تخطو البشرية خطواتها الأولى في مجال الدفاع الكوكبي، إذ أجرت ناسا أول اختبار تقنية للدفاع الكوكبي في 26 سبتمبر 2022، ونجحت نجاحًا مبهرًا خالف كل توقعاتنا في حرف مسار الكويكب ديمورفوس في مهمة هي الأولى من نوعها التي سمّيت مهمة دارت.

مهمة دارت dart اختصار لـ Double Asteroid Redirection Test، وتعني اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج، عبارة عن مصادم حركي سريع التصادم سيتصادم بالكويكب، ويضفي له زخمًا زاويًا ويغير مساره.

رغم أن ديمورفوس كان هدفًا خطيرًا إلا أنه ممتاز، نظرًا لأنه يدور حول الكويكب ديديموس، ويمكننا اختبار فعالية التصادم بمعرفة ما إذا تغير الوقت الذي يستغرقه في الدوران حول ديديموس بعد التصادم، وهذا كان مبهرًا جدًا لأننا توقعنا أن يكون التغيير بحوالي 7 دقائق فقط لكنه وصل لحوالي 33 دقيقة.

تقول كريستينا توماس دكتورة من جامعة أريزونا: «ربما يظن الكثير أن الاصطدام بالكويكب باعتباره صخرة كبيرة عائمة في الفضاء أمرًا سهلًا، لكنه ليس مجرد فكرة اصطدام كويكب بصخرة في الفضاء».

كريستينا توماس هي واحدة من أهم المؤلفين للأوراق البحثية التي نشرت عن مهمة دارت وركزت على تأثير الاصطدام على المدة المدارية لكويكب ديمورفوس وساعدتنا هذه الأوراق على فهم أفضل للمهمة بشكل خاص وتقنية الدفاع الكوكبي عمومًا.

إن اصطدام مركبة بجرم فضائي، سيؤدي لقذف أجزاء من هذا الجرم نحو الفضاء، وسيؤدي لزيادة زخمه بسبب هذه الكتلة المفقودة وبالتالي زيادة في سرعتها ما يعني أن زيادة سرعة الجرم لا تنتج فقط من اصطدامه بالمركبة بل أيضًا الكتلة المقذوفة، والفريق العامل على المركبة قدّر فترة تغيير المدة المدارية للكوكب بحوالي 7 دقائق، في حالة اصطدام المركبة بالجرم دون قذف جزء منه في الفضاء.

لكن بعد الاصطدام ، وبتحليل صور للجزء المقذوف من الكويكب تم تقدير الفترة بـ 44 دقيقة .

رافقت دارت مركبة صغيرة تسمى LICIACube، وتوجهت العديد من التلسكوبات نحو الكويكب لرصد الاصطدام لحظة وقوعه. بالإضافة الى مجموعة من هواة الفلك نجحوا بتتبع مراحل تكون سحابة الحطام حول الكويكب من مرصد Unistellar، وحللوا صور الكويكب بعد الاصطدام وقدروا الكتلة المفقودة بحوالي 0.3 إلى 0.5 من كتلة الكويكب.

يقول الدكتور فرانك مارشيس، المؤسس والمدير العلمي لتلسكوب Unistellar: «لقد استنتجنا الكتلة المفقودة من الكويكب بمراقبة حجم المذنب المتكون وحركته».

تحول الكويكب إلى مذنب أو كويكب نشط بعد الاصطدام، وهذا يعطي نظرة ثاقبة لمستقبل دراسة المذنبات والكويكبات النشطة.

سُلّط الضوء أيضًا على قدرة التلسكوب على رصد الطيف الضوئي وتمييز صبغة اللون الأحمر في فترة الاصطدام، وليس معروف لحد الآن هل هي نتيجة مرور الضوء من الغبار، أم لون حقيقي.

ستنطلق مهمة هيرا التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية عام 2024 نحو الكويكبات وستصل عام 2026 وستمنحنا فهمًا أفضل عنها.

اقرأ أيضًا:

نظرية فيزيائية جديدة تقترح أن الطاقة المظلمة أصلها من الثقوب السوداء

الإعلان عن رصد أبعد مجرة معروفة حتى الآن

ترجمة:هاجر احكى

تدقيق: نايا كركور

المصدر