العصر الطّباشيريّ أو الكريتاسيّ
(انقراض الديناصورات-ظهور الثّدْيِيَّات-انفصال أفريقيا عن أمريكا الجنوبيّة)


العصرُ الطّباشيريّ أو الكريتاسيّ (Cretaceous)، هو آخر وأطول جزءٍ في الحقبة الوسطى «الميسوزويك-Mesozoic».

استمرّ هذا العصر لنحو 79 مليون سنةٍ تقريبًا؛ أيْ من الانقراض الثّانويّ الّذي أنهى العصر الجوراسيّ قبل 145.5 مليون سنة، وحتّى انقراض العصر الطباشيريّ-الباليوجين، والمُؤرَّخ إلى ما قبلِ 65.5 مليون سنةٍ تقريبًا.

يرجع اسم هذا العصر إلى تميّزه برواسب صخر الطّباشير (Chalk)، علمًا بأنّ الطّباشير هي صخرٌ رسوبيّ، مُكوَّن من معدن الكالسيت (كربونات الكالسيوم)، يتشكّل كطينٍ في قاع البحار القديمة.

التّيرانوصور (Tyrannosaurus rex)، هو جزءٌ من جنسِ آكلات اللحوم من الدّيناصورات، وِفقًا لبحثٍ جديد، حافظ على مُستوًى مُستقرّ من التّنوّع البيولوجيّ، أفضى ذلك بالنّهاية إلى الانقراض الجماعيّ في نهاية العصر الطّباشيريّ

كانت القارّات في بداية العصر الطّباشيريّ، مُختلفة جدًّا عمّا هي عليه اليوم.

وكانت وقتئذٍ أجزاء القارّة العُظمى بانجيا واقعةً تحت تأثير الانجراف القارّيّ. أمّا بحر تيثِس «بانثالاسا-Tethys»، كانَ يفصل وقتها بين قارّة لوراسيا الشّماليّة، وقارّة غُندوانا الجنوبيّة.

وكان الشّمال والجنوب الأطلسيّ ما يزال مغلقًا ومحصورًا، على الرّغم من أنّ الوسط الأطلسيّ كان قد بدأ بالتّحرّر والانفتاح في أواخر العصر الجوراسيّ.

وبحلولِ مُنتصف العصر الطّباشيريّ، كانت مُستويات المحيطات أعلى بكثير من الآن، حتّى أنّ مُعظم اليابسة الّتي لدينا الآن كانت مغمورةً بالمياه.

أمّا بحلولِ نهايةِ العصر الطّباشيريّ، كانَ ترتيب القارّات وشكلها أقرب بكثيرٍ إلى التّكوين الحديث الّذي نشهده اليوم. وقد اتّخذت أفريقيا وأمريكا الجنوبيّة الشّكل المُميّز الحاليّ لهما في ذلك الوقت، لكنّ شبه القارّة الهنديّة لم تكن وقتها قد اصطدمت بعدُ مع آسيا، وكانت أُستراليا لا تزال جُزءًا من القارّة القطبيّة الجنوبيّة.

أجزاء مُختلفة من قارّة بانجيا العُظمى، انجرفت على مرّ العصور حتّى كوّنت لنا القارّات الحاليّة. لديك فوق من على اليسار القارّة بانجيا وهي كاملة في العصر البرميّ قبل 250 مليون سنة. يليها من على اليمين انفصال القارّة بانجيا إلى القارّتين لوراسيا وغُندوانا، حيث يفصل بينهما بحر تيثِس، قبل 200 مليون سنة. ثمّ تستمرّ عمليّة الانجراف بين القارّتين في العصرَيْن الجوراسيّ قبل 145 مليون سنة، والطّباشيريّ قبل 65 مليون سنة، إلى أن نصل إلى التّشكيلة الحاليّة للقارّات.

نباتات العصر الطّباشيريّ

كان التّطوّر والتّشعّب الحاصل للنّباتات المُزهرة (هي نفسها كاسيات البذور، أو مغطّاة البذور-Angiosperms) في العصر الطّباشيريّ، واحدًا من أبرزِ السّمات المُميِّزة له.

إنّ أقدم أُحفورة وُجدت لنبتةٍ كاسية البذور حتّى الآن؛ هي أركافركتس لاونينغينسِس (Archaefructus liaoningensis)، فقد عَثَرَ عليها كلٌّ من جي سون (Ge Sun) وديفيد ديلشير (David Dilcher) في الصّين.

وكانت شبيهةً جدًّا بنبتةِ الفلفل الأسود الحاليّة، ويُقدّر بأنّها ترجع إلى قبل 122 مليون سنة على الأقلّ.

كان الاعتقاد السّائد أنّ الحشرات المُلقِّحة مثل النّحل والدَّبابير (الزّنابير)، قد تطوّرت في نفس الوقت الذّي تطوّرت فيه كاسيات البذور تقريبًا.

وكثيرًا ما كان يُستشهد بذلك على أنّه مثالٌ لما يُدعى «التّطوّر المُشترك-Co-evolution»[1]. لكنّ بحثًا جديدًا، مع ذلك، يُشير إلى أنّ الحشرات الملقِّحة تطوّرت قبل الزّهور الأولى.

بينما أقدم أُحفورة للنّحل، وُجِدَت محبوسة في حجر الكهرمان (العنبر) قبل نحو 80 مليون سنة، ووَجَدَت الأدلّة أيضًا بأنّ الحشرات الّتي تُشبه النّحل والدّبابير، كانت تبني أعشاشًا تشبه خلايا النّحل الحديثة، فيما يُطلق عليه الآن الغابة المُتحجّرة في ولاية أريزونا.

ترجع هذه الأعشاش، الّتي وجدها ستيفن هيزيوتِس (Stephen Hasiotis) وفريقه من جامعة كولورادو، إلى نحوِ 207 مليون سنة.

ويُعتقد الآن بأنّ التّنافس الّذي كان بين الحشرات، مهّد الطّريق إلى النّجاح والتّنوّع السّريع نسبيًّا للنّباتات المُزهرة. حيث جذبت أشكال النّباتات المُتنوّعة الحشرات لتلقيحها، وتكيّفت الحشرات مع الطّرق المُختلفة لجمع رحيق الأزهار ونقل حبوب اللقاح، وبالتّالي، تمّ إيجاد أنظمةٍ مُعقّدة من التّطوّر المُشترك، الّذي تقوم به الكائنات، والّذي نحن على معرفةٍ تامّةٍ به الآن.

هناك أدلّة مُحدّدة على أنّ الدّيناصورات كانت تتغذّى على النّباتات كاسية البذور.

واكتُشفَ روث الدّيناصورات المُتحجّر (Coprolites) في ولاية يوتّا، حيث كان يحتوي على شظايا من خشب نباتات كاسية البذور.

وهذا الاكتشاف، فضلًا عن غيره، تضمّن عظّاءة ملتحمة «أنكيلوصور-Ankylosaur» من العصر الطّباشيريّ المُبكّر، وُجدت في أمعائها ثمرة نبتة كاسية البذور، ممّا يشير إلى أنّ بعض وحوش الباليوجين، كانت تتغذّى على النّباتات المُزهرة بالفعل.

تقول بيتسي كروك (Betsy Kruk)، الباحثة المُتطوّعة في متحف «فيلد» للتّاريخ الطّبيعيّ في شيكاغو: «علاوة على ذلك، يشير شكل بعض أسنان الحيوانات العائدة إلى العصر الطّباشيريّ، إلى أنّها كانت حيواناتٍ عاشبة، تتغذّى على أوراق الشّجر والأغصان».
حيوانات العصر الطّباشيريّ

خلال العصر الطّباشيريّ، أخذت المزيد من الطّيور تُحلّق في الجوّ، مشاركةً بذلك التّيروصورات (العظّاءات المُجنّحة؛ وهي زواحف طائرة).

ويثور جدلٌ قائمٌ بين العديد من الخبراء حول تحديد أصل الأنواع الطّائرة. هناك وِجهتا نظرٍ عن هذا الموضوع؛ أمّا الأولى: هي نظريّة (Trees down)؛ إذ يُعتقد بأنّ الزّواحف الصّغيرة قد طوّرت الطّيران من أنماط سلوك الطّيران الشّراعيّ؛ أي الهبوط من أشجار الأغصان العُليا مثلًا إلى الأغصان السّفلى، مثل الزّواحف الطّائرة.

أمّا الثّانية: هي فَرْضيّة (Ground up)؛ إذ يُعتقد فيها بأنّ الطّيران ربّما قد تطوّر من قدرة بعض الثّيروبودات الصّغيرة (Theropods)[2] على القفز عاليًا لاصطياد فرائسها. أمّا الرّيش، فربّما يكون قد تطوّر من أغطيةٍ أوّليّة للجسم، كانت تعمل على الأقلّ في البداية، كمنظّم حرارةٍ للجسم.

يظهر في الصّورة الكونفيوشسورنِس، وهو طائرٌ بحجمِ الغُراب تقريبًا، ويعتبر من أقدم الطّيور الّتي لُوحِظَ أنّها تمتلك منقارًا حقيقيًّا. عاشَ نحو 10-15 مليون سنة بعد الأركيوبتركس (الطّائر الأوّليّ المنقرض من 150 مليون سنة، يعتبر الحلقة الوسطى بين طائفة الطّيور والزّواحف)، وكأسلافه، فهو يمتلك مخالب على طرفي جناحيه. كان الذّكور عادةً أضخم من الإناث، ويُرجّح أنّهم استخدموا ذيلهم النّحيل وتباهَوْا به لجذب الإناث. ويتساءل بعض العلماء فيما إذا كان هذا الطّائر سلفًا مُباشرًا للطّيور الحديثة أم لا، لكنّ الأرجح أنّه ابن عمّ سلفٍ قديمٍ اتّخذ طريقًا مُختلفًا عن غيره.

وعلى أيّ حال، من الواضح أنّ الطّيور كانت ناجحةً للغاية، وتنوّعت بشكلٍ كبيرٍ خلال العصر الطّباشيريّ.

وكان طائر الكونفيوشسورنِس (Confuciusornis) قبل 125-140 مليون سنة، بحجم طائر الغراب الحديث، معَ مِنقارٍ متطوّرٍ، إلّا أنّه كانَ يمتلك مخالبَ ضخمة على أطراف أجنحته. أمّا طائر آيبرومسورنِس (Iberomesornis)، والمعاصر أيضًا، كان بحجم العصفور فقط، وكانَ قادرًا على الطّيران، ومن المُحتمل أنّه كانَ يقتات على الحشرات.

تقول كروك: «وبحلول نهاية العصر الجوراسيّ، انقرضت الصّوروبودات (Sauropods)[3]، مثل الأباتوصور (Apatosaurus)، وديبلودوكس (Diplodocus).

وازدهرت بعض الصّوروبودات الأخرى العملاقة، مثل التّيتانوصور (Titanosaurs)، خصوصًا في أواخر العصر الطّباشيريّ».

ازدهرت قطعان كبيرة من آكلات الأعشاب أو الدّيناصورات النّباتيّة، مثل ما يُسمّى طيريّات الورك (الأورنيثيسكيا-Ornithischians)، والإغوانادون (وهو جنسٌ يتضمّن ديناصور منقار البطّ، والّذي يُدعي «الهدروصورات-Hadrosaurs»)، والأنكيلوصور، والسّيراتوبسيا (Ceratopsians). واستمرّت الثّيروبودات، بما في ذلك التّيرانوصور، بكونها القوى المفترسة المهيمنة حتّى نهاية العصر الطّباشيريّ.


انقراض العصر الطّباشيري-الثِّلْثيّ (الباليوجين)

قبل نحو 65.5 مليون سنة، قِيدَت تقريبًا كلّ الفقاريّات، والعديد من اللافقاريّات الاستوائيّة إلى الانقراض، فيما كان واضحًا من أنّه حدَثٌ جيولوجيّ ومناخيّ وبيولوجيّ، شملت تبعاته جميع أنحاء العالم، ويُسمّيه العلماء بانقراض العصر الطّباشيريّ-الباليوجين؛ لأنّه يمثّل الحدّ الفاصل بين العصر الطّباشيريّ، وعصر الباليوجين.

عُرِف الحدث رسميًّا في السّابق باسم انقراض العصر الطّباشيريّ-الثِّلْثيّ (K-T)، إلّا أنّ اللجنة الدَّوْليّة لعلم طبقات الأرض الصّخريّة، والّتي بدورها تضع الحدود الزّمنيّة الفارقة في السّلّم الزّمنيّ الجيولوجيّ، صارت تُشجّع من جديد الآن على استخدام مُصطلح الثِّلْثيّ أو الثّالث (Tertiary)، حيث إنّ الحرف (K) في الاختصار (K-T)، هو من الكلمة الألمانيّة (Kreide)، والّتي تعني الطّباشيريّ.

وبعض التّرجمات العربيّة تسمّيه انقراض العصر الطّباشيريّ-الثّلاثيّ، وهذا ليسَ صحيحًا لو توخّينا الدّقّة المطلوبة.

تقول كروك: «في عام 1979، رَصَدَ الجيولوجيّ الّذي كان يدرس الطّبقات الصّخريّة بين العصرَيْن، الطّباشيريّ والباليوجين، طبقةً رقيقةً من الطّين الرّماديّ الّذي يفصل بين الحقبتَيْن.

ووجد علماء آخرون الطّبقة نفسها بعد ذلك في جميع أنحاء العالم، وأظهرت الاختبارات بأنّها تحتوي على تراكيزَ عالية من الإيريديوم؛ وهو عنصرٌ نادرٌ إيجاده على الأرض، ولكنّه يكثر في النّيازك. علمًا بأنّ الإيريديوم (رمزه Ir) هو عنصرٌ ثقيلٌ جدًّا، قاسٍ وهشّ، ينتمي إلى عائلة معادن البلاتين، يُعدّ من أصلب الفلزّات ويقاوم التّآكل على نحوٍ ممتاز.

وقد وجدوا أيضًا في هذه الطّبقات، بعض «الكوارتز المصدوم[4]»، وكرات صغيرة تُشبه الزّجاج، تُسمّى «التَّكتيت-Tektites» (وهو جسمٌ زجاجيّ، من أصلٍ نيزكيّ في العادة، يكثُر في تشيكوسلوفاكيا، وإندونيسيا، وأُستراليا)، والّذي يتشكّل عندما تتبخّر الصّخور فجأة تحت درجة حرارة عالية، ثمّ تبرد على الفور، أو عندما يضرب جسمٌ فضائيّ الأرض بقوّة كبيرة.

فوّهة تشيكسولوب (Chicxulub) في ولاية يوكاتان، ترجع إلى ذلك الوقت بالضّبط، وهي فوّهة اصطدام بركانيّة. موقع الفوّهة يمتدّ لأكثرِ من 180 كيلومترًا، وتشير التّحاليل الكيميائيّة إلى أنّ الصّخور الرُّسوبيّة في المِنطقة تعرّضت للذّوبان واختلطت فيما بينها عن طريق درجة الحرارة العالية النّاتجة عن تأثير انفجار الكويكب، عبر ستّة أميالٍ في مكان الاصطدام.

تقول كروك: «عندما اصطدم الكويكب بالأرض، أدّى إلى انطلاقِ موجاتٍ اهتزازيّة وموجاتِ تسونامي هائلة، وأرسل سحابةً كبيرةً من الصّخور السّاخنة والغبار إلى الغلاف الجوّيّ.

ولمّا عاد الحطام فائق السّخونة إلى سطح الأرض، اندلعت حرائقُ الغاباتِ وارتفعت درجات الحرارة.

رفع هذا المطر المكوّن من الغبار الحارّ من درجات الحرارة لساعاتٍ بعد الحَدَث، وماتت الحيوانات الحيّة الّتي كانت كبيرةً جدًّا على التماسِ ملجأ لها إثر درجة الحرارة العالية الّتي خلّفها الاصطدام.

أمّا الحيوانات الصّغيرة الّتي كانت قادرةً على إيجادِ مأوًى لها تحت الأرض أو الماء أو رُبّما في الكهوف وجذوع الشّجر الكبيرة، فقد كانت قادرةً على النّجاةِ في خضَمِّ الحرارة الأوّليّة للاصطدام».

تُتابع كروك قائلةً: «بقيت شظايا صغيرة على الأرجح في الغلاف الجوّيّ، حاجبةً بذلك جزءًا كبيرًا من أشعّة الشّمس لأشهرٍ أو سنواتٍ عديدة.

وبانخفاض كمّيّة الأشعّة الّتي تصل إلى سطح الأرض، فإنّ الحيوانات والنّباتات الّتي تعتمد عليها ستموت.

وعلاوةً على ذلك، سيقود ذلك أيضًا إلى انخفاضِ درجات الحرارة العالميّة وقتئذٍ، مُضعفًا بذلك الحيوانات الكبيرة النَّشِطة الّتي تحتاجُ إلى كمّيّاتٍ عالية من الطّاقة.

أمّا القوارِت (آكلة الحيوان والنّبات) البرّيّة الصّغيرة؛ كالثّدْييّات والزّواحف والسّلاحف والطّيور، فقد كانت قادرةً على النّجاة بالعيش على نبشِ جثث الدّيناصورات الميتة والفطريّات والجذور والموادّ النّباتيّة المُتحلِّلَة.

في حين أنّ الحيوانات الأصغر، الّتي تمتاز بعمليّاتِ تمثيلٍ غذائيّ أقلّ في طبيعةِ الحال، كانت الأفضل في التّكيّف مع الانتظار لحين انتهاء الكارثة برمّتها».

هناك أدلّة تُشير أيضًا إلى أنّ سلسلةً من الثّورانات البركانيّة الكبيرة في مصاطب ديكان[5]، والّتي تقع على طول الحدود التّكتونيّة بين الهند وآسيا، قد بدّأت قبل حدوث انقراض العصر الطّباشيريّ-الثِّلْثيّ فعلًا.

وُيرجّح بأنّ هذه الكوارث الإقليميّة قد اتّحدت معًا لتسريع حدوث الانقراض الجماعيّ لاحقًا.

مناخ العصر الطّباشيريّ

تقول كروك: «لقد كانَ العالم مكانًا أدفأ إبّان العصر الطّباشيريّ.

وكان القُطبانِ أبرد من مناطق خطوط العرض المُنخفضة، ولكن، كانت الأمور بشكلٍ عام أكثر دفئًا من الآن بالفعل. ومُستحاثات النّباتات الاستوائيّة والسّراخس تدعم هذه الفكرة».

عاشت الحيوانات في كلّ مكان، حتّى في المناطق الباردة.

على سبيل المثال، اكتُشِفت مُستحاثات الهدروصورات، الّتي تعود إلى العصر الطّباشيريّ المُتأخّر، في ولايةِ ألاسكا. عندما ضرب الكويكب الأرض، اختبر العالَم ما يُدعى (شتاءً ذرّيًّا)، حيث حجبت دقائق الغبار والجُسيمات المُنتشرة أشعّة الشّمس كلّها.
الهامش


[1] التّطوّر المُشترك (Co-evolution): يُقصد به أنّ اثنين أو أكثر من أنواعٍ مختلفة من الحيوانات تُؤثّر ببعضها البعض بشكلٍ مُتبادل. وفي علم الأحياء؛ هو تغيّر الكائن الحيويّ المُحدث بفعلِ تغيّر الكائن المرتبط به.

هناك أدلّة يمكننا أن نلحظها على مستوى السّكّان والأنواع. وقد وصف العالم تشارلز داروين مفهوم هذا النّوع من التّطوّر بشكلٍ موجزٍ في كتابه أصل الأنواع.

[2] الثّيروبودات: عائلة كبيرة من الدّيناصورات، تُسمّى أيضًا بالوحوش ذات الأقدام، وهي بشكلٍ رئيسٍ من الأنواع اللاحمة، إلّا أنّ بعض أنواعها تحوّلت إلى عاشبة في العصر الطّباشيريّ، وهي حيوانات مُعتدلة القامة.

[3] الصّوروبودا: الاسم مأخوذٌ من اللغة الإغريقيّة، ويعني حرفيًّا قدم السّحليّة. هي جنسٌ من سحليّات الورك (تختلف عن طيريّات الورك)، وهي حيوانات عاشبة، تتغذّى على الأعشاب والنّباتات. تمتاز بضخامتها الهائلة، ذات رقبة طويلة (لكن ليست جميعها كذلك)، ورأسٍ صغيرٍ نسبيًّا، وتمشي على أربعةِ أرجلٍ.

[4] الكوارتز المصدوم: لا يُقصد بكلمة (مصدوم) أنّه مُتضرّرٌ نفسيًّا، إنّما هو شكلٌ من أشكال الكوارتز الّذي لديه بنية مجهريّة مختلفة عن الكوارتز الطّبيعيّ. فعندما يتعرّض الكوارتز لضغطٍ عالٍ جدًّا مع درجة حرارة محدودة، تتشوّه البنية البلّوريّة الدّاخليّة الّتي يتميّز بها، ويظهر التّشوّه تحت المجهر على شكل خطوطٍ مستقيمة تعكس ألوان الطّيف.

[5] مصاطب ديكان: واحدة من أكبر المعالم البركانيّة في العالم، وهي إقليم ناريّ كبير، تقع في وسط غرب الهند، تتألّف من طبقات متعدّدة من البازلت المتصلّب. أمّا مصطبة في العربيّة؛ فتُشير إلى المكان المرتفع قليلًا، الّذي يُجلس عليه لتُرى الأشياء من مكان عالٍ. استُخدم مصطلح مصطبة (Trap) في الجيولوجيا منذ عام 1785-1795 لوصف مثل هذه التّكوينات الصّخريّة البركانيّة، مُستمدّ من الكلمة الإسكندنافيّة (Trappa).

مُلخّص العصور التّاريخيّة للأرض

 

إعداد: أحمد زياد

تدقيق: عبد السّلام الطّائيّ

المصدر1
المصدر2
المصدر3
المصدر4
المصدر5
المصدر6