يبحث جوال برسفيرنس عن علامات للحياة ضمن تضاريس فوهة جيزيرو على سطح المريخ منذ هبوطه هناك العام الفائت، ولكنه رصد الآن نفايات بشرية على سطح الكوكب الأحمر.

نشر فريق برسفيرنس على تويتر أنهم وجدوا ما يبدو قطعةً من الغطاء الحراري المستعمل لحماية الجوال من الحرارة الشديدة التي يتعرض لها في أثناء الهبوط.

كتب الفريق: «كان إيجاد هذه القطعة هنا مفاجئًا، فقد هبط الجوال على بعد كيلومترين. هل سقطت هذه القطعة في هذا المكان بعد ذلك، أم حملتها الرياح إلى هنا؟».

ليست هذه مخلفات الجوال الوحيدة على المريخ، فقد التقطت مروحية إنجنويتي في شهر نيسان لقطةً جويةً تُظهر قطعةً من النفايات الفضائية بشرية الصنع، وهي عدة الهبوط التي ساعدت المروحية وجوال برسفيرنس على الوصول إلى المريخ.

المظلة والهيكل الخلفي مخروطي الشكل الذي التقطته إنجنويتي

المظلة والهيكل الخلفي مخروطي الشكل الذي التقطته إنجنويتي

يقول إيان كلارك، مهندس أنظمة سابق لبرسفيرنس يقود الآن جهود نقل العينات المريخية إلى الأرض في مخبر الدفع النفاث جنوب كاليفورنيا: «حظي برسفيرنس بالهبوط الأفضل توثيقًا في التاريخ على سطح المريخ، بكاميرات تظهر كل شيء من انفتاح المظلة حتى الهبوط».

يتابع إيان: «إذا أثبتت تلك اللقطات أن أنظمتنا عملت مثل توقعاتنا أو زودتنا بمجموعة معطيات واحدة من المعلومات الهندسية التي يمكننا استخدامها لتخطيط عملية إعادة العينات المريخية، فسيكون ذلك مذهلًا. وإن لم تفعل، تبقى الصور استثنائيةً وملهمةً».

يبحث جوال برسفيرنس عن آثار حياة ميكروبية قديمة قرب موقع هبوطه في فوهة جيزيرو التي كانت يومًا دلتا نهر مريخي، وهي مهمته الأساسية.

التلويث دون وجل

تشكل النفايات الفضائية مصدر قلق متنامٍ للوكالات الفضائية.

قد تلوث بقايا المهمات الفضائية المتروكة في الفضاء -مثل الأحذية والمجارف والآلات التي تركتها بعثات أبولو على القمر- أجرامًا كوكبيةً لا يشوبها شيء آخر، وهذا ما رصده جوال برسفيرنس على المريخ.

تتزايد خطورة الرحلات الفضائية بتزايد ازدحام مدار الأرض بالأقمار الصناعية والنفايات الفضائية. إضافةً إلى النفايات الفضائية المحيطة بالأرض -بما فيها الأقمار الصناعية الخارجة عن الخدمة والدوافع المستهلكة والمفكات والمظلات وغيرها من البقايا- التي قد تشكل خطرًا على محطة الفضاء الدولية.

ما تزال القيود التي تحمي الفضاء من التلوث شحيحةً. إذ لم يتغير قانون الفضاء الحالي كثيرًا منذ معاهدة الفضاء الخارجي، التي أُبرمت عام 1967 وهي ليست مفصلةً كثيرًا. بدأت ثغرات المعاهدة بالظهور الآن بعد أكثر من نصف قرن، مع تحول الأجرام السماوية مثل المريخ إلى مجمعات قمامة.

تحدثت بروفيسورة علم الفلك في جامعة سان فرانسيسكو أبارنا فينكاتيسان، إلى جمهور ضمن مناسبة في متحف التاريخ الطبيعي الأمريكي متطرقةً إلى موضوع تكريس حماية البيئة الفضائية من التلوث يتطلب تعريفها بصفتها إرثًا مشتركًا للحضارة البشرية.

قالت أبارنا: «هل ننظر إلى الفضاء بصفته أصلنا المشترك؟ إرث من هو؟ وكيف نقدره حق قدره؟».

اقرأ أيضًا:

برسفيرنس روفر يسجل أول الأصوات التي التقطها على سطح كوكب المريخ

علماء الفضاء يعرفون الآن أين يبحثون عن الحياة على سطح المريخ

ترجمة: إيهاب حسن

تدقيق: ميرفت الضاهر

المصدر