قد نفهم أخيرًا آلية عمل الباراسيتامول!

25 نوفمبر 2025
30 مشاهدة
0 اعجاب

قد نفهم أخيرًا آلية عمل الباراسيتامول!


 

يُعد الباراسيتامول أحد أكثر الأدوية شيوعًا في العالم، لذا من المفاجئ معرفة أن العلماء لا يفهمون تمامًا كيف يخفف الألم والحمى.


تناول كل شخص تقريبًا الباراسيتامول في وقت ما. يُعرف أيضًا باسم الأسيتامينوفين، وغالبًا بأسماء تجارية مثل تايلينول أو بانادول، وهو عنصر أساسي في خزائن الأدوية المنزلية، يُستخدم لكل شيء من الصداع إلى الحمى إلى آلام الدورة الشهرية. وهو شائع جدًا في الواقع، لدرجة أنه من المفاجئ أننا لا نفهم تمامًا كيف يؤثر فعلًا، لكن دراسة جديدة تغير كل ذلك.


ليس من المستبعد أن تُعتمد الأدوية للاستخدام دون فهم كامل لآلية عملها. تختبر التجارب السريرية ما إذا كان الدواء آمنًا، وإذا كان يسبب آثارًا جانبية خطيرة، ويعمل بفعالية أكبر من العلاجات الأخرى الموجودة، لكن كل سنوات البحث التي تدخل في تطوير الدواء قد لا تكون كافية لفهم كيفية تأثيراته بالكامل.


الباراسيتامول موجود منذ أكثر من مئة عام بكثير، إذ رُكب أول مرة عام 1878، لكن إمكاناته استغرقت عقودًا لتُدرك بالكامل. في الوقت الحاضر، يمكن شراؤه على نطاق واسع على أنه دواء منفرد ومكون في تركيبات أخرى، مثل أدوية البرد والإنفلونزا. وهو متوفر، وتكلفته زهيدة ويُعطى دون وصفة طبية في بعض الأماكن، وقد يكون مناسبًا للأشخاص الذين لا يستطيعون تناول مسكنات الألم الأخرى مثل الأسبرين.


اعتقد العلماء لسنوات أن الباراسيتامول يعمل فقط بالتأثير المباشر في الدماغ والحبل الشوكي، لكن دراسة بقيادة باحثين في الجامعة العبرية في القدس وجدت الآن أنه يعمل أيضًا خارج الدماغ، تحديدًا على الأعصاب المحيطية التي تكتشف الألم أولًا.


أظهرت الأبحاث الحديثة أن عاملًا رئيسيًا في قدرات الباراسيتامول على تسكين الألم هو المستقلب ن- أراكيدونويلفينولامين (AM404).


عندما يدخل الدواء الجسم، يُستقلب أولًا في الكبد لإنتاج 4-أمينوفينول. ينتقل هذا عبر مجرى الدم إلى أعضاء أخرى في الجسم، متضمنةً الدماغ، إذ يُحول بعد ذلك إلى AM404 بمساعدة إنزيم هيدرولاز أميد الأحماض الدهنية (FAAH).


ما لم يُفهم تمامًا في السابق كيف يساعد AM404 المنتج في هذه العملية تحديدًا في تخفيف الألم.


اتضح أن AM404 يُنتج أيضًا مباشرة في نهايات الأعصاب. أظهر الباحثون في الدراسة الجديدة كيف تُغلق قنوات الصوديوم المطلوبة لنقل إشارات الألم إلى الجهاز العصبي المركزي، ما يقطع الألم فعليًا من المصدر.


قال البروفيسور ألكسندر بينشتوك الباحث في الدراسة: «هذه أول مرة نُظهر فيها أن AM404 يعمل مباشرة على الأعصاب خارج الدماغ. إنه يغير فهمنا الكامل لكيفية تأثير الباراسيتامول في الألم».


إضافةً إلى المساعدة في حل اللغز طويل الأمد لأحد أكثر الأدوية استخدامًا، قد تساعد النتائج في إنتاج جيل جديد من الأدوية. باستغلال قدرة AM404 على استهداف خلايا الألم العصبية تحديدًا، ربما من الممكن تطوير مخدر موضعي يتجنب الآثار الجانبية الشائعة مثل ضعف العضلات.


قال المؤلف المشارك البروفيسور آفي برييل: «إذا استطعنا تطوير أدوية جديدة قائمة على AM404، فقد نحصل أخيرًا على علاجات للألم عالية الفعالية، لكنها أيضًا أكثر أمانًا ودقة».

 



 

 

 

 

 



المصادر:


الكاتب

مجد عجاج

مجد عجاج
ترجمة

مجد عجاج

مجد عجاج
تدقيق

باسل حميدي

باسل حميدي



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة