فرض فريق من الباحثين، عملية تفكير نقدي دقيقة لاختبار 42 ادعاءً شائعًا من منكري علم المناخ، ليظهروا أننا نستطيع أن نساعد أصدقاءنا وعائلاتنا للتمييز بين الحقيقة والوهم من خلال ست خطوات بسيطة.

يُقال أننا نعيش في عصر ما بعد الحقيقة، لحسن الحظ، هناك طرق يمكننا أن نبطئ بها انتشار الخرافات والمعلومات الخاطئة التي تلوث الفهم حول القضايا المُلحة التي تهدد المجتمع.

في حين أن توقعات التغير المناخي الناتجة عن الاحتباس الحراري تصبح أقوى، لا يمكن قول الشيء ذاته عن الأبحاث التي تشوه سمعتها.

لا شيء من ذلك يمنع الكثير من الناس من الشك حتى في أكثر الاستنتاجات السليمة علميًا، غالبًا لأن آثار التغير المناخي تتعارض مع معتقداتٍ وقيّمٍ أخرى.

يقول المؤلف الرئيسي (جون كوك) من جامعة (جورج ماسون) في الولايات المتحدة الأمريكية: «تنتشر المعلومات الخاطئة بسرعة، ويمكن أن تكون لها آثارٌ عميقة على المجتمع إذا تُركت دون تصحيح.

علم المناخ إشكالية خاصة، لأنه يصف هذا النظام المعقد».

في مواجهة التعقيد، حتى أذكى من فينا يلجأ إلى عملية معرفيّة يُشار إليها بأنها كاشفة؛ طريقة سريعة وسيئة، لتقييم احتمالية التوصل إلى نتيجة مبنية على أحكام بسيطة.

في هذه الحالة، يقول (كوك) أن الناس يميلون إلى استبدال الحكم على الموضوع المعقّد (علم المناخ) بالحكم على شيءٍ أكثر بساطة (شخصيات الناس المتحدثين عن علم المناخ).

يقول (كوك): «هذا يمكن أن يجعلهم معرَضِين للمعلومات الخاطئة».

يكمُن التحدي في كيفية التعامل مع حُجة معقدة بطريقة سهلة مثل الكشف عن مجريات الأمور، ولكن مع خطرٍ أقل من طرح نوعٍ من الخطأ في المنطق.

هذه هي ماهية هذه العملية ذات السِت خطوات، وسيلة لتسليط الضوء على العيوب الأساسية في التفكير المنطقي الذي نحن جميعًا عُرضةٌ للوقوع فيها.

يوضح كوك: «الميزة في أسلوبنا أنه ليس عليك أن تكون خبيرًا في المناقشة أو علم المناخ لاستخدامه».

فيما يلي ملخص للخطوات الواجب اعتبارها:

الخطوة الأولى: قم بعرض الادعاء الذي يتم تقديمه

قدِّم البيان للفحص بوضوح.

هذا مثالٌ لادعاءٍ جميعنا يمكن أن ندركه: «لم تتعرض الأرض لظاهرة الاحتباس الحراري بسبب ارتدائي سترةً في منتصف فصل الصيف، في الآونة الأخيرة».

الخطوة الثانية: تحديد الفرضيات من الادعاء

الفرضية هي عبارات يمكن أن تكون خاطئة أو صحيحة.

على سبيل المثال، الفرضية هنا هي: «لقد كان الجو باردًا بما يكفي لكي يرتدي شخصٌ سُترةً في الصيف».

الخطوة الثالثة: تحديد طبيعة النقاش

التفكير الاستنتاجي هو تقديم ادعاء محدد، ثم تعميمه.

من ناحيةٍ أخرى، المنطق الاستقرائي هو الأخذ بعين الاعتبار تاريخًا من الملاحظات ووضع توقعات محددة.

كلٌ منهما شكلٌ مختلفٌ قليلًا من الحجج التي قد تُحدث فرقًا في كيفية تفكيكها.

في هذه الحالة، فإن الحجة استنتاجية، يتم الجمع بين فرضياتها لتقديم استنتاج واضح.

إذا كان الادعاء: «لقد ارتفعت درجة حرارة الأرض من قبل، لذلك نحن لا نتسبب في ذلك الآن» هذا كان استقرائيًا، سيكون هناك سجلٌ من الملاحظات التي استُخدمت في التنبؤ.

الخطوة الرابعة: معرفة صحة الحُجة

هل هناك أي فرضيات مخفية لم تُذكر بصورة واضحة؟

الفرضية المخفية هنا هي أن: «الاحتباس الحراري يستثني الأمثلة المحلية من درجات حرارة الصيف الباردة».

من الواضح أن الفرضية المخفية مشكلة، لم يقل أحدٌ أن الاحتباس الحراري بحكم التعريف يستبعد بُقع درجات الحرارة الباردة.

هذا يعني أن الحجة هي استنباطٌ خلفي (استنباط أو استنتاج غير متفق مع المقدمة).

اعتمادًا على نوع الحجة، يجب أن تعرِف إذا كانت جميع الفرضيات يمكن إضافتها وتبدو منطقيةً في ضوء الاستنتاج.

الخطوة الخامسة: التحقق من الغموض

حسنًا، دعنا نقول أن الحجة تبدو قوية جدًا في ظاهرها، أحيانًا، الكلمات والعبارات المستخدمة في جزءٍ واحد لها معنًى مختلف ببراعة في جزءٍ آخر.

فكِر في هذه الفرضية: «لا شيء أفضل من الماء البارد في يومٍ حار»، وأضِف عليها الفرضية: «الماء الدافئ أفضل من لا شيء في يومٍ حار».

الاستنتاج: «الماء الدافئ أفضل من الماء البارد في يومٍ حار» منطقيٌ على أساس الكلمات فقط، ولكنه قد يبدو غبيًا.

مع ذلك، فإنها تعتمد على الغموض بين العبارات «لا شيء أفضل» و«أفضل من لا شيء» وهذا هو سبب انهيار الجملة فنيًا.

الخطوة السادسة: التحقق من أُسس الفرضية

الادعاء ليس سوى صخرةٍ قوية، مِثل فرضياته، لو كنتُ في الحقيقة أرتدي سترةً بينما كانت درجة الحرارة حارقة، فلا فائدة من الكلام. إنها حجةٌ سيئة، اُنفض يديك واذهب.

يقول الباحث المشارك في الدراسة (بيتر إليرتون) من مشروع التفكير النقدي بجامعة كوينزلاند: «غالبًا ما تُركِّز الحجج الإنكارية الدحضية على المعلومات العلمية، توضيحًا أن درجات الحرارة بالفعل ترتفع، أو أن هناك حقًا إجماعًا علميًا على أن النشاط البشري مسؤول.

نحن نُكمل هذا النهج من خلال المساعدة في العثور على العيوب في الحُجج المضلِّلة وشرح كيف أن الأسباب التي يقدمونها لا تدعم استنتاجاتهم».

طبّق الفريق الخطوات أعلاه على 42 ادعاءً شائعًا في مواجهة علم المناخ، ووجدوا مغالطاتٍ منطقيةً في كلٍ منها.

شاهد الفيديو لفهم العملية:

بالطبع، حتى الكثيرون منا، الذين يقفون مع العِلم يمكنهم فعل ذلك لأسبابٍ خاطئة، لذا، حتى لو كنت على دراية بالتنبؤات الحالية لتغيُر المناخ، فمن الجيد وضع هذه الخطوات موضع التنفيذ.

نُشِر هذا البحث في رسائل البحوث البيئية


  • ترجمة: علي طارق عاطف
  • تدقيق: محمد عبد الحميد أبو قصيصة
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر