أظهرت صور الأقمار الصناعية في شهر فبراير من العام الحالي انخفاضًا في غطاء الجليد البحري، ولكن كمية الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية تتفاوت إلى حد كبير في كل عام، وقد لا يكون التغير المناخي سبب ذلك، فقد أعلن المركز الوطني للبيانات المتعلقة بالثلوج والجليد في الثامن من شهر مارس الجاري تقلص امتداد الجليد البحري (قياس الجليد البحري في المحيط) حول القارة القطبية الجنوبية إلى ما دون مليوني كيلومتر مربع يوم 25 فبراير الماضي للمرة الأولى منذ أن بدأ العلماء بتسجيله عام 1979.

قد يكون ارتفاع درجات الحرارة العالمي عاملًا مساهمًا، ولكن الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية متغير بشدة، فوفقًا لما ذكرته مجلة نيتشر قد يكون التقلص طبيعيًا، ويعود ذلك جزئيًا إلى دفع الرياح القوية بعض الجليد البحري وإبعاده تجاه الشمال نحو المياه الأكثر دفئًا. صرح عالم الأبحاث المتقدم من المركز الوطني للبيانات المتعلقة بالثلوج والجليد، والت ماير لمجلة نيتشر قائلًا: «أظن أن التغير الطبيعي قد يكون سبب معظم الحدث، إن لم يكن بأكمله».

الجليد البحري عبارة عن مياه بحر متجمدة تطفو على سطح المحيط، فوفقًا للمركز الوطني للبيانات المتعلقة بالثلوج والجليد، يتشكل الجليد البحري على سطح المحيط، وعادةً ما يكون مغطى بالثلوج على عكس الجبال الجليدية، وأشكال الجليد الأخرى التي تنفصل عن اليابسة، وقد التقطت البيانات الجديدة الحد الأدنى السنوي لامتداد الجليد البحري في أواخر الصيف، ما يتيح قياس منطقة المحيط التي تضم جليدًا بحريًا عندما يكون الغطاء في أخفض نقطة له بالنسبة للعام ما بعد ذوبان الجليد في صيف نصف الكرة الجنوبي.

يتفاوت الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية إلى حد كبير من عام لآخر، ولم يجد المركز الوطني للبيانات المتعلقة بالثلوج والجليد مسارًا إحصائيًا هامًا باتجاه أو بآخر عبر بيانات الأقمار الصناعية، وسُجل في العام الحالي أخفض حد أدنى لامتداد الجليد البحري إلى الآن، غير أن الحد الأدنى الأعلى لامتداد الجليد البحري قد سُجل عام 2015.

وفقًا للمركز الوطني للبيانات المتعلقة بالثلوج والجليد، تُحاط القارة القطبية الجنوبية بالماء، وتساهم تيارات الرياح، والمحيط في عزلها عن أنماط الطقس الموجودة في أماكن أخرى على الأرض، على عكس القارة القطبية الشمالية المحاطة باليابسة، والمتصلة بالأنظمة المناخية الأخرى بنحو أفضل، ويُعد امتداد الجليد البحري في القارة القطبية الشمالية أكثر أهمية لفك رموز اتجاهات المناخ العالمية، وإبراز تأثير التغير المناخي في ارتفاع درجات الحرارة.

تُظهر صور الأقمار الصناعية للقارة القطبية الشمالية انخفاضًا واضحًا، وخطيًا في الجليد البحري خلال 44 عامًا مضى، فوفقًا لأحدث بيانات قدمها المركز الوطني للبيانات المتعلقة بالثلوج والجليد، أظهرت المقارنة بين السجلات التي تعود إلى شهر فبراير عام 1979، وسجلات شهر فبراير عام 2022 تناقص امتداد الجليد البحري في القارة القطبية الشمالية بمقدار 1.82 مليون كيلومتر مربع.

وفقًا لموقع ولاية ألاسكا الرسمي، فإن ذلك يشكل نسبة جليد تفوق نسبة اليابسة في ألاسكا، التي تبلغ 1.5 مليون كيلومتر مربع.

اقرأ أيضًا:

قد يكون لذوبان الجليد البحري بعض النتائج الايجابية

أثر ذوبان الجليد في المناخ

ترجمة: ربيع شحود

تدقيق: ميرفت الضاهر

مراجعة: نغم رابي

المصدر