شفاء رجل مصاب بالسكري بعد عملية زرع خلايا معدلة وراثيًا!

22 أكتوبر 2025
27 مشاهدة
0 اعجاب

شفاء رجل مصاب بالسكري بعد عملية زرع خلايا معدلة وراثيًا!


 

 


تشير الدراسة الجديدة التي تعد إثباتًا مفهومًا لإمكانية علاج مرض السكري دون الحاجة إلى أدوية مثبطة للمناعة.


بعد أن أجرى مريض مصاب بالسكري من النمط الأول عملية زرع الخلايا المعدلة وراثيًا أصبح جسمه يفرز الأنسولين وذلك دون الحاجة إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة التي تُستخدم عادةً لمنع رفض الجسم لزراعة الأعضاء.


نُشرت الحالة هذا الشهر في مجلة نيو إنغلاند الطبية، وتعد بمثابة تقدم مفاجئ في المعرفة ومحتمل لعلاج مرض السكري من النمط الأول، الذي يصيب نحو 9.5 مليون شخص حول العالم.


تكون آلية حدوث المرض عندما يهاجم جهاز مناعة المريض خلايا خاصة تُعرف بخلايا الجَزيرية في البنكرياس ويدمرها، علمًا أنها المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، وهو الهرمون الذي ينظم مستويات السكر في الدم. يمكن السيطرة على الحالة باستخدام جرعات منتظمة من الأنسولين الصناعي، لكن لا يوجد علاج نهائي حتى الآن.

 

قد توفر عملية زرع الخلايا الجزيرية إمدادًا مستدامًا بالأنسولين لمرضى السكري من النمط الأول، لكن جهازه المناعي قد يتعرف على العضو المزروع على أنه جسم غريب، ما يثير استجابة مناعية قد تؤدي إلى تدمير الأنسجة المزروعة. لذلك، يجب على المرضى تناول أدوية مثبطة للمناعة لبقية حياتهم، وهذا ما يجعلهم عُرضة لخطر الإصابة بالالتهابات والعدوى.

 

لتجاوز هذه العقبات، زرع علماء في السويد والولايات المتحدة خلايا جزر لانغرهانس من متبرع، وقد عُدلت وراثيًا باستخدام تقنية كريسبر (CRISPR) بهدف تقليل احتمالية رفض جهاز المناعة لها عند المتلقي، وهذه هي المرة الأولى التي يُختبر فيها هذا العلاج على إنسان.


بعد مرور اثني عشر أسبوعًا على تلقي الخلايا المعدلة وراثيًا، استمر جسم المريض في إنتاج الأنسولين دون ظهور أيّة استجابة مناعية.


وذكر الباحثون في دراستهم أن نتائج الدراسة مع أنها أولية، فإنها تشير إلى أن الهندسة الوراثية للخلايا المزروعة لتجنب استجابة الجهاز المناعي تعد أداة قيّمة لتفادي رفض الجهاز المناعي للخلايا أو الأعضاء الجديدة.


استخدم الباحثون في هذا النهج الجديد تقنية كريسبر لإجراء ثلاثة تعديلات على الشيفرة الوراثية لخلايا المتبرع بها بحيث تقل احتمالية استجابة الجهاز المناعي ضدها. قلل التعديلان الأول والثاني من مستويات البروتينات الموجودة على سطح الخلايا، تلك التي ترسل إشارات لخلايا الدم البيضاء حول ما إذا كانت الخلية خارجية دخيلة أم لا. أما التعديل الثالث فزاد من إنتاج بروتين يُعرف بـ CD47 الذي يثبط هجوم الخلايا المناعية الأخرى.


حُقنت الخلايا المعدلة وراثيًا في ساعد الرجل المصاب، ولم يتفاعل جسمه مع الخلايا المعدلة واستمرت الخلايا السليمة الباقية في إنتاج الأنسولين طبيعيًا.


ومع أن الرجل تلقّى جرعةً منخفضة من الخلايا المعدلة وسيظل بحاجة إلى علاج يومي بالأنسولين، فإن الحالة تشير إلى إمكانية إجراء العملية بأمان.


الخطوة التالية للباحثين هي إجراء دراسات متابعة لمعرفة مدى قدرة الخلايا على البقاء فترةً طويلةً داخل الجسم، الأمر الذي قد يسهل التعامل مع المرض، وربما يوفر علاجًا نهائيًا له، إضافةً إلى أنهم بحاجة إلى إجراء المزيد من الاختبارات لتحديد إذا ما كانت هذه الطريقة فعالة مع مرضى آخرين.

 


المصادر:


الكاتب

رغد شاهين

رغد شاهين
تدقيق

حسام التهامي

حسام التهامي



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة