يشير تحليل استخدام المياه في أوروبا إلى الحاجة الملحّة إلى إصلاح عادات النظام الغذائي، وذلك وفقًا لتقرير (أندرو ماسترسون – Andrew Masterson).

إن التحوّل من نظامٍ غذائيّ يحتوي على كمياتٍ كبيرة من اللحوم إلى نظامٍ يعتمد على الخضار والمأكولات البحرية يقلّل بشكلٍ كبير من استهلاك المياه -على الأقل، إذا قام الكثير من الناس بذلك- وذلك وفقًا لبحثٍ أجراه أعضاء مركز البحوث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية والتي مقرّها في إيطاليا.

وتبعًا لورقة بحثيةٍ نُشرت في صحيفة (الاستدامة الطبيعية – Nature Sustainability) ذكر ديفي فانهام وزملاؤه في البحث نتائج تحليل استخدام المياه في 44000 منطقة إدارية صغيرة في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا.

يعرض البحث مفهوم البصمة المائية: مقياس الماء المستخدم للحفاظ على إنتاج السلع، والخدمات، بما في ذلك الغذاء أيضًا.

يقسم الباحثون استخدام المياه إلى مصدرين: أزرق؛ وهو الماء الموجود في البحيرات والأنهار والجداول، وأخضر؛ وهو الماء الموجود في التربة والذي يُحصل عليه من الأمطار.

نظر فانهام وزملاؤه إلى كمية الماء المستخدم في إنتاج الغذاء في كل وحدة من الوحدات الإدارية، ثم قارنوا ذلك لمعرفة حجم التغيّر الذي سيحدث لو أن المستهلكين اعتمدوا نظامًا غذائيًا صحيًا معتمدًا على اللحوم، أو نظامًا غذائيًا صحيًا معتمدًا على المأكولات البحرية، أو اتباع نظامٍ غذائي نباتيّ.

على الرغم من اختلاف النتائج تبعًا للظروف الاقتصادية والاجتماعية لكل منطقة, فإن اتباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ يعتمد على حميةٍ غذائية صحية -في كل الحالات- أدّى إلى تقليل كمية المياه المطلوبة لإطعام السكان.

أنتج نموذج اتّباع نظامٍ غذائي صحي انخفاضًا في استهلاك المياه ما بين 11و35 في المئة، ووسّعت الحمية المدعوّة Pescatarian diets المدى جدًا، إذ قلّ الاستهلاك ما بين 33 و55 بالمئة، بينما أنتج النظام الغذائي النباتي انخفاضًا أكبر بقليل ما بين 35 و55 بالمئة.

واستنتج الباحثون أن التحوّل لنظامٍ غذائيٍّ صحي ليس فقط جيدًا لصحة الإنسان، ولكن أيضًا يقللّ بشكل كبير استهلاك موارد المياه وذلك بشكلٍ ثابتٍ جغرافيًا لجميع المناطق الموجودة في ثلاث دولٍ قيد الدراسة.

في ظل معظم النماذج العالمية, يقول المؤلفون إن المياه تُعتبر موردًا نادرًا وتزداد انخفاضًا كلما ازداد عدد السكان، وبدأ المناخ بتغيّراته المخيفة، وإن التفكير في حلٍّ لهذه المشكلة هو أمرٌ بالغ الأهمية.

يقول الباحثون: «من أجل تحقيق الغذاء العالمي وتأمين المياه والطاقة له، من الضروري إجراء تغيّراتٍ على طول سلسلة الإنتاج والتوريدات بأكملها (أي من الإنتاج إلى الاستهلاك)».

ومع ذلك، فإنهم يقرّون أن تحفيز هذه التغيّرات الغذائية وتحقيقها ما زال غير واضح.


  • ترجمة: إسراء رجب عباس
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر