رائحة الفم الكريهة: التشخيص والعلاج
قد تعود رائحة الفم الكريهة -أو بخر الفم- إلى سوء صحة فموية، ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا. قد تحدث أيضًا بسبب عدد من المشكلات الصحية، متضمنةً جفاف الفم، حرقة المعدة، أو حتى مرض في جزء آخر من الجسم. يعتمد علاج البخر على العامل المسبب.
ما بخر الفم؟
بخر الفم هو المصطلح الطبي لرائحة الفم الكريهة. يعاني الجميع رائحة الفم الكريهة بين وقت وآخر -خاصةً بعد تناول الثوم أو البصل أو غيرها من الأطعمة ذات الرائحة القوية. لكن رائحة الفم الكريهة التي لا تزول -بخر الفم المزمن- قد تعني وجود مشكلة في صحة الفم أو مرض يؤثر في جزء آخر من الجسم.
البخر هو عرض للعديد من الحالات المختلفة. بمعنى آخر، هو بمثابة رسالة تحذير من الجسم. يُعد العثور على العامل المسبب لبخر الفم هو الخطوة الأولى في علاج المشكلة.
ما مدى شيوع بخر الفم؟
يُعد بخر الفم من الحالات المنتشرة، ويؤثر في نحو 1 من كل 4 أشخاص حول العالم. وجدت دراسة بحثية واحدة، جمعت نتائج 13 مقالًا في المجلات الطبية، أن البخر يؤثر في 31.8% من السكان.
الأعراض والأسباب
ما أعراض بخر الفم؟
العرض الرئيسي لبخر الفم هو رائحة الفم الكريهة التي لا تزول. قد تكون الرائحة قوية بما يكفي ليلاحظها الآخرون.
ما السبب الأكثر شيوعًا لرائحة الفم الكريهة؟
السبب الأكثر شيوعًا لبخر الفم هو سوء نظافة الفم. من دون تنظيف الفم بشكل مناسب -مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط والتنظيف الدوري للأسنان- تغزو البكتيريا الضارة الفم وتتكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه. قد يؤدي هذا إلى العديد من مشكلات صحة الفم مثل بخر الفم ونخور الأسنان وأمراض اللثة.
أسباب أخرى للبخر
مع أن سوء نظافة الفم هو السبب الأكثر شيوعًا لبخر الفم، فإنه ليس السبب الوحيد. توجد العديد من الحالات الأخرى التي قد تسبب رائحة الفم الكريهة، تتضمن:
● جفاف الفم: يساعد اللعاب على غسل الفم، لذلك إذا كان الجسم لا ينتج ما يكفي من اللعاب، فقد يؤدي ذلك إلى بخر الفم. قد يسبب التدخين جفاف الفم، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة. إضافةً إلى ذلك، قد تسبب بعض الأدوية جفاف الفم.
● سرطانات الرأس والرقبة: تشمل أعراض سرطان الفم أو البلعوم الفموي -البلعوم الفموي يقع بين الأنف والفم- تقرحات لا تلتئم، ألمًا في الفم، صعوبة في البلع، كتلة في الرقبة، وفقدان وزن غير مبرر.
● مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD): اضطراب هضمي يتسرب فيه حمض المعدة أو السائل إلى المريء، وهو الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة.
● حصوات اللوزتين: عندما يعلق الطعام في اللوزتين -الواقعتين في الجزء الخلفي من الحلق- فإنه يتصلب أحيانًا على شكل رواسب كلسية تسمى حصوات اللوزتين.
● أمراض اللثة: التهاب اللثة قد يسبب احمرارًا وتورمًا ونزيفًا. يحدث بسبب طبقة البلاك، وهي قشرة لزجة تتراكم على الأسنان وتمكن إزالتها من طريق تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط. قد يؤدي التهاب اللثة غير المعالج إلى التهاب النسج حول السنية، مما يؤدي إلى تلف أنسجة اللثة وقد يؤدي إلى فقدان الأسنان والعظام حولها. فم الخندق هو شكل متقدم من أمراض اللثة قد يشمل ألمًا شديدًا ونزيفًا وحمى وتعبًا. يطلق عليه (فم الخندق) لأنه كان مرضًا شائعًا بين الجنود في الخنادق خلال الحرب العالمية الأولى.
● التهابات في الأنف أو الحلق أو الرئتين: الأشخاص المصابون بالتهاب رئوي، مثلًا، يسعلون سائلًا ذا رائحة كريهة.
● السكري: الأشخاص المصابون بالسكري لديهم خطر متزايد للإصابة بأمراض اللثة. ويمكن لأمراض اللثة أن تجعل السيطرة على السكري أصعب لأنها قد تزيد من نسبة السكر في الدم.
● أمراض الكبد أو الكلى: عندما يعمل الكبد والكلى بشكل صحيح، يقومان بتصفية السموم من الجسم. لكن لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكبد أو الكلى، لا يتم التخلص من هذه المواد السامة، مما يؤدي إلى بخر الفم.
● متلازمة شوغرن (Sjögren’s syndrome): قد يؤدي هذا المرض المناعي الذاتي إلى آلام في العضلات وجفاف العينين وجفاف الجلد وجفاف الفم، الذي غالبًا ما يرتبط ببخر الفم.
ماذا يعني إذا كانت رائحة الفم كريهة طوال الوقت؟
إذا كنت تعاني البخر المزمن، فقد يعني ذلك أنك مصاب بأمراض اللثة. لكن هذا ليس دائمًا. قد يكون البخر أيضًا عرضًا للحالات المذكورة سابقًا.
إذا كانت رائحة فمك كريهة ولا تزول، فحدد موعدًا مع طبيب الأسنان. إذا كان البخر ناتجًا من سوء نظافة الفم، فإن تنظيف الأسنان أو معالجة النسج حول السنية –اللثة- يجب أن يساعد. إذا كانت أسنانك ولثتك صحية، فقد يكون بخر الفم مرتبطًا بمشكلة في جزء آخر من الجسم.
التشخيص والاختبارات
كيف تعرف إذا كانت رائحة الفم كريهة؟
إذا كان لديك طعم سيئ في فمك، فمن المحتمل أن تكون لديك رائحة فم يمكن للآخرين شمها. للتحقق، راجع طبيب الأسنان.
الإدارة والعلاج
كيف يُعالج بخر الفم؟
يعتمد علاج بخر الفم على العامل المسبب للمشكلة. مثلًا، إذا كانت رائحة الفم الكريهة ناتجة من سوء نظافة الفم، فمن المرجح أن يساعد تنظيف الأسنان وتحسين نظافة الفم في المنزل.
لكن إذا كان البخر عرضًا لحالة أخرى في مكان آخر من الجسم، يمكن لمقدم الرعاية الصحية الأساسي مساعدتك في التشخيص والعلاج المناسبين.
في بعض الأحيان، قد يوصي طبيب الأسنان بغسولات فم خاصة لمكافحة بعض البكتيريا في الفم.
كيف يمكن التخلص من رائحة الفم الكريهة بشكل دائم؟
كما ذكرنا، علاج العامل المسبب هو العلاج الوحيد لبخر الفم. العلكة وحبوب النعناع المنعشة تخفيان المشكلة فقط.
فور أن يحدد مقدم الرعاية الصحية السبب الذي أدى إلى بخر الفم، يمكنه وضع خطة علاج مصممة خصيصًا لك.
الوقاية
كيف يمكنك تجنب بخر الفم؟
تعد نظافة الفم المناسبة أفضل طريقة للحفاظ على رائحة فم نظيفة ومنعشة. فيما يلي بعض الإرشادات العامة:
● نظف أسنانك بالفرشاة مرتين يوميًا، لمدة دقيقتين على الأقل في كل مرة، واستخدم الخيط مرة واحدة يوميًا. تذكر تنظيف لسانك بالفرشاة أو مكشطة اللسان، التي يمكنك شراؤها من قسم منتجات صحة الفم.
● استخدم غسول فم مضادًا للبكتيريا وخاليًا من الكحول.
● راجع طبيب الأسنان بانتظام لإجراء الفحوصات وتنظيف الأسنان الدوري. بالنسبة إلى بعض الأشخاص، قد يكون هذا كل ستة أشهر. لكن قد يحتاج آخرون إلى زيارات أكثر تكرارًا للحفاظ على صحة فمهم.
● اشرب الكثير من الماء للمساعدة على منع جفاف الفم.
● عزز إنتاج اللعاب باستخدام علكة خالية من السكر، أو مص حلوى خالية من السكر، أو تناول أطعمة صحية تتطلب الكثير من المضغ. قد يوصي طبيب الأسنان أو يصف منتجات قد تنتج لعابًا صناعيًا أو تساعد الجسم على إنتاج اللعاب.
● تجنب الكحول والكافيين ومنتجات التبغ لأنها قد تجفف فمك.
ماذا يمكن أن تتوقع إذا كنت تعاني البخر؟
يمكن لمعظم الأشخاص التخلص من البخر المزمن من طريق علاج العامل المسبب. قد يكون ذلك بسيطًا مثل تحسين روتين النظافة الفموية الخاص بك.
إذا كانت رائحة الفم الكريهة المزمنة ناتجة من مشكلة صحية كامنة، فقد تجرى بعض التجارب لمعرفة ما يناسبك. قد يحتاج مقدم الرعاية الصحية إلى تجربة أدوية مختلفة أو تغيير الجرعات. أو قد يطلب إجراء المزيد من الاختبارات لتحديد السبب الدقيق.
المصادر:
الكاتب
مجد عجاج

ترجمة
مجد عجاج
