كريات الدم الحمراء قادرة على تذكّر رحلاتك إلى الجبال


في تقرير لـ (كريستوفر إنتاجلياتا- Christopher Intagliata) قال فيه: «تحتفظ الكريات الحمر بذاكرة التعرض للمرتفعات، مما يسمح بالتأقلم بشكل أسرع في المرات القادمة. لكن هذه الذاكرة تتلاشى خلال أربعة أشهر».

اتجه إلى الجبال، فإذا لم توقفك المنحدرات فالهواء سيفعل ذلك.

حيث تكون كمية الأوكسجين على هذه المرتفعات قليلة، لذا ستصاب بالدوار وانقطاع النَفَس أو ما هو أسوء.

لكن حتى ولو صمدت، فنشاطاتك الكيميائية الحيوية مشغولة بالفعل في المحافظة على تأقلم جسدك مع الوسط الجديد.

وبحسب دورية (Nature Communications): تحرَّى العلماء هذه الطرق لدى كلٍ من البشر والفئران.

فوجدوا أن التعرض لضغط منخفض من الأوكسجين يستنزف مخازن بروتين الكريات الحمراء المسمى بـ «eENT1».

وهذا شيءٌ جيد، لكون المواد الأخرى المسؤولة عن حماية الجسم من انخفاض الأوكسجين الجوي أصبحت الآن قادرة على التجمع بشكل سريع ومساعدة الجسم على التكيف.

لكن إليك المفاجأة، فعند خروج البروتين «eENT1» فلن يعود مرة أخرى.

أي أن الكريات الحمراء (تَذكُر) نوعًا ما تعرُّضها للمرتفعات. وهذا ما يُفسر تأقلمك عند الصعود للمرتفعات في وقت قريب لاحق بشكل أسرع من المرة الأولى.

وقد نُشِرت النتائج في دورية «Anren Song et al»: «تحتفظ الكريات الحمراء بالأدينوزين*(1) منقوص الأوكسجين مستجيبةً للتأقلم بشكل أسرع تجاه عودة الصعود للمرتفعات».

وهناك تحذير واحد فقط وهو أنه يجب تذكر أن «مدة حياة الكريات الحمراء في جسم الإنسان هي 120 يومًا».

فحسب دراسة لمؤلف الدراسة (يانغ شيا- Yang Xia)، عالم في الكيمياء الحيوية في مركز UT للعلوم الصحية في هوستن: «ستختفي هذه الذاكرة تدريجيًا كلما بقيت لفترة أطول على مستوى سطح البحر قبل أن تعود لتسلق مرتفعات شاهقة».

فإذا لم تكن معتادًا على تسلق الجبال، فحقيقةً لا يوجد طريق مختصر للتأقلم. ومرةً أخرى إذًا لا يوجد طريق مختصر للقمة.

*(1)الأدينوزين: هو حمض نووي يلعب دورًا مهمًا في التفاعلات الكيميائية الحيوية في الجسم.


إعداد: وئام عز الدين
تدقيق: هبة فارس
المصدر