إنها الجائزة التي لا يرغب أحد الفوز بها؛ أن يكون عام 2019 ثاني أعلى السنوات حرارة على الإطلاق، كما أكد علماء الحكومة في 15 يناير. وفقًا لما ذُكر في تحليلين منفصلين، الأول أجرته ناسا والآخر من قِبل الإدارة الوطنية للمحيط والغلاف الجوي (NOAA). قارنت كل دراسة بيانات درجة حرارة الأرض لعام 2019 مع سجلات العلماء القديمة التي بدأت عام 1880. خلال هذه المئة والأربعون سنة، كانت سنة 2016 فقط هي الأدفأ من العام الماضي. كما تعرض التحليلات أن السنوات الخمس الأعلى حرارة حسب السجل كانت الخمس سنوات التي بدأت في 2015.

يقول غافين شميدت مدير معهد غودارد لوكالة دراسات الفضاء في نيويورك في بيان له: «من الواضح أن العقد الذي انتهى للتو هو العقد الأدفأ حسب السجل، ومن الواضح أيضًا أن كل عقد منذ 1960 أدفأ من الذي قبله».

رسم من إنتاج ناسا يُظهر أن 2019 كانت أعلى السنوات حرارة مقارنةً بمعدلات قديمة.

رسم من إنتاج ناسا يُظهر أن 2019 كانت أعلى السنوات حرارة مقارنةً بمعدلات قديمة.

وفقًا لتقارير NOAA لدرجات الحرارة، نلاحظ أن 2019 هي الثالثة والأربعون في الترتيب العالمي لمتوسطات درجات الحرارة لليابسة والمحيطات. يستند هذا التحليل إلى تحليل مماثل أجرته ناسا معتمدةً على بيانات جمعتها أكثر من 20000 محطة حول العالم.

لم يكن ارتفاع درجات الحرارة الاضطراب المناخي الوحيد الذي تتبعه علماء الحكومة الفيدرالية، فقد وجد التحليل الثاني من قِبل NOAA الذي صدر في 8 يناير، أن عام 2019 كان أيضًا ثاني أكثر الأعوام رطوبةً في الولايات المتحدة، مع أن عام 1973 شهد هطول المزيد من الأمطار.

ووجد التقرير ذاته أن الحوادث المتعلقة بالطقس كلفت البلاد مليار دولار أو أكثر. شهدت الولايات المتحدة 14 حدثًا من هذا القبيل عام 2019 بما في ذلك حرائق الغابات في كاليفورنيا، وفيضانات نهري ميسوري والمسيسبي، والأعاصير في الجنوب، والعاصفة المدارية إيميلد في تكساس، وإعصار دوريان على ساحل المحيط الأطلسي. أضافت هذه الأحداث للعقد مزيدًا من الكوارث باهظة الثمن مقارنةً بالعقد السابق.

إن العلاقة بين الأحداث المناخية القاسية والتغيرات المناخية الأوسع معقدة، لكن النتائج توحي بزيادة تطرف الطقس على الأرض. تعد تغيرات درجات الحرارة -بما في ذلك متوسط الزيادة في درجة حرارة سطح الأرض- مجرد جانب واحد من هذه التغيرات وأكثرها سهولةً من ناحية الأسباب.

يقول شميدت في بيانه: «تخطينا أكثر من 1.1 درجة مئوية بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري عام 2015 ومن غير المرجح أن نعود»، وأضاف: «هذا يدل على أن ما يحدث مستمر وليس مجرد صدفة بسبب بعض الظواهر الجوية، فنحن نعلم أن التوجهات طويلة المدى تحركها المستويات المتزايدة من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي».

اقرأ أيضًا:

ما الفرق الذي يُحدِثه تغيّر درجة الحرارة بمقدار نصف درجة مئوية نتيجة الاحتباس الحراري؟

نهاية التغيرات المناخية !

ترجمة: الزهراء عمر

تدقيق: حسام التهامي

المصدر