يعيش المرضى المسنون حياةً أطول وأفضل تحت رعاية الطبيبات!


ترفع الناشطات النسويات الشعار المعتاد: “أجرٌ متساوٍ لعمل متساوٍ” ولكن، لو قرأت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة هارفرد، فقد تتوصل إلى نتيجةٍ مفادها إنه بالنسبة للطبيبات قد يجب تغيير الشعار ليصبح:”أجرٌ متساوٍ مقابل عملٍ أفضل” .

يعود السبب في ذلك إلى أن الطبيبات يحصلن على نتائجٍ أفضل بالنسبة للمرضى المحتاجين للعناية الطبية من كبار السن.

إذ ازدادت احتمالية أن يحيا مرضى أولئك الطبيبات حياةً أطول وتقل احتمالية عودة هؤلاء المرضى للمستشفى.

حلل الباحثون سجلاتٍ لما يزيد عن 1.5 مليون مريض دخلوا المستشفى خلال السنوات الأربع الماضية، واستنتجت أن النساء يشكلن ما قوامه ثلث الأطباء تقريباً من مجموعةٍ بلغت أكثر من 58.000 طبيب.

حيث تمت مراجعة معدل حالات الوفاة ضمن الثلاثين يوماً، أي النظر فيما إذا كان المرضى يموتون ضمن ثلاثين يوماً من تلقيهم العلاج، وما إذا قد عادوا إلى المستشفى بعد خروجهم منها.

لم يكن التأثير كبيراً. فعلى سبيل المثال بلغ معدل حالات الوفاة ضمن الثلاثين يوماً 11.07 لدى النساء من الأطباء مقارنةً بـ 11.49 من الأطباء الذكور، ووجد الباحثون نفس الفجوة فيما يتعلق بمعدل عودة المرضى للمستشفى.

ولكن قام الباحثون بحساب الفجوة مقارنةً بعدد السكان، ووجدوا أن الأطباء الذكور حققوا نفس النتائج التي حققتها الطبيبات، وهذا قد يؤدي بنا إلى نتيجةً لعدد حالات أقل بـحوالي 32000 حالة وفاة في السنة، وهو رقمٌ يقترب من عدد الأشخاص الذي يموتون نتيجةً لحوادث السيارات، لذلك تعتبر تلك النتيجة مهمة من وجهة نظر الصحة العامة.

لم تستشكف الدراسة الأمور التي قد تقوم بها الطبيبات بشكلٍ مختلف، ولكن، اقترح بحثٌ سابق ازدياد إحتمالية اتباع الطبيبات للتعليمات السريرية والتمسك بممارسة العمل الطبي المستند للأدلة.

ويشير الباحثون كذلك إلى وجود بعض الأدلة الميدانية على ازدياد احتمالية استعداد الأطباء الذكور للقيام ببعض المخاطرات، مما يفسر سبب فائدة وجود طبيبات وبشكلٍ ملحوظ بالنسبة للمرضى الأكثر معاناةً من المرض.

ويجد الباحثون أن الطبيبات يكن أكثر فعاليةً في التواصل مع المرضى.

أما بشأن العوامل التي لا يمكن قياسها والتي من شأنها أن تؤثر سلبًا في الدراسة، فقد استخدم الباحثون عدة طرقٍ لضبط هذه الإختلالات.

ومن هذه الطرق، تفحص الباحثون المستشفيات والأطباء العاملين في المشافي بنظام النوبات، وبالتالي تكون شريحة المرضى عشوائيةً بشكلٍ كبير، بناءً على زمان ومكان العمل.

وتوصل الباحثون إلى إنهم أينما بحثوا ، وجدوا نفس التأثير بشكلٍ ثابت. وتتحدى نتائج هذه الدراسة دراساتٍ أخرى تدّعي تفاوت أجورالطبيبات وترقياتهن عن الأطباء.

فقد وُجَد هذا الإختلاف ضمن اختصاصٍ محدد لا بين عدة اختصاصات. ويجادل البعض بأن هذه الفجوات تتضمن اقتراحاتً مفادها أن الطبيبات يكسبن أقل في عملهن نظراً لأن ما يقمن به أقل قيمةً أو غير جيد بما فيه الكفاية.

ومن بعض الأسباب المقترحة كتبريرٍ لهذه الاختلافات ،أن جودة عمل المرأة ولأسباب تتعلق بحمل الأطفال أو الدوام الجزئي السبب بانخفاض الأجور، وبالتاكيد فإن هذه الدراسة تشق طريقاً طويلاً لنفي هذه التبريرات.

ويضيف أحد الباحثين في هذا الشأن بالقول:”من المهم أن تذهب هذه الدراسة لرأيٍ مخالف رغم خلفية الرواتب الأدنى والترقيات الأقل، إذ تقترح نتائجنا أن الطبيبات لسن جيداتً فحسب بل في الواقع هن أفضل بقليل من الأطباء .”


ترجمة: رغد القطلبي
تدقيق: أسمى شعبان
المصدر