للآباء دور مهم في نمو أطفالهم وتطور صحتهم العقلية، وقد أثبتت العديد من الدراسات أن مشاركة الأب في تربية الطفل تُعد عاملًا وقائيًا ضد الأمراض العقلية للأطفال في المستقبل.

عندما يؤيد الرجال أهمية الصحة العقلية ويدافعون عنها، فإن التصورات السلبية حولها ستزول حتمًا. هذا الموضوع مهم خاصةً عند الأطفال الذكور، لأنهم أكثر عرضةً من الإناث لتطوير العديد من الحالات العقلية في وقت مبكر من الحياة، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط واضطراب طيف التوحد.

من المفيد أن يدافع البالغون عن أهمية الصحة العقلية للأطفال، وأن تُعزز الممارسات الصحية الهادفة لذلك. قد يواجه الآباء الذكور بعض العوائق أو يجدون صعوبةً في ذلك، لوجود اعتقاد لدى بعض الثقافات بأن الرجال لا يتحدثون عن العواطف أو الصحة العقلية علنًا.

في محاولة للتخلص من هذه العوائق، ينصح الخبراء بما يلي:

1- تنظيم العواطف والتعبير عنها:

يتعلم الرجال في العديد من الثقافات ألا يشاركوا عواطفهم أو يعبروا عنها، هذا الأمر غالبًا غير فعال ولا يعزز المهارات اللازمة لتطوير التنظيم العاطفي، الذي يُعد جانبًا رئيسيًا مهمًا من جوانب الصحة العقلية. يجب على الرجال أن يكونوا قدوةً لأطفالهم، بتعليمهم التعبير عن مشاعرهم. مثلًا، التعبير عن الإحباط عند الخسارة في لعبة ما، أو التعبير عن السعادة عند تناول الطعام المفضل.

إذا كنت تجد -أنت أو طفلك- صعوبةً في التحدث عن المشاعر أو التعبير عنها، فقد تجد الحل في قراءة الكتب، التي ستساعدك على تكوين مفردات عاطفية مناسبة. يستطيع الأب سؤال الطفل عن رأيه في الكتاب أو في الكاتب. ستضع هذه الأمور البسيطة الأساس لتطور مهارات الطفل مع تقدمه في العمر.

2- تعليم الذكاء العاطفي:

من أهم المهارات التي يجب أن يتعلمها الطفل أن يستطيع فهم عواطفه جيدًا والتعبير عنها وتنظيمها. هذا هو أساس الذكاء العاطفي: القدرة على فهم الطريقة التي يشعر بها الناس وتفاعلهم مع هذه المشاعر، ومن ثم استخدام هذه المهارة لإصدار أحكام جيدة، وتجنب المشكلات أو حلها.

خطوات للمساعدة على تطوير الذكاء العاطفي:

  •  التعرف على المشاعر ومعناها.
  •  التعرف على مشاعرك كما تشعر بها.
  •  ملاحظة مشاعر الآخرين ومحاولة فهمها.
  •  التعبير عن المشاعر.
  •  تنظيم العواطف بواسطة استراتيجيات التأقلم الفردية.

قد يكون البالغون متعاونين حقًا في تقديم مثل هذه السلوكيات وتعليمها لأطفالهم في حياتهم. إن مناقشة المشاعر الإيجابية، والسلبية أيضًا مثل الغضب والخوف والحزن، تساعد الأطفال على مشاركة تجاربهم والتحدث عنها، وهو أمر مهم لتعليمهم مهارات التأقلم الفردية.

اطلب من طفلك الحديث عما حدث له خلال اليوم، وعن الأمور التي تسعده، وعن تلك التي مثّلت تحديًا له. عندما يعلم الآباء أطفالهم عادات الصحة العقلية الجيدة في وقت مبكر من الحياة، فإن ذلك يمنح الأطفال فوائد طويلة الأمد في مراحل الطفولة والبلوغ.

3- اشرح لطفلك وجود أطباء لجسده وعقله:

يزور معظم الأطفال الأطباء لإجراء فحوص سنوية أو عند إصابتهم بالأمراض، من ثم قد يظنون أن العلاج يكون لأسباب جسدية فقط. اشرح لطفلك وجود أطباء يعالجون العقل والمشاعر والعواطف أيضًا، ليدرك أن الصحة العقلية مهمة مثل الصحة البدنية.

4- عالج مخاوفك المتعلقة بالصحة العقلية:

إذا كنت أبًا، فقد يراودك شعور الخوف من موضوع الصحة العقلية لأطفالك، وقد يقل نومك وقد تكتئب، وقد ينعكس ذلك على حياتك الشخصية. من المهم أن يحصل الآباء الرجال على الدعم بشأن صحتهم العقلية، هذا ضروري ومهم لأنه سينعكس إيجابيًا على الأطفال.

اقرأ أيضًا:

كيف يؤثر الإفراط في مشاهدة التلفاز على الصحة العقلية مستقبلًا؟

هل تؤثر ألعاب الفيديو العنيفة في الصحة العقلية للمراهقين؟

ترجمة: يمام نضال دالي

تدقيق: بدور مارديني

المصدر