سيتحول كيس بلاستيكي عند تركه في الشمس لمدة طويلة في نهاية المطاف إلى مسحوق متناثر والبقايا البتروكيماوية ستتطاير بعيدًا. تشكل البقايا الدقيقة خطرًا كبيرًا على البيئة، وهي ليست أسوأ ما يُنتَج من تحلل البلاستيك.

تقول الدراسة التي أجراها باحثون من معهد “وودز هول” لعلم المحيطات أن ضوء الشمس لا يسبب تلف البلاستيك فقط، بل يسبب تحويل البوليميرات الأساسية والمضافة إلى حساء من المواد الكيميائية الجديدة.

لا تحدث العملية ببطء، فقد اختبِرَت مجموعة منوعة من الأكياس البلاستيكية تحوي مزيجًا كبيرًا من مركبات الكربون العضوية القابلة للذوبان بعد تعرضها لأشعة الشمس لمدة 100 ساعة.

تؤخذ التكلفة البيئية لأكياس التسوق على محمل الجد في العديد من المجتمعات حول العالم، وما يزال من السهل العثور على متجر يحرص على تسليم كيس بلاستيكي واحد من البولي إثيلين للمشتريات.

بمجرد استخدامه، يوجد احتمال كبير أن يذهب الكيس إلى مكب النفايات بدلًا من مصنع إعادة التدوير. الأسوأ من ذلك، أن يبقى مكشوفًا في الطبيعة، ويشق طريقه في نهاية المطاف إلى المجاري المائية أو المحيط لينضم إلى 640000 طن من البلاستيك جراء أنشطة صيد الأسماك التجارية كل عام.

تنقسم هذه البقايا إلى قطع مجهرية أصغر، وتنتهي في نهاية المطاف في أحشاء الأحياء البرية، مثل الطيور والحيتان. لكن ما تزال التفاصيل المتعلقة بانتشارها وتحللها غير واضحة.

لفتت الدراسات على مر السنين إمكانية حدوث تغيرات خطيرة، فخلصت الأبحاث إلى أن ضوء الشمس يمكن أن يحول المواد البلاستيكية وإضافاتها إلى بوليميرات جديدة كيميائيًا، وكذلك الوحدات الكيميائية الأصغر حجمًا تذوب بسهولة وتنتقل عبر الجو.

لم يكن معروفًا حتى الآن التنوع الكبير للنواتج الكيميائية من مادة بلاستيكية موجودة تحت أشعة الشمس.

جمع الباحثون عينة من أكياس البولي إيثيلين المستهلكة من المؤسسات التجارية، مثل أكياس CVS، واستخدمت أكياس خالية من الإضافات، وأكياس منخفضة الكثافة من صنع غودفيلو Goodfellow كعنصر ضبط. وصُنّفت الأكياس من حيث المحتوى العضوي والمعدني والخصائص الطيفية.

وضع الباحثون عينات من الأكياس في عبوات معقمة معبأة بمحلول مؤين لمحاكاة وجود الأكياس في مياه البحر.
وضعت نصف العبوات في الظلام لمدة ستة أيام، وتُرِكَ النصف الباقي في غرفة تحكم بدرجة الحرارة لخمسة أيام، وتعرضت لتيار ثابت من الإشعاع يحاكي آثار أشعة الشمس.
وجد أن العينات التي تُركت في الظلام أطلقت كمية صغيرة من المركبات العضوية المذابة في المحلول الملحي، وتشكلت مواد كيميائية جديدة من العينات التي تُرِكَت في الضوء.
أما أكياس CVS فأظهرت أكبر فرق تركيزات بين العينة في الظلام والعينة المعرضة للضوء.

كشف هذا الحساء البلاستيكي عن قائمة من الجزيئات مكونة من عشرات الآلاف من المركبات العضوية الذائبة، تنتج كلها خلال أسابيع من الطفو في المحيط تحت وهج أشعة الشمس.
العملية بأكملها أكثر تعقيًدا بعشر مرات على الأقل مما فهمه الكيميائيون، ما يترك مجالاً واسعًا من المواد السامة التي لم تؤخذ بعين الاعتبار.

يقول الكيميائي كولين وارد: «من المذهل أن تظن أن ضوء الشمس يمكن أن يجزّئ البلاستيك من مركب واحد مكون من بعض المواد المضافة المختلطة، إلى عشرات الآلاف من المركبات التي تذوب في الماء». «علينا التفكير بمصير وآثار المواد البلاستيكية الأولية التي تتسرب إلى البيئة وتحويل تلك المواد».

ما تفعله تلك المركبات في البيئة أو في أنسجة الكائنات الحية التي تعيش فيها هو السؤال الآن، لكن التراكيز المنخفضة تثير القلق قليلًا.

تراكم النفايات البلاستيكية يقود إلى كارثة بيئية متزايدة باستمرار، ويمكن أن ترتفع تلك التراكيز إلى مستويات كنا تمنينا أن نوليها اهتمامًا في وقت أقرب.

«إذا كان الهدف فهم مصير هذه المواد وآثارها، فنحن بحاجة إلى دراسة البلاستيك الذي تسرب إلى البيئة، فضلًا عن دراسة عمليات انتشارها التي نعمل عليها».

اقرأ أيضًا:

تستطيع الميكروبات في معدة الأبقار المساعدة على إعادة تدوير البلاستيك!

طريقة جديدة مبتكرة لتحويل البلاستيك إلى وقود

ترجمة: عمرو أحمد حمدان

تدقيق: وسام عمارة

المصدر