدل على فشل محتوى التنمية وتطوير الذات لتتوقف عن اللجوء إليهم للأبد.

كلما كشفت هذه العلامات بسرعة، كان الانقطاع عنهم أسهل.

1. يستمرون بالحديث دون أيّة جدوى

يتحدثون عن المواضيع ذاتها مرارًا وتكرارًا.

بإمكانك تحسين نفسك وفعل هذا وذاك، يعتمد نجاحك على جهدك فقط، فمن طلب العلا سهر الليالي، عليك العمل بجدّ يا صديقي.

أيبدو هذا مألوفًا؟ في الواقع ستلاحظ بعد فترة أنك لا تتلقى أي معلومات جديدة، ستتكرر على مسامعك نفس الأساليب والحيل ولكن بأسلوب جذاب وسلس ضمن المحتوى التحفيزي.

لا نقصد أن كل أنواع هذا المحتوى سيئة بالضرورة، بل على العكس؛ يوجد الكثير من الكتب التي تستطيع الاستفادة منها ولكن عليك تعلم اختيار الكتب التي تحتوي على فائدة حقيقية.

احذر من المحتوى الذي يشجعك باستمرار على شراء المزيد ويعدك بكشف أسرار النجاح والسعادة.

2. سيمنحك هذا المحتوى شعورًا رائعًا

سيفيض دماغك بالدوبامين بفضل هذا المحتوى فترة قصيرة، إذ سيزيد محتوى التنمية هذا من الحافز لديك وسيشعرك بالسعادة ولكنه ليس إلا شعورًا مؤقتًا.

وهم كتب وفيديوهات تطوير الذات وتحفيزها - أهم العلامات التي تدل على فشل محتوى التنمية وتطوير الذات لتتوقف عن اللجوء إليهم للأبد

في الواقع، لن تستطيع تطبيق النصائح التي تسمعها منهم في حياتك فعليًا لأن هذه النصائح عامةٌ ومُجردةٌ للغاية، ومن ثم سيدفعك هذا لمشاهدة المزيد من الفيديوهات أو قراءة المزيد من الكتب.

3. يكررون إخبارك أنَّ العملَ الجادَ سبيلُ النجاح

لابد أنك تعلم ما نقصده.

قد تشاهد فيديو يظهر فيه رجلٌ يخبرك كيف كان مفلسًا جدًا، ولم يكن يحبه أحد ولم يحصل على تعليم جيد حتى نتيجةً لفقر عائلته، ومع ذلك قرر تغيير نفسه، ويشدد أن الحل يتمثل في تغيير طريقة التفكير والعمل الجاد.

قرر أن يصبح ناجحًا وأنه لن يستسلم أبدًا. وبطريقة سحرية، يحفزك. يعمل هذا الرجل الآن مدرب تنمية، وسيكشف لك أسرار نجاحه. كل ما عليك فعله هو تسجيل اسمك في قائمة البريد الإلكتروني لديه وشراء كتابه أو محتوى الفيديو لديه أو حضور فاعليته المقبلة.

سيخبرك أن النجاح لن يكون سهلاً، فعليك الاستيقاظ صباحًا في الساعة الخامسة على الأقل. وعليك وضع قائمة بالأهداف واكتساب العادات الحسنة، بالإضافة إلى المثابرة وزيادة إنتاجيتك.

بإمكانك تحقيق ما تريده بالعمل الجاد وباستهلاك المزيد من المحتوى التحفيزي.

بالطبع، إن العمل الجاد والمستمر دون انقطاع سيحقق لك النجاح ولن يقودك إلى انهيار عصبي أبدًا!

4. سترغب في استهلاك المزيد

يُصمَّم معظم محتوى تمنية الذات لإحداث التعلق والإدمان، إذ لن نشتري المحتوى إن لم نرغب فيه أكثر وأكثر.

لسوء الحظ، يؤدي هذا المحتوى إلى الإدمان رويدًا رويدًا، ففي نهاية المطاف، ستحتاج إلى المزيد والمزيد، وستحتاج إلى القراءة والاستماع إلى المزيد من المحتوى، وستجد نفسك تستهلك المزيد من محتوى تنمية الذات دون بذل أي جهد أو القيام بشيء جيد لتنمية ذاتك فعليًا.

هل أنت حقًا ترغب في قراءة خامس مقالة تنصحك بكتابة أهدافك المستقبلية ووضع روتين صباحي؟

اقرأ أيضًا:

هل يعد الذكاء العالي معيارًا للنجاح؟

يمكن للفشل أن يكون بذرة النجاح في المسيرة المهنية العلمية

ترجمة: قمر بيازيد

تدقيق: مدين سعدالله عسليه

مراجعة: عون حدّاد

المصدر