إن كان للأجسام الطائرة المجهولة أثر في الفضاء، فقد يتمكن خبراء الفضاء الأمريكيون من العثور عليها قريبًا، فقد أعلنت رسميًا وكالة ناسا في أكتوبر 2022 عن إطلاقها دراسةً مستقلةً حول الأجسام الطائرة المجهولة، أو الظواهر الجوية المجهولة.

ستستمر الدراسة مدة 9 أشهر بقيادة فريق مكون من 16 خبيرًا بارزًا من بينهم علماء فيزياء فلكية ومسؤولين تنفيذيين في الصناعات الفضائية ورواد فضاء سابقين مهمتهم البحث عن أكبر قدر مستطاع من المعلومات المتعلقة بمشاهدات الظواهر الجوية المجهولة.

وفقًا للإعلان، تُعد هذه الدراسة مستقلةً عن تحقيقات وزارة الدفاع الأمريكية في الظواهر الجوية المجهولة، وستضع حجر الأساس للدراسات المستقبلية المتعلقة بطبيعة الظواهر الجوية المجهولة في ناسا وسائر الوكالات الحكومية.

صرح المدير المساعد لإدارة المهمات العلمية التابعة لمقر ناسا الموجود في العاصمة واشنطن، توماس زوربوشن قائلًا: «يمثل استكشاف المجهول في الفضاء والغلاف الجوي أولويةً لنا في ناسا، ومن المهم فهم المعلومات المتعلقة بالظواهر الجوية المجهولة لنتمكن من استخلاص الاستنتاجات العلمية حول ما يحدث في سمائنا».

وفقًا لناسا، سيدرس الفريق بيانات غير سرية جمعها مواطنون ووكالات حكومية وشركات خاصة تتعلق بجميع عمليات الرصد التي لا يمكن تصنيفها على أنها طائرات أو ظواهر جوية طبيعية. سيشمل نهج الفريق ثلاثي المحاور التعرف على معلومات الظواهر الجوية المجهولة المتاحة وإيجاد طرق لجمع مزيد من المعلومات مستقبلًا، إضافةً إلى تطوير أساليب لدراسة تلك المعلومات بصورة تعزز فهم ناسا العلمي للظواهر الجوية المجهولة.

سينشر الفريق تقريرًا علنيًا يوضح نتائج الدراسة في منتصف عام 2023. أشارت ناسا إلى غياب دليل يثبت ارتباط الظواهر الجوية المجهولة بالكائنات الفضائية. لكن الوكالة تملك برامج عدة متخصصة بالكشف عن إشارات وجود حياة في المجموعة الشمسية، بما فيها الحياة الميكروبية على المريخ وأماكن أبعد من ذلك بكثير.

وفقًا للتقرير الصادر عن مكتب مدير الاستخبارات القومية الأمريكي عام 2021، تتمثل التفسيرات الأكثر احتمالًا للظواهر الجوية المجهولة في كونها إما تشويشًا جويًا سببه الطيور والمناطيد أو ظواهر غلاف جوي مثل بلورات الجليد أو مشاريع حكومية سرية أو تكنولوجيا نشرتها الصين أو روسيا أو دول أخرى، أو جهة أخرى غير حكومية.

بعيدًا عن ناسا، يعود اهتمام الحكومة الأمريكية المتجدد بتحقيقات الظواهر الجوية المجهولة إلى عام 2017 عندما تسربت فيديوهات عدة التقطها طيران بحرية الولايات المتحدة إلى وسائل الإعلام، إذ أظهرت الفيديوهات سيئة السمعة طائرةً مجهولةً تتحرك بصورة شبه مستحيلة، ودون أي تفسير.

رفعت لاحقًا الحكومة السرية عن الفيديو وكشفت في سبتمبر 2022 عن وجود فيديوهات أُخرى التقطها الجيش تبين ظواهر جويةً مجهولةً، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية لن تنشرها بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

وافق الكونغرس الأمريكي في يوليو 2022 على منح وزارة الدفاع التمويل اللازم لافتتاح مكتب جديد مختص بإدارة تقارير مشاهدات الجيش الأمريكي للأجسام الطائرة المجهولة.

اقرأ أيضًا:

ما كمية البيانات التي تصل إلى ناسا من الفضاء؟ وكيف تحلل، وتخزن؟

كشف جديد لوكالة ناسا يشير إلى احتمالية وجود نشاط بركاني على سطح المريخ

ترجمة: ربيع شحود

تدقيق: جعفر الجزيري

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر