الرحم المستعار أو الحمل البديل هو الحمل بواسطة أم بديلة تحمل في رحمها جنينًا وتسلّمه لشخص أو زوجين آخرين. وعادةً ما يحدث ذلك من طريق عملية طفل أنبوب (التلقيح في المختبر). ما من رابط وراثي أو جيني يربط هذا الجنين بالمرأة الحاملة به.

عندما تحمل امرأة جنينًا وتلده لزوجين أو لشخص آخر، ويُطلق عليها مسمى الأم البديلة أو الأم الحاملة للجنين، أما الزوجان أو الشخص الذي ينوي تربية الطفل فيُسمى الوالدان الفعليّان أو الوالد الفعلي.

معظم حالات الحمل التي تحدث من طريق الأم البديلة تكون بواسطة طفل الأنبوب، يُجرى في المختبر باستخدام بويضة وحيوان منوي من الوالدين المقصودين أو من متبرعة بالبويضات ومتبرع بالحيوانات المنوية أو أحدهما، ثم يُجرى نقل المضغة إلى رحم الحاضنة للحمل.

نظرًا إلى أن البويضة لم تكن من الحامل بالجنين، فلا يوجد ما يربطها به جينيًا.

ما الفرق بين الأم البديلة والأم البديلة الحملية؟

1- الحمل البديل: نوع من أنواع الإنجاب البديل حيث لا تكون الأم البديلة (أو الحاملة بالجنين) مرتبطة وراثيًا بالجنين لأن الإخصاب لم يحدث باستخدام بويضة منها. يُستخدم في هذا النوع بويضة من الوالد الحقيقي أو من متبرعة بالبويضات. وتحمل الأم البديلة الجنين وتَلد الطفل، ويعتبر هذا الحمل الأكثر شيوعًا بين أنواع الحمل البديل.

في معظم الحالات، يكون أحد الوالدين على الأقل مرتبطًا جينيًا بالطفل، لكن الأم التي حملت به ليست كذلك، ما يخفف التعقيدات القانونية في هذه الحالة.

2- الرحم المستعار: عادةً ما تكون الحاملة مرتبطة وراثيًا بالجنين، لأن الحمل جرى باستخدام بويضاتها، وتحمل وتلد الطفل، من ثم باعتبارها حاملة بيولوجية للطفل يتعيّن عليها التخلي عن حقوقها الأبوية للوالدين المقصودين أو الوالد، ويعتبر هذا النوع غير قانوني في العديد من الولايات ويواجه العديد من التعقيدات القانونية.

متى يكون الحمل البديل خيارًا؟

يلجأ العديد من الأزواج إلى الحمل البديل لزيادة عدد أفراد أسرتهم، وتكون الحاجة إليها ضرورية عندما:

  •  تعاني الأم الحقيقية العقم بسبب مشكلة في الرحم، أو لا يمكنها الحمل أو الولادة لظرف صحي أو نفسي خطير يعرضها هي أو الجنين للخطر.
  •  خضعت الأم لعملية استئصال الرحم أو ليس لديها رحم أو تعاني تشوهًا في الرحم.
  •  أحد الوالدين الحقيقين غير قادر على الحمل أو الإنجاب بيولوجيًا، مثل الشخص الأعزب أو الزوجان المثليّان الذكور.

كيف يُجرى الحمل البديل؟

يتشكل الجنين بواسطة إجراء عملية طفل أنبوب وذلك بالتلقيح بين البويضات والحيوانات المنوية للوالدين الحقيقين أو المتبرعين، ويُنقل الجنين إلى رحم الأم البديلة وتمر بمراحل الحمل والولادة جميعها.

تبدأ العملية باختيار الأم الحاضنة للحمل، وبعد ذلك توقع مع الآباء المقصودين عقودًا قانونية وتُجرى لديهم العديد من الفحوصات الطبية والنفسية، وفور الانتهاء منها، تبدأ عملية الإخصاب.

العثور على حاملة للجنين:

يلجأ معظم الآباء المهتمين بالحمل البديل للتوسط مع وكالة متخصصة بذلك لمناقشة تفاصيل العملية والتكاليف المترتبة عليا، لأن مهمتها المساعدة على إيجاد الحامل الملائمة للعملية، إضافة إلى أنها تساعد في إجراء عقود قانونية بين الحامل والآباء، فهي تعد الوسيط بينهم.

بعض العائلات تختار الأم الحامل من أفراد عائلتها أو الأصدقاء، ويعد هذا خيارًا أفضل عمومًا، لكن ذلك لا ينفي وجود تعقيدات عاطفية أكثر عند اختيار شخص تعرفه.

المواصفات المثالية للحامل البديلة وفقًا للجمعية الأمريكية للصحة الإنجابية:

  •  أنثى تتمتع بصحة جيدة يتراوح عمرها بين 21 و45 والأفضل أن يكون أقل من 35 عامًا.
  •  مرّت بتجربة الحمل مرة واحدة على الأقل ولم تتجاوز خمس مرات، ولاداتها كاملة المدة دون مضاعفات.
  •  لم تخضع لأكثر من ثلاث عمليات قيصرية.
  •  وزنها ضمن المجال الصحي.

وأي متطلبات أخرى تحددها الوكالة الوسيطة.

مثاليًا، يفضل أن تتمتع الأم البديلة بجوّ أسري مستقر ودعم عاطفي كافٍ للمساعدة في التعامل مع الضغوط الإضافية طوال مدة الحمل.

عادةً ما يتعين على الآباء الفعليّين مشاركة بعض البيانات المالية لضمان قدرتهم على تحمل تكاليف الحمل البديل.

الفحوصات الطبية:

يجب أن يخضع كل من الوالدين والأم البديلة لتقييم طبي، يشمل الفحوصات النفسية مثل الكشف عن الاكتئاب بمقابلة مختص نفسي.

وفقًا للجمعية الأمريكية للطب الإنجابي، على الحامل الخضوع لفحص طبي شامل للتحقق من صحتها وقدرتها على الحمل، وتوصي أيضًا بإجراء تحاليل دم للكشف عن الأمراض:

  •  الزهري
  •  داء السيلان
  •  الكلاميديا
  •  فيروس نقص المناعة البشرية
  •  التهاب الكبد بي وسي.

يجب أن تكون أيضًا متلقّية للقاحات الضرورية مثل لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية ولقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي (الشاهوق)، وأحيانًا يُطلب تلقي لقاح كورونا (كوفيد-19).

إضافةً إلى أن الآباء الحقيقيين أو المتبرعين بالبويضات أو الحيوانات المنوية سيخضعون لفحوصات جينية لتقييم مخاطر إصابة الطفل بإعاقات خلقية مثل متلازمة داون.

الإجراءات القانونية:

يجب إتمام العقود القانونية قبل البدء بعملية الإلقاح.

تشمل الاتفاقية أمورًا مثل:

  •  تمنح الأم الحاضنة الطفل للآباء الفعليين بعد الولادة
  •  تحديد دور ومسؤوليات الأم الحاضنة طول مدة الحمل، مثل حضور مواعيد المتابعة الطبية وعدم تناول المخدرات أو الكحول وغيرها.
  •  التعويض والدفع.
  •  قضايا حساسة مثل إنهاء الحمل، وفاة الجنين وغيرها.
  •  جميع المخاطر والمسؤوليات المرتبطة بطفل الأنبوب والحمل والولادة.

والعديد من السيناريوهات والنتائج المحتملة التي قد يكون لها تداعيات قانونية.

تختلف قوانين الحمل البديل من ولاية لأخرى.

يمكن لوكالة الحمل البديل أو المحامي المساعدة في التخطيط وتنسيق الجانب القانوني للعملية، الذي قد يكون معقدًا.

استخدام فريق من المحامين ذوي الخبرة وتوقيع العقود لضمان أن تكون العملية أكثر رسمية قانونيًا.

كيف يُجرى الحمل البديل؟

يجمع مقدم الرعاية الصحية بويضات الأم الحقيقية وتُخصب بواسطة حيوان منوي لزوجها في المختبر.

في بعض الحالات، تُستخدم بويضات أو حيوانات منوية مُتبرَع بها.

إذا استخدمت الأم الحقيقية بويضاتها، يجب عليها تناول أدوية الخصوبة لإنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات للتلقيح.

تتكوّن المضغة بعد تلقيح الحيوان المنوي لبويضة واحدة أو أكثر.

تتناول الأم البديلة أيضًا أدوية خصوبة لتحضير الرحم لغرس الجنين به. فور تكوّنه، يُغرس في رحمها.

من يشارك في عملية الحمل البديل؟

تتضمن العملية عدة أشخاص:

  •  الحاضنة
  •  الوالدين الحقيقيين
  •  المتبرعون بالبويضات أو الحيوانات المنوية
  •  وكالة الحمل البديل
  •  مركز الخصوبة
  •  المحامون أو المستشارون القانونيون
  •  أطباء التوليد أو القابلات
  •  مقدمو خدمات الصحة النفسية
  •  المستشارون الوراثيون

ما مخاطره؟

بعض المخاطر الأكثر شيوعًا:

  •  لا ضمانات لنجاح الحمل أو استمراره حتى الأوان الطبيعي للمخاض.
  •  مخاطر العلاج بالخصوبة والإجراءات الطبية على الآباء أو الحاضنة.
  •  المخاطر المالية المرتبطة بالتلقيح والإجراءات الطبية والقضايا القانونية والتعويضات.
  •  المخاطر النفسية للإجهاض ومضاعفاته وغيرها من الحالات الصحية.
  •  الفشل الناتج من فقد السيطرة على الحمل وعوامل أخرى.

توجد أيضًا مخاطر على الحامل، يجب عليها تلقي رعاية ما قبل الولادة بانتظام طوال فترة الحمل.

تواجه الأم البديلة جميع مخاطر مضاعفات الحمل المحتملة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والعدوى والالتهابات.

حمل الشخص الآخر قد يكون عاطفيًا ويستغرق وقتًا ويشكل تحديًا لزوج الحاملة أو أطفالها، في حين أن معظم الحاملات البديلات تسعد بمساعدة زوجين أو شخص كي يصبحوا آباءً، إضافة إلى أنه قد تتولد عاطفة أو ارتباط بهذا الطفل بعد الولادة.

ما فوائد الحمل البديل؟

تقدم الحامل البديلة للأزواج أو الأفراد خيارًا لتوسيع أو بناء أسرة عندما لا يكون ذلك ممكن بيولوجيًا أو جسديًا.

غالبًا ما يكون هذا حلمًا يتحقق للأشخاص الذين لا يمكنهم أن يصبحوا آباء بسبب مشكلات في الرحم أو بسبب حالات طبية أو نفسية أو الحالة الزوجية.

هل يمكن للأم البديلة الاحتفاظ بالطفل؟

لا، لا يمكنها. يُوقع عقد قانوني بين الوالدين الفعليين والأم البديلة قبل بدء عملية التلقيح. ينص هذا العقد على أن الأم البديلة يجب أن تسلم الطفل للوالدين بعد الولادة. إضافة إلى أن ليس للأم البديلة أي صلة بيولوجية بالطفل ولا تمتلك حقوقًا أبوية.

كم تبلغ تكلفة الحمل البديل؟

تتوقف تكلفة الأم البديلة على عدة عوامل مثل الرسوم القانونية والنفقات الطبية ورسوم الوكالة وتعويض الأم البديلة والموقع الجغرافي ونفقات أخرى متنوعة.

يمكن توقّع التكلفة ما لا يقل عن 50000 دولار وقد تصل إلى 150000 دولار أو أكثر للأم البديلة.

ناهيك بأنه قد لا ينجح دائمًا التلقيح الصناعي من المحاولة الأولى، لذلك قد يضطرون إلى تكرار العملية.

اقرأ أيضًا:

المرأة التي ولدت من دون مهبل

هل أنت مهتم ببيع جسدك أو التبرع به من أجل العلم؟ إليك تسع طرق لذلك

ترجمة: رغد شاهين

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر