قد توفر تقنية جديدة تجمع بين استخدام تقنيتين للموجات فوق الصوتية خيارًا لنقل حصوات الكلى من الحالب دون ألم أو تخدير، وفقًا لدراسة حديثة.

في هذا الإجراء، يستخدم الطبيب محول طاقة محمولًا باليد يوضع على الجلد لتوجيه الموجات فوق الصوتية نحو الحصاة. ثم تُستخدم الموجات فوق الصوتية لتحريك الحصاة وتغيير موضعها وتسهيل مرورها، تُسمى هذه العملية الدفع بالموجات فوق الصوتية أو تفتيت الحصاة، وتُسمى التقنية تفتيت الحصى بموجة الانفجار (BWL).

على عكس تفتيت الحصى بموجة الصدمة، الإجراء القياسي المستخدم الآن الذي يتطلب التخدير، فهذه التكنولوجيا لا تؤذي، كما قال المؤلف الرئيسي الدكتور إم كينيدي هول، طبيب الطوارئ في جامعة واشنطن: «إن الإجراء غير مؤلم تقريبًا، ويمكن إجراؤه عندما يكون المريض مستيقظًا ودون تخدير، وهو أمر بالغ الأهمية».

باستخدام التقنية الجديدة، يسعى فريق البحث لإجراء عمليات تفتيت حصى الكلى في العيادات أو غرف الطوارئ.

قد تسبب الحصيّات في الحالب، الذي يمتد من الكلى إلى المثانة، ألمًا شديدًا، وهي من الأسباب الشائعة لزيارات قسم الطوارئ. ويُنصح معظم المرضى الذين يعانون من حصوات الحالب بالانتظار لمعرفة: هل ستخرج الحصاة من تلقاء نفسها أم لا؟ أشار هول إلى أن فترة المراقبة هذه قد تستمر أسابيع، ويحتاج نحو ربع عدد المرضى إلى الجراحة في نهاية المطاف.

يُصاب واحد من كل 11 شخصًا بحصيّات في المسالك البولية على مدار حياته. ويبدو أن معدل الإصابة آخذ في الازدياد، وفقًا لدراسة في كلية الطب بجامعة واشنطن. أشارت الدراسة إلى أن أكثر من 50٪ من المرضى الذين يعانون حصوات الكلى تتكرر إصابتهم بها في غضون خمس سنوات.

قيّم هول وزملاؤه التقنية الجديدة لتلبية الحاجة إلى طريقة لعلاج الحصوات دون جراحة. وصُممت الدراسة لاختبار جدوى استخدام الدفع بالموجات فوق الصوتية أو استخدام طريقة «تفتيت الحصى بموجة الانفجار» لتفتيت الحصى عند المرضى غير المخدرين.

شارك 29 مريضًا في الدراسة. عولج 16 منهم بالدفع وحده و13 بالدفع وتفتيت الحصى بموجة انفجارية. فتحركت الحصى عند 19 مريضًا. وفي حالتين، خرجت الحصى من الحالب إلى المثانة.

أدى تفتيت الحصى بموجة الانفجار إلى تفتيت الحصيّات في 7 حالات. وفي متابعة استمرت مدة أسبوعين، خرجت الحصوات لدى 18 من 21 مريضًا، أي 86٪، ممن كانت حصيّاتهم أسفل الحالب. وأشارت الدراسة إلى أن متوسط الوقت اللازم لمرور الحصى عند هذه المجموعة كان نحو أربعة أيام. ذكر أحد المرضى أنه شعر «بارتياح فوري» عندما خرجت الحصاة من الحالب.

أوضح هول أن الخطوة التالية للباحثين ستكون إجراء تجربة سريرية مع مجموعة ضابطة، لن تتلقى تقنية تفتيت الحصى بموجة الانفجار أو تقنية الدفع بالموجات فوق الصوتية، لتقييم الدرجة التي قد تساعد بها التقنية الجديدة في تفتيت الحصى.

بدأ تطوير التقنية للمرة الأولى منذ خمس سنوات، عندما مولت وكالة ناسا دراسة لمعرفة: هل يمكن تحريك حصى الكلى أو تفتيتها دون تخدير أو لا؟ لاستخدامها في رحلات فضائية طويلة مثل البعثات إلى المريخ. وقد نجحت التجربة، ما جعل ناسا تخفض تصنيف حصى الكلى بوصفها مصدرًا رئيسيًا للقلق.

أما الدراسة الحالية فبدأت عام 2018، وأجريت على المرضى في مركز هاربرفيو الطبي، ومركز مونتليك الطبي، ومركز نورث وست لحصيّات الكلى في المركز الطبي بجامعة واشنطن، وشملت أقسام طب الطوارئ والمسالك البولية والأشعة، ومختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة واشنطن.

بحثت تجارب أخرى تفتيت الحصى داخل الكلى. وقال هول إن هذه هي التجربة الأولى التي تبحث تحريك الحصى أو تفتيتها في الحالب باستخدام طريقة «تفتيت الحصى بموجة الانفجار».

اقرأ أيضًا:

كيف يتم تفتيت الحصيات الكلوية؟

حصى الكلى: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

ترجمة: لين رجب سليم

تدقيق: هادية أحمد زكي

المصدر