يمكن لهذا الروبوت أن يحلّ مكان عضلة القلب
خبر قد ينقذ حياة الملايين


اخترع الباحثون نوع جديد من الأجهزة التى تحافظ على نبض القلب التالف أو الضعيف، ويمكن أن ينقذ حياة مرضى الزرع الذين غالبًا ما يضطرون للانتظار لعدة أشهر لزراعة قلب جديد، وأحيانًا لأكثر من عام.

ويلتف الجهاز المصنوع من السليكون المرن، والذي يمكن تعديله ليتناسب مع حجم القلب،حول القلب التالف وهو قادر على محاكاة حركة القلب من اللف والضغط بالتزامن مع نبضات قلب المريض ، وأثبتت التجارب التى أُجريت على الحيوانات مؤخرًا بقدرة هذا الاختراع على إعادة وظائف القلب إلى مستويات شبة مثالية بعد توقفها تمامًا.

وصرحت إلين روش ” Ellen Roche”،البروفيسور فى جامعة أيرلندا الوطنية فى غالواي ، وواحد من الفريق الذين ابتكروا هذا الجهاز:

” يكتسب هذا الجهاز أهمية كبيرة لأنه ينتهى الأمر للعديد من الاشخاص بالفشل القلبي، ويُعد هذا الجهاز المرن، مثاليًا لقدرته على التفاعل مع الأنسجة اللينة ومساعدتها على رفع كفائتها وربما شفائها وتعافيها”

وحتى نعطي فكرة بسيطة عن( كيف أصبح فشل القلب مرضًأ شائعًا )، ينبغى أن تعرف أنه يتم تشخيص ما يقرب من مليون حالة جديدة كل عام فى الولايات المتحدة وحدها، وإذا كان حظك سيئًا بما فيه الكفاية لتحتاج قلبًا جديدًا، فعليك التسجيل فى قائمة انتظار تمتد لستة أشهر على أقل تقدير .

وهناك أنواع مختلفة من الأجهزة التى تحافظ على حياة المرضى خلال انتظارهم الطويل لعملية زرع القلب، ولكنها ليست أجهزة بلا عيوب، وواحد من أهم هذه التقنيات التى يستخدمها مرضى الفشل القلبى هو آلات مساعدة البطين (VAD) التي تضخ الدم ميكانيكيًا عبر قلب المريض عن طريق أنبوب يمر داخل الجسم، ولكن تصاحب هذه الآلات مخاطر جمّة .

على سبيل المثال، يحتاج المرضى الذين يستخدمون هذه الأجهزة إلى تناول مضادات التخثر (منع تجلط الدم( والتى لها أيضًا مخاطرها. كما يخشى المرضى الذين يستخدمون هذه الآلات من العدوى والأعطال ويمكن أن تتسبب هذه الآلات فى عدم التوازن بين البطين الأيمن والأيسر،مما يؤدى مجددًا إلى الفشل القلبى.

وتقليلًا للمخاطر السابقة، اخترعت Roche وفريقها هذا الجهاز المرن الذى يُزرع بشكل ملائم حول القلب وينظم ضرباته دون ملامسة الدم المتدفق من خلال القلب، وصُمِم هذا الجهاز المصنوع من السيليكون الرقيق ليحاكي الطبقة الخارجية المحيطة بالقلب، ويمكن أن يُخَصَّصُ لجانب واحد فقط ، فإذا كان الضعف فى الجزء الأيسر فقط، فسيوفر الجهاز مساعدة أكبر لهذا الجزء.

ويتصل بالجهاز مضخة خارجية، تستخدم الهواء من أجل تشغيل عضلات السيليكون الصناعي، والتى بدورها تضغط على القلب وتتركه تزامنًا مع إيقاع القلب الطبيعي.

تم اختبار الجهاز على الحيوانات فقط حتى الآن، ولذلك علينا الانتظار ورؤية ما إذا كان الجهاز آمنًا ضد مشاكل العدوى والأعطال ولكن أظهر الجهاز نتائج واعدة عند اختباره على ستة خنازير.

كما صرحت ميجا روزين ” ” Meghan Rosenلأخبار العلوم، بعد الفشل القلبى الذى أصاب الخنازير، انخفضت كميّة الدم التي يضخها القلب إلى أكثر من نصف معدلها الطبيعي ليصل إلى 1 لتر من الدم فى الدقيقة الواحدة.

وبمجرد زراعة الجهاز،استعاد القلب معدل الضخ لما يزيد عن 2.5 لتر من الدم فى الدقيقة الواحدة ، وهو ما يعادل تقريبًا معدل ضخ الدم فى القلب السليم الذى يعمل بدون مساعدة.
ومع ما يُقدر بـ 15 إلى 20 % من المرضى الذين يموتون أثناء انتظارهم لعمليات الزرع، فنحن بحاجة إلى خيارات أفضل ونأمل أن هذا الجهاز يمكنه القيام بالمهمة على أكمل وجه.


ترجمة: حنان أحمد
تدقيق: أسمى شعبان
المصدر