إن احتمال انتقال العدوى بفيروس عوز المناعة البشري HIV عبر الجنس الفموي ضعيف جدًا. لكنك تستطيع أن تتخذ بعض الإجراءات الوقائية، مثل استخدام الواقي الذكري في أثناء الممارسة الجنسية.

ينتشر فيروس عوز المناعة البشري عبر السوائل الجسدية. ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر مباشرة عبر التماس مع السوائل الجسدية الملوثة بالفيروس أو عبر تبادل الحقن.

في هذا المقال، سنتكلم عن الأساليب التي ينتقل بها فيروس عوز المناعة البشري عبر الجنس الفموي ونعطي بعض النصائح الوقائية.

يتراوح احتمال العدوى بفيروس الإيدز عبر الجنس الفموي بين المنعدم إلى الضعيف جدًا. تبعًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

لكن قد تحدث العدوى في حال قذف الشريك المصاب بفيروس عوز المناعة البشري ضمن فم الشريك الآخر. هذا الأسلوب من العدوى ممكن فقط في حال كان السائل المقذوف يحوي حملًا فيروسيًّا قابلًا للقياس. يشير مصطلح «الحمل الفيروسي» إلى كمية الفيروسات الموجودة في الدم.

تخفض الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية من عدد الخلايا المصابة بالفيروس في الجسم، ما يؤدي في النهاية إلى حمل فيروسي منخفض جدًا وغير قابل للقياس. في هذه الحالة، يصبح احتمال نقل الفيروس من الشخص المصاب إلى شريكه في أثناء العملية الجنسية منعدمًا.

أيضًا، يمكن فيروس عوز المناعة البشري أن ينتقل عبر الجنس الفموي إذا تلامست السوائل الحاملة للفيروس مع دماء الشريك الآخر عبر جروح أو التهابات موجودة في فمه.

هل تمكن الإصابة بفيروس HIV من طريق الجنس الفموي - احتمال انتقال العدوى بفيروس عوز المناعة البشري HIV عبر الجنس الفموي - فيروس عوز المناعة البشري

لا ينتقل فيروس عوز المناعة البشري من شخص إلى آخر عبر الطرق التالية:

  •  اللعاب
  •  الهواء
  •  الماء
  •  العرق
  •  الدموع
  •  التقبيل بفم مغلق
  •  الحشرات
  •  الحيوانات الأليفة
  •  التشارك بالمرحاض
  •  التشارك بالطعام والماء

في حين ينتقل الفيروس بالاتصال مع:

  •  الدم
  •  السائل المنوي
  •  السوائل التي تسبق خروج المني
  •  السوائل المستقيمية الشرجية
  •  السوائل المهبلية
  •  حليب الثدي.

قد تدخل هذه السوائل إلى التيار الدموي عبر أذية في الأغشية النسيجية والمخاطية، أو بالحقن عبر تشارك المحاقن والإبر.

تضم بعض أجزاء الجسم أغشية مخاطية يمكن الفيروس الدخول عبرها إلى الدم، وهي:

  •  المستقيم
  •  المهبل
  •  القضيب
  •  الفم.

يمكن فيروس عوز المناعة البشري أن يدخل الدوران الدموي في أثناء التقبيل بفم مفتوح عبر التقرحات الفموية، والجروح داخل وفي محيط الفم، أو عبر نزوف اللثة. إذا لم يملك الشخص أي جروح أو تقرحات أو نزوف في اللثة، يكون التقبيل آمنًا.

أشيع طريق تنتقل عبره العدوى في أثناء ممارسة الجنس هو الجنس الشرجي.

في أثناء الجنس الفموي، تصبح العدوى بفيروس عوز المناعة البشري ممكنة إذا امتلك أحد الشريكين حملًا فيروسيًّا عاليًا يمكن قياسه، ثم قذف ضمن فم شريكه الجنسي.

لهذا يُعد لعق القضيب، أو جنس القضيب مع الفم أكثر أنواع الجنس الفموي احتمالًا لنقل العدوى بفيروس عوز المناعة البشري. يرتفع خطر العدوى أكثر إذا عانى الشريك نزوفًا في اللثة أو تقرحات فموية أو جروحًا.

مع هذا، يبقى احتمال انتقال العدوى بالفيروس عبر الجنس الفموي أقل من احتمال انتقاله عبر كل من الجنس المهبلي أو الشرجي.

قد ينتقل فيروس عوز المناعة البشري عبر السوائل المهبلية في أثناء لعق الفرج، أو جنس المهبل مع الفم. أيضًا، يزداد خطر العدوى إذا عانى الشريك الجنسي الممارس للجنس الفموي نزوفًا في اللثة، أو جروحًا وتقرحات في الفم.

متى يكون خطر العدوى مرتفعًا؟

يكون احتمال العدوى بفيروس عوز المناعة البشري عاليًا خلال المراحل الأولى من خمج الشخص المصاب.

من العوامل التي تزيد من خطر العدوى:

  •  القرحات أو الجروح الفموية
  •  القرحات داخل أو حول المهبل أو القضيب
  •  النزوف اللثوية أو الأمراض اللثوية.
  •  التماس مع نزوف الطمث
  •  وجود أي خمج آخر منتقل بالجنس عند أحد الشريكين
  •  وجود خمج في البلعوم
  •  وجود أذية نسيجية في بطانة الفم أو البلعوم.

بصرف النظر عن الاحتمال المنخفض لانتقال فيروس عوز المناعة البشري عبر الجنس الفموي، يمكن أخذ بعض الاحتياطات لخفض هذا الخطر أكثر.

مثلًا، أن يتجنب الأفراد المصابون بفيروس عوز المناعة البشري القذف ضمن فم شريكهم الجنسي. يمكنهم فعل ذلك باستخدام الواقي الذكري أو إخراج القضيب من الفم قبل القذف.

يمكن أيضًا استخدام الحاجز السني، وهو غشاء صغير من السليكون أو اللاتكس يوضع على المهبل أو الشرج أو الفم في أثناء ممارسة الجنس.

قد يؤدي تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط إلى جروح في اللثة، لذا من المفيد تجنب تنظيفها قبل العملية الجنسية.

يمكن الأشخاص غير المصابين بفيروس عوز المناعة البشري اتخاذ بعض الخطوات الأخرى الوقائية لهم، منها:

  •  تناول بعض الأدوية الوقائية قبل العملية الجنسية.
  •  استخدام الواقي الذكري أو الحاجز السني في أثناء جميع النشاطات الجنسية.
  •  تجنب المزلقات المصنوعة من أساس زيتي، مثل فازلين أو زيت الأطفال.
  •  تناول أدوية وقائية بعد العملية الجنسية بعدة أيام.
  •  إجراء الفحوص الطبية الجنسية بانتظام.

ينبغي للأشخاص المصابين بفيروس عوز المناعة البشري تناول الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية وفقًا لإرشادات الطبيب.

قد يشعر الأشخاص خلال المراحل الأولى من إصابتهم بفيروس عوز المناعة البشري بما يلي:

  •  حمى
  •  قشعريرة
  •  تعرق ليلي
  •  وهن
  •  طفح غير حاك
  •  ألم في العضلات
  •  التهاب بلعوم
  •  تورم الغدد أو العقد اللمفية
  •  تقرحات فموية.

قد تستمر هذه الأعراض من عدة أيام حتى أسابيع.

من المهم الإشارة إلى أن بعض الأشخاص لا يظهرون أي أعراض خلال المراحل الأولى من إصابتهم بفيروس عوز المناعة البشري.

في حال اشتبه أحدهم أنه تعرض للعدوى بفيروس عوز المناعة البشري خلال 72 ساعة الماضية، يجب عليهم أن يخضعوا في الحال لاختبار الفيروس. يتوفر الاختبار عند الأطباء، أو في مراكز الصحة العامة، أو في المستشفيات.

قد يصف الطبيب بعض الأدوية الوقائية ضد التعرض للفيروس، التي قد تمنع تطور الخمج. مع أن هذه الأدوية غير فعالة بنسبة 100٪ لكن تناولها يقلل من خطر المرض.

قد يضطر الشخص إلى تناول هذه الأدوية مرة أو مرتين في اليوم مدة 28 يومًا متتالية.

يُجرى اختبار فيروس عوز المناعة البشري كما يلي:

  •  اختبار تحري الحمض النووي الفيروسي: يتضمن هذا الاختبار تحري وجود الفيروس ضمن العينة الدموية للمريض بعد 10 إلى 33 يومًا من العدوى.
  •  اختبار تراص الأضداد والمستضدات الفيروسية: يكشف هذا الاختبار وجود الفيروس ضمن عينة دموية بعد 18 إلى 45 يومًا من العدوى.
  •  اختبار الأضداد: يكشف هذا الاختبار وجود الفيروس ضمن عينة دم أخذت من الإصبع بعد 23 إلى 90 يومًا من العدوى.

في النهاية، يبقى احتمال العدوى بفيروس عوز المناعة البشري عبر الجنس الفموي منخفضًا جدًا، لكن دخول السوائل المهبلية أو المقذوفة ضمن الفم يزيد من خطر العدوى.

ينخفض خطر العدوى بالجنس الفموي عند استخدام الواقي الذكري أو الحواجز الأخرى.

ينبغي على أي شخص يشتبه بتعرضه للعدوى بفيروس عوز المناعة البشري أن يجري اختبار الفيروس بسرعة.

اقرأ أيضًا:

لدينا لك بعض الأخبار السيئة حقًا عن الجنس الفموي!

كيف يرتبط الجنس الفموي والتدخين لدى الرجال بسرطان الرأس والرقبة؟

ترجمة: يونس الجنيدي

تدقيق: علي البيش

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر