تشير الأبحاث الأولية إلى أن شرب كوب واحد من النبيذ مع الطعام يقي من خطر الإصابة بداء السكري نمط 2 مقابل شرب الكمية نفسها دون تناول طعام وذلك وفقًا لإحدى الدراسات المنشورة في مؤتمر تابع للجمعية الأميركية لأمراض القلب عام 2022، في حين لم يرتبط تناول الأنواع الأخرى من الكحول بانخفاض خطر الإصابة بداء السكري.

مع ذلك ينوّه الخبراء على أهمية مناقشة استهلاك الكحول مع الطبيب.

وُصف تأثير استهلاك الكحول في الصحة أنه سيف ذو حدين، بسبب قدرته الواضحة على التأثير بشدة في أي من الاتجاهين-نفعًا أو ضررًا- وذلك اعتمادًا على كيفية استهلاكه على حد تعبير مؤلف الدراسة الدكتور هاو ما، إذ أضاف إن الدراسات السابقة ركزت على مقدار ما يشربه الناس وكانت النتائج غير واضحة، في حين ركزت دراسات قليلة جدًا على تفاصيل الشرب الأخرى، مثل توقيت تناول الكحول.

استخدم الباحثون بيانات 312 ألف بالغ أبلغوا عن تناولهم الكحول بانتظام، لم يكن أيًا منهم مصابًا بداء السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان في بداية الدراسة، وقد استُبعد الأشخاص الذين قللوا من استهلاكهم للكحول خلال فترة الدراسة.

توبع المشاركين مدة 11 عامًا وسطيًا، أُصيب في ذلك الوقت نحو 8600 شخص بداء السكري نمط 2.

وجد الباحثون عند تحليل البيانات أن شرب الكحول مع الطعام مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسكري نمط 2 بنسبة 14% مقارنةً بشرب الكحول دون تناول طعام.

ارتبطت هذه الفائدة بشرب النبيذ مقابل أنواع الكحول الأخرى، لكن لم يجمع الباحثون بيانات عن توقيت الوجبات.

تعد أحد قيود هذه الدراسات أن تفاصيل استهلاك الكحول يُبلّغ عنها ذاتيًا، بالإضافة إلى أن 95% من المشاركين كانوا من البالغين البيض من أصل أوروبي، فمن غير المعروف مدى إمكانية تعميم هذه النتائج على الآخرين.

لم تُنشر الدراسة في مجلة علمية.

الفوائد المحتملة للنبيذ

أكدت الدكتورة كاثلين واين اختصاصية الغدد الصم إن مجموعة البيانات تشير إلى أن النبيذ قد يفيد المصابين بالسكري أو مقدمات داء السكري، لكن شددت واين على أن الكمية المسموحة هي كأس واحد فقط.

وأضافت إن الأبحاث السابقة تشير إلى أن المصابين بداء السكري نمط 2 الذين يشربون كمية معتدلة من النبيذ لديهم معدل وفيات أقل، وتعد الأسباب غير واضحة.

يعد شرب النبيذ دلالة على الأكل الصحي ويساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر، أو قد يوجد شيء ما في النبيذ يساعد على إبطاء سير داء السكري.

يقول الدكتور جوزيف باريرا اختصاصي في أمراض الغدد الصم في مستشفى بروفيدنس إن تناول النبيذ باعتدال من قبل الأشخاص المؤهبين للإصابة بداء السكري -بوجود تاريخ عائلي للمرض أو مؤشر كتلة جسم فوق 25- يؤدي إلى تحسين مقاومة الجسم للإنسولين.

أضاف الدكتور جوزيف إن توقيت تناول النبيذ مع الطعام قد يكون له فائدة أكبر في منع الظهور المحتمل لداء السكري.

لكن إذا كان الشخص غير كحولي ومعرضًا لخطر منخفض للإصابة أو مصاب بداء السكري، فإنه من غير المنطقي أن يشرع بتناول الكحول.

يقول الدكتور باريرا إن هذا النوع من الدراسات يحظى بالكثير من الاهتمام، لكن توجد طرقًا أخرى للوقاية من داء السكري نمط 2، مثل القيام بالتمارين الرياضية مدة 150 دقيقة موزعة على ثلاثة أيام ربما تكون أكثر فعاليةً لكنها بالمقابل أقل متعةً من تناول كوب من النبيذ مع الطعام.

اعتبارات مهمة

حذّرت واين من النبيذ المدعوم إذ يحتوي نسبة أعلى من الكحول، وأن كبد النساء أكثر عرضةً للتسمم الكحولي.

وفقًا للإرشادات الغذائية الخاصة بالكحول الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) فإن معدل الشرب المعتدل بالنسبة للرجال كأسين أو أقل يوميًا، وكأس واحد أو أقل بالنسبة للنساء.

تنصح الدكتورة واين بأهمية التقليل من تناول الكحول في حال وجود مشكلة مع الكحول أو أمراض الكبد أو تاريخ عائلي لأمراض الكبد.

حذّر باريرا من بعض أدوية السكري بما في ذلك الأدوية المتناولة مع الطعام إذ يمكن أن تؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم في حال تناولها المريض مع الكحول.

وفقًا لCDC، يؤدي الإفراط في تناول المشروبات الكحولية إلى عواقب قصيرة وطويلة المدى مثل:

  •  الحوادث والإصابات.
  •  الإجهاض والإملاص.
  • ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض القلب.
  •  أمراض الكبد ومشاكل الجهاز الهضمي.
  • أنواع محددة من السرطان.
  •  القلق والاكتئاب.
  •  صعوبات في التعلم والذاكرة.
  •  السلوكيات المحفوفة بالمخاطر والعنف.
  •  التسمم الكحولي.

في النهاية، يجب على كل شخص موازنة المخاطر واستشارة الطبيب عن وجود أسباب لتناول كوب واحد من النبيذ مع الطعام، إضافةً إلى وضع ثلاثة أشياء بعين الاعتبار:

  •  كمية المشروب.
  •  توقيت المشروب.
  •  التحدث إلى الطبيب عن إمكانية تطبيق هذه الاستراتيجية بالنسبة لحالة المريض.

يوجد العديد من المخاوف الطبية التي تعقّد استهلاك الكحول، وبالنتيجة يمكنك العثور على استراتيجية أخرى مثل ممارسة الرياضة إن لم تكن كحوليًا.

اقرأ أيضًا:

العلاج بالتستوستيرون قد يشفي الذكور المصابين بالداء السكري من النمط الثاني

الحمية الملائمة لمرضى الداء السكري

ترجمة: سارا رياض الخضر

تدقيق: نور عباس

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر