إن قائمة الممنوعات والمفروضات -التي يجب على المرأة الحامل الالتزام بها في أثناء الحمل- مرهقةٌ وصعبة، كالابتعاد عن الرياضات الجسدية العنيفة أو تجنب تناول بعض الأطعمة. وبالتزامن مع تقدم الحمل، يُضاف اختيار وضعية النوم المثلى إلى هذه القائمة.

سنتحدث في هذه المقالة عن الحقائق والخرافات المتعلقة بوضعيات النوم للمرأة الحامل، وكيفية تأثيرها في راحتها وراحة طفلها.

يوصي الأطباء عادةً بالنوم على أحد الجانبين خلال فترة الحمل، وخاصة مع تقدم الحمل وزيادة حجم الجنين، وذلك للحفاظ على تدفق الدم إلى المشيمة. ولحسن الحظ وجدت دراسات طبية في عام 2019 أن النوم على كلا الجانبين آمن للمرأة الحامل ولطفلها.

النوم على الجانب الأيسر:

وهو ما يُعد الوضعية المثالية لنوم المرأة الحامل، إذ يسمح بتدفق الدم من الوريد الأجوف السفلي أحد أكبر الأوردة والموازي للعمود الفقري من الجهة اليمنى للجسم، وينقل هذا الوريد الدم إلى القلب، ومن ثَم إلى الجنين.

يخفف النوم على الجانب الأيسر أيضًا الضغط عن الكبد والكلى، ما يحسن من عملها ويخفف مشكلات التورم في اليدين والكاحلين والقدمين التي تحدث خلال فترة الحمل.

ما هي أفضل وضعية نوم للمرأة الحامل؟ - الممنوعات والمفروضات التي يجب على المرأة الحامل الالتزام بها في أثناء الحمل - وضعية النوم المثلى

النوم على الجانب الأيمن:

إذا كان النوم على الجانب الأيسر مثاليًّا للمرأة الحامل، فهذا لا يعني بالضرورة تجنب النوم على الجانب الأيمن، إذ أظهرت دراسة أُجريت في عام 2019 أن النوم على كلا الجانبين آمن للنساء الحوامل، مع احتمالية ضئيلة لحدوث بعض الضغط على الوريد الأجوف السفلي عند النوم على الجانب الأيمن. ومن ثَم فللمرأة حرية اختيار النوم على الجانب الأكثر راحة لها.

ومن الجدير بالذكر أن بعض الخرافات القديمة تدّعي أن الجانب الذي تنام عليه الحامل يحدد جنس مولودها، لكن ذلك محض خرافات متداولة لا أساس لها من الصحة، فلا توجد أي دراسات حول هذا الموضوع.

نصائح لجعل وضعيات النوم الجانبية أكثر راحة:

قد لا تكون وضعية النوم الجانبية مريحةً لبعض النساء، إليكِ عزيزتي بعض النصائح لجعل هذه الوضعيات أكثر راحة. وإن كنت تخافين أن تعودي إلى وضعية نومك القديمة في أثناء استغراقك في النوم، فاطلبي من زوجك أن يتفقدكِ من وقت إلى آخر وأن يعيدك إلى وضعية النوم السليمة.

في الثلث الأول من الحمل:

يمكن المرأة الحامل النوم في أي وضعية خلال هذه الفترة، ولكن إذا أرادت النوم على أحد جانبيها، فعليها ببساطة أن تضع وسادة بين ساقيها، إذ قد يخفف هذا من الشعور بعدم الراحة في منطقة الوركين وأسفل الجسم إلى حين تعوّدها الوضعية الجديدة، وإذا أرادت راحةً أكثر، يمكنها شراء وسادة طبية للركبتين مصنوعة من الرغوة المرنة التي تأخذ شكل الجسم.

في الثلث الثاني من الحمل:

مع ازدياد حجم بطن الحامل، يجب أن تكون مرتبة سريرها متماسكةً بما يكفي حتى لا يتقوس ظهرها وهي نائمة، أما إذا كانت المرتبة طريةً فيُفضل وضع لوح خشبي بينها وبين هيكل السرير.

توجد أيضًا وسائد خاصة بالحمل، تأتي في شكلين مختلفين (حرفي C أو U بالإنجليزية)، تلتف حول الجسم بالكامل وتساعد على النوم بوضعية جانبية، ولها طريقة استعمال خاصة.

في الثلث الأخير من الحمل:

يُفضل أن تستمر الحامل في استخدام وسائد الحمل لسند جسمها، لكن إن وجدت أن هذه الوسائد أصبحت ثقيلة ومُرهِقة -مع تزايد حجم بطنها- فيمكنها أن تستخدم الوسائد إسفينية الشكل، التي تُوضع تحت البطن وخلف الظهر لمنع التقلُّب.

أما إن كانت الحامل غير معتادة النوم على جنبها، فيجب أن تستخدم وسائد لرفع الجزء العلوي من جسمها بزاوية 45 درجة، فتتجنب النوم بشكل منبسط ولا تضغط على الوريد الأجوف السفلي، ويمكنها بدلًا من ذلك رفع رأس السرير قليلًا باستخدام الكتب أوما شابه.

النوم على البطن:

هل تستطيع الحامل أن تنام على بطنها؟ نعم يمكنها ذلك، ولكن لفترة محدودة من الحمل. إذ لا يمكنها النوم على هذه الوضعية بعد الأسابيع 16-18 من الحمل، أما بعد ذلك -ومع ازدياد حجم بطنها- فلا يُنصح بهذه الوضعية، إذ لن تشعر بالراحة، وستحس أنها تنام على بطيخة.

وباستثناء قلة الراحة، ليس هناك ما يدعو للقلق من نوم الحامل على بطنها، لأن جدران الرحم والسائل الأمينوسي «السّلوي» تحمي الطفل من الانضغاط. المشكلة الوحيدة في هذه الوضعية أنها تعيق تنفس الأم والجنين.

النوم على الظهر:

النوم على الظهر آمنٌ خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، لكن ربطت بعض الدراسات بين النوم على الظهر طوال الليل -بعد الثلث الأول من الحمل- و«الإملاص» أي ولادة جنين ميت، وهذه الدراسات محدودة ولا يُعتدّ بها، فقد تلعب عوامل أخرى دورًا في هذه الحالات مثل انقطاع التنفس في أثناء النوم وغيره.

تجنب النوم في هذه الوضعية قد يخفف خطر «الإملاص» بعد الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل بنسبة تصل إلى 5.8%.

يسبب النوم على الظهر أيضًا مشاكل أخرى كآلام الظهر والبواسير وبعض المشاكل الهضمية، وقد يُضعف الدورة الدموية، ويصيب الحامل بالدوار. وللتقليل من هذه المشاكل، يمكن وضع وسادة أسفل الظهر، تسمح بتدفق الدم وتغذية الجنين.

الخلاصة:

  •  لدى المرأة الحامل ما يكفيها من مخاوف، ولا داعي إلى إضافة وضعية نومها إلى قائمة هذه المخاوف.
  •  يفضل الأطباء أن تنام الحامل على أحد الجانبين-الأيمن أو الأيسر- من أجل التدفق الأمثل للدم، ويوصون أيضًا باستخدام بعض الوسائد لمزيد من الراحة في أثناء النوم.
  •  استمتعي عزيزتي الحامل بالنوم والراحة قبل ولادة طفلكِ، ولا تترددي في طلب استشارة طبيبك ليجيبك عن كل ما يتعلّق بوضعيات النوم المثلى.

اقرأ أيضًا:

الأطعمة التي يجب أن تتجنبها المرأة الحامل

تغذية وحمية الحامل: ما يجب أن تأكل وألا تأكل

ترجمة: يوسف الجنيدي

تدقيق: وئام سليمان

مراجعة: صالح عثمان

المصدر