الوحمة الرمادية هي وحمة خلقية ناتجة عن الصباغ الطبيعي في الجلد، تظهر غالبًا عند الولادة أو خلال الأسابيع الأولى من العمر، وتختفي بعمر 3-5 سنوات، وقد تبقى إلى مرحلة البلوغ.

أُطلق عليها سابقًا اسم البقعة المنغولية الزرقاء، لكن لم يعد هذا الاسم ملائمًا. تُعرف أيضًا بالبقعة الرمادية الزرقاء أو كثرة الخلايا الصباغية الخَلْقية.

تحدث الوحمة الرمادية بسبب احتجاز الخلايا الصباغية المسؤولة عن لون الجلد في الطبقات العميقة منه في أثناء التطور الجنيني، ولا تهاجر إلى البشرة السطحية فتظهر علامةً رمادية، أو خضراء أو زرقاء أو سوداء.

لم يتوصل العلماء إلى السبب الكامن وراء ظهور هذه الوحمات، ولا يمكن منع ظهورها، لكن بعض الأطفال أكثر عرضةً للإصابة بها، مثل ذوي البشرة الداكنة، أو ذوي الأصول الآسيوية والهسبانية والأمريكية الأصلية والإفريقية.

تبدو الوحمات بقعًا مسطحة وناعمة، وقد تبدو مثل الكدمات، لكنها لا تسبب ألمًا ولا تنتج عن إصابة ما، على عكس الكدمات. تظهر الوحمات عادةً أسفل الظهر وأعلى الأرداف والساقين.

ما مدى شيوع الوحمات الرمادية؟

وفقًا لمراجعة عام 2013، تصيب الوحمات الرمادية نحو 10% من الأطفال البيض، و50% من الأطفال من أصول إسبانية، و 90-100% من الأطفال السود والآسيويين.

يجادل البعض بأن جميع الأطفال يولدون بنوع من علامات الولادة بسبب التصبغ، وفقًا للفحص المجهري.

هل الوحمات الرمادية خطيرة؟

الوحمات الرمادية غير ضارة، لكنها قد تترافق مع بعض الأمراض النادرة التي تؤثر في الاستقلاب مثل:

  • داء هيرلر.
  • متلازمة هنتر.
  • داء نيمان بيك.
  •  الداء المانوزيدي «مرض وراثي نادر يرتبط بعدم القدرة على استقلاب سكريات معينة».
  •  داء الشحميات المخاطية.

تزداد احتمالية ترافق الوحمات الرمادية مع الأمراض الاستقلابية إذا كانت كبيرة وواسعة الانتشار، أو موجودة في أماكن غير الظهر والأرداف.

لاحظ الأطباء أيضًا ظهور الوحمات الرمادية حال وجود متلازمات معينة، رغم عدم وجود ارتباط واضح، مثل:

  •  متلازمة شوغرن لارسون.
  •  ورم الخلايا الصباغية السحائية الرقيقة «تشمل سحايا النخاع الشوكي».
  •  السنسنة المشقوقة «خلل في تطور العمود الفقري والنخاع الشوكي».

قد تترافق الوحمات الرمادية مع علامات خلقية جلدية أخرى متعلقة باضطرابات الأوعية الدموية أو عملية التصبغ، مثل «بقع القهوة بالحليب».

كيف نعالج الوحمات الرمادية؟

لا تحتاج الوحمات الرمادية إلى أي علاجات، خاصةً ما لم يرافقها أمراض وأعراض أخرى، فهي ليست مؤلمة ولا تمثل مشكلة صحية.

يراقب الطبيب والأهل الوحمات بانتظام، حتى تختفي تلقائيًا، وذلك عادةً في سن البلوغ.

إذ ظلت الوحمات وكان مظهرها مزعجًا، فتمكن إزالتها بالليزر.

وفقًا لدراسة يابانية، استخدم الخبراء جهاز ليزر يسمى «ليزر ألكسندرايت» لعلاج الوحمات الرمادية لدى 16 شخصًا. كانت النتائج مُرْضية عمومًا، رغم مغادرة اثنين لعدم رضاهما عن نتيجة الجهاز، وإصابة اثنين آخرين بفرط التصبغ بعد العلاج.

تشير نتائج دراسة أخرى إلى أن العلاج قد يكون أنجح قبل سن العشرين، وعند تعديل الفواصل الزمنية بين الجلسات لتجنب فرط التصبغ ودكانة لون الجلد بوصفها أثرًا جانبيًا للعلاج.

قد يُخلط بين الوحمات الرمادية والكدمات، ما قد يجعل الأطباء يتشككون في إساءة معاملة الطفل، ما يُظهر أهمية تشخيص الوحمات الرمادية مبكرًا لتجنب هذا الخلط.

علامات تساعد الأطباء على التفريق بين الوحمات الرمادية والكدمات:

  •  يتغير شكل الكدمات ولونها بمرور الوقت.
  •  تكون الكدمات مؤلمة وتزول في غضون أيام أو أسابيع. أما الوحمات الرمادية فهي ثابتة المظهر وغير مؤلمة ويستغرق زوالها عدة أشهر.

اقرأ أيضًا:

الدخينة (البقعة الجلدية البيضاء): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

بقع الوجه والبقع الداكنة على الجلد: الأسباب وكيفية علاجها

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر