جراحة تكميم المعدة (أو استئصال المعدة) هي إجراء جراحي لعلاج السمنة، إذ يُزال جزء كبير من المعدة تاركًا وراءه كمًّا ضيقًا. يساعد تقليل حجم المعدة على تقييد السعرات الحرارية وتقليل الإحساس بالجوع. تُقدم هذه الجراحة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة بهدف إنقاص وزنهم بفعالية.

ما هي جراحة تكميم المعدة؟

تهدف العملية إلى تقليص حجم المعدة أو حجم غلاف المعدة. تعني كلمة (استئصال المعدة) إزالة جزء من المعدة أو ازالتها بالكامل، وتزيل عملية تكميم المعدة حوالي 80% منها، تاركة وراءها شكلًا أنبوبيًا يسمى الكم بحجم الموزة وشكلها.

ما الهدف من عملية كم المعدة؟

يُعد تقليص حجم المعدة إجراءً بسيطًا للتحكم بكمية الطعام المتناوَل دفعة واحدة ما يسرّع الشعور بالشبع. لكنه يخدم غرضًا آخر أيضًا، فهو يقلل كمية هرمونات الجوع التي تنتجها المعدة. ويساعد هذا الإجراء على تخفيف الشهية والرغبة الشديدة للطعام، وقد يساعد على منع الدوافع التي تجعل الناس يستعيدون الوزن الذي فقدوه.

ما مدى شيوع جراحة تكميم المعدة؟

تكميم المعدة هي الجراحة الأكثر شيوعًا بهدف تقليص الوزن في العالم وفي الولايات المتحدة الأمريكية خاصةً، فهي أكثر من نصف جراحات علاج السمنة فيها سنويًا، ويبلغ العدد الإجمالي 150000 عملية في الولايات المتحدة و 380000 في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك فقط 1% من الأشخاص المؤهلين لهذه العملية الجراحية والذين قد يستفيدون منها يُجرونها بالفعل.

الحالات الطبية والصحية التي تساعد جراحة تكميم المعدة على علاجها

تُستخدم جراحة تكميم المعدة للحالات الطبية المتعلقة بالسمنة فقط عند الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية خطيرة تتعلق بسمنتهم أو المعرضين لخطر الإصابة بها، فقد تُحسن جراحة تكميم المعدة حالات صحية معينة، وأحيانًا تقضي على بعض الأمراض، ومنها:

  •  مرض السكري من النوع 2 ومقاومة الأنسولين.
  •  ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
  •  فرط شحميات الدم (ارتفاع الكوليسترول) وأمراض الشرايين.
  •  مرض الكبد الشحمي غير الكحولي والتهاب الكبد الدهني.
  •  متلازمة نقص التهوية بسبب السمنة وانقطاع التنفس الانسدادي خلال النوم.
  •  آلام المفاصل والتهاب المفاصل.

هل إجراء تكميم المعدة آمن؟

مخاطر جراحة تكميم المعدة أقل بكثير من مخاطر الإصابة بالسمنة والأمراض المرتبطة بها، ومضاعفاتها أقل من العمليات الشائعة الأخرى كإزالة المرارة واستبدال مفصل الورك. تُجرى معظم إجراءات تكميم المعدة باستخدام تقنيات جراحية طفيفة لتكون النتائج أقل ألمًا وأسرع شفاءً.

ما الذي يؤهل الأشخاص لإجراء جراحة تكميم المعدة؟

  •  السمنة الشديدة (الدرجة الثالثة)، ويحددها مؤشر كتلة الجسم BMI، وتُحسب بناءً على وزن الجسم وطوله والحالة الصحية. وبهذه الحالة يكون مؤشر كتلة الجسم 40 أو أعلى، أو أن مؤشر كتلة الجسم 35 على الأقل مع وجود مرض واحد على الأقل أيضًا.
  •  المحاولة والفشل لتقليص الوزن قبل إجراء الجراحة. وقد يُطلب اتباع نظام غذائي مدة 3-6 أشهر بهدف إنقاص الوزن تحت إشراف طبي قبل الحصول على الموافقة لإجراء العملية الجراحية.
  •  الاستعداد الجسدي والنفسي قبل التأهل لجراحة تكميم المعدة بهدف إنقاص الوزن.

الإجراءات قبل جراحة تكميم المعدة

بعد اجتياز الفحص الصحي والتأهل لإجراء جراحة تكميم المعدة بهدف علاج السمنة، تكون الخطوة التالية اتباع نظام غذائي يعتمد على السوائل لمدة أسبوعين. ويعطي الجراح إرشادات محددة لاتباعها. الغرض هو فقدان بعض الدهون من البطن والكبد لجعل الجراحة أكثر أمانًا.

سيُطلب الامتناع عن تناول أو شرب أي شيء لمدة 12 ساعة قبل العملية. للتأكد من أن المعدة فارغة أثناء العملية. قد يتسبب وجود الطعام أو السوائل في المعدة أثناء الجراحة آثار جانبية خطيرة.

كيف تُجرى جراحة تكميم المعدة؟

في معظم الأوقات يُجرى استئصال المعدة بالتكميم باستخدام الجراحة بالمنظار أو الجراحة الروبوتية، وذلك بدل إجراء شق كبير لفتح تجويف البطن للوصول إلى الأعضاء، يجري الجراح العملية من خلال ثقوب صغيرة ما يجعل التعافي والشفاء أسهل. وقد تكون العملية لدى بعض الأشخاص أفضل في حال إجراء الجراحة المفتوحة وذلك بناءً على الظروف.

ماذا يحدث في أثناء جراحة تكميم المعدة؟

  •  يعطى المريض تخديرًا عامًا في أثناء العملية.
  •  يثقب الجراح جرحًا صغيرًا في منطقة البطن (يبلغ طوله حوالي نصف إنش) ويضخ غاز ثاني أكسيد الكربون عبر المنفذ لتوسيع البطن.
  •  توضع كاميرا فيديو صغيرة مضاءة (منظار البطن) عبر المنفذ لتعرض الكاميرا ما بداخل الشخص عبر شاشة.
  •  يكمل الجراح الإجراءات باستخدام أدوات طويلة وضيقة عبر المنافذ الإضافية (1-3 شقوق).
  •  يُقاس كم المعدة، ثم يُفصل ما بقي من المعدة باستخدام دباسة جراحية.
  •  يزيل الجراح ما تبقى من المعدة، ثم يغلق الشقوق.

الوقت الذي تستغرقه عملية جراحة تكميم المعدة

تُعد عملية استئصال المعدة بالتكميم قصيرة وبسيطة نسبيًا بالمقارنة مع الإجراءات الجراحية الأخرى المتعلقة بإنقاص الوزن، إذ تستغرق 60-90 دقيقة. وقد يرغب الجراح ببقاء المريض في المستشفى مدة يوم أو يومين بعد العملية للمساعدة على التحكم في الألم والآثار الجانبية المؤقتة للجراحة مثل الغثيان.

ماذا يحدث بعد جراحة تكميم المعدة؟

يطلب الجراح من المريض إجراء فحوصات متكررة في الأسابيع والأشهر التالية للعملية، ويراقب تقدم فقدان الوزن والحالة الصحية وأي آثار جانبية للجراحة، واتباع الإرشادات بعد العمل الجراحي ونمط الحياة اللازمة للحفاظ على الصحة وفقدان الوزن.

هل يُتبع نظام غذائي بعد جراحة تكميم المعدة؟

يجب اتباع إرشادات غذائية صارمة على المدى القصير للتأكد من شفاء المعدة جيدًا، بعد بضعة أشهر قد يبدأ المريض تناول الطعام بنظام غذائي طبيعي، مع مراعاة اختيار الأطعمة بحكمة.

نظرًا لعدم القدرة على تناول الكثير من الطعام كما كان الحال قبل إجراء العمل الجراحي، يجب التأكد من أن الأكل المتناوَل مغذٍ بما يكفي للحفاظ على احتياجات الجسم من الطاقة. ويبدأ تناول الفيتامينات بعد فترة وجيزة من الجراحة ويستمر ذلك دائمًا.

ما هي مزايا هذا الإجراء؟

يُعد تكميم المعدة أبسط وأسرع وأكثر أمانًا بالمقارنة مع عمليات جراحة السمنة الأخرى. وقد يعاني بعض الناس من حالات صحية معينة تمنعهم من إجراء عمليات جراحية طويلة، فيلجأون إلى تكميم المعدة لمعالجة السمنة.

من غير المرجح أن تسبب العملية مضاعفات طويلة الأمد متعلقة بالتغذية لأن الجراحة لا تؤثر في الأمعاء.

يُعد متوسط فقدان الوزن بعد إجراء تكميم المعدة أقل من جراحات إنقاص الوزن الأكثر تعقيدًا، لكنه يوفر فقدانًا ممتازًا للوزن وفوائد صحية.

كانت هذه العملية في البداية خطوة أولى في جراحة السمنة المسماة تحويل مسار الاثني عشر المكونة من خطوتين. ثم بدأ الجراحون بتقديمها بوصفها إجراءً مستقلًا بعد أن وجد الكثير من الأشخاص عدم حاجتهم لإكمال الجزء الثاني.

المخاطر أو المضاعفات المحتملة لجراحة تكميم المعدة

من المحتمل حدوث مضاعفات في جميع العمليات الجراحية، وبعد تكميم المعدة تحدث مضاعفات ولكن أقل من 1% مقارنة بباقي العمليات. وتشمل المضاعفات الجراحية:

  •  نزيف.
  •  إصابات بالعدوى.
  •  ردود فعل نتيجة التخدير.
  •  تسريبات من الجرح المعدي.

قد يُصاب بعض الناس بمضاعفات بعد التعافي من الجراحة، وقد تكون طويلة الأمد لكن علاجها سهل، ومنها:

  •  قد تتسبب الندبات النسيجية بعد العملية تضيق المعدة، ما قد يبطئ تحرك الطعام عبر المعدة أو يمنعه، ما يسبب الغثيان والقيء وصعوبة الأكل.
  •  نقص التغذية لأنه من الصعب الحصول على ما يكفي من العناصر الغذائية عند تناول كميات أقل بكثير من الطعام. وتوصف المكملات الغذائية اليومية عادة للأشخاص الذين يخضعون لجراحة السمنة مدى الحياة.
  •  الارتجاع المعدي المريئي: يشعر بعض الأشخاص الذين عانوا من ارتجاع الحمض المعدي قبل العملية أن الأمر يزداد سوءًا، وقد يظهر لدى الأشخاص الأصحاء الذين لم يسبق لهم أن عانوا من الارتجاع نتيجة إجراء العمل الجراحي. والعلاج ممكن بالأدوية.
  •  حصوات في المرارة: قد يؤدي فقدان الوزن السريع إلى زيادة احتمالية ظهور حصوات في المرارة، إذ يُحلل الكبد كميات أكبر من الدهون، فتتراكم بعد ذلك في المرارة بشكل حصوات الكوليسترول، وتسبب الألم بعد الأكل. قد يحتاج الأمر لإجراء عملية جراحية أخرى لاستئصال المرارة.

كم يستغرق وقت الشفاء من جراحة تكميم المعدة؟

قد يستغرق الأمر شهرًا على الأقل للعودة للحياة الطبيعية والعمل بكامل الطاقة. خلال هذا الوقت، يشعر الكثير من الناس بالتعب لأن أجسامهم تعمل على التعافي والتكيف مع السعرات الحرارية المحدودة. في الأسابيع الأولى، يجب تحمل اتباع نظام غذائي يعتمد على السوائل. مع مرور الوقت، يتطور الأمر تدريجيًا للوصول إلى نظام غذائي يحوي أغذية طرية القوام، وأخيراً، الأطعمة الصلبة.

ما مقدار الوزن الذي يُفقد بعد عملية تكميم المعدة؟

متوسط الوزن المفقود هو 25% إلى 30% من وزن الجسم خلال عام أو عامين. هذا يعني أنه إذا كان الوزن 136 كيلوغرام قبل الجراحة قد يُفقد منه 45 كيلوغرام، أو أكثر أو أقل اعتمادًا على نمط الحياة بعد الجراحة. يستعيد بعض الأشخاص أيضًا بعض الوزن، لكن المتوسط الإجمالي لفقدان الوزن من 25% إلى 30% من وزن الجسم ثابت على مدار خمس سنوات.

ماذا لو لم تنجح العملية؟

هذا الأمر غير شائع لكن قد يستعيد بعض الناس الوزن الذي فقدوه. فقد يعودون إلى العادات القديمة، أو قد تتمدد معدتهم مرة أخرى مع مرور الوقت. إذا حدث هذا فمن الممكن التفكير مرة أخرى في جراحة تكميم المعدة، وقد يصلح الجراح تكميم المعدة الأصلي أو يحوله إلى نوع آخر من عمليات إنقاص الوزن للحصول على نتائج أفضل، مثل المجازة المعدية أو تحويل مسار الاثني عشر.

الخلاصة

تكميم المعدة إجراء بسيط وآمن قد ينتج عنه نتائج كبيرة لفقدان الوزن، وهو تغيير لا رجعة فيه في المعدة يتطلب تغييرات مدى الحياة. يجب الانتباه بشأن نوعية الطعام بعد الجراحة وطريقة تناوله، ويستمر ذلك مدى الحياة لحماية المعدة وتلبية الاحتياجات الغذائية.

لكن إذا كان فقدان الوزن أمرًا ضروريًا فقد تساعد الجراحة على الحصول على صحة جيدة. إن هذا الإجراء لا يحد فقط من الطعام المُتناوَل، ولكنه يساعد أيضًا في تقليل الإحساس بالجوع وعلى تنظيم نسبة السكر في الدم، لذلك يكون عدد السعرات الحرارية القليلة أكثر طبيعية. قد تتحسن الكثير من الحالات الصحية المرتبطة بالسمنة وقد تُحل حتى معظمها بعد إجراء جراحة تكميم المعدة.

اقرأ أيضًا:

جراحات إنقاص الوزن: أنواعها وفوائدها ومخاطرها

اكتشاف حبوب لتخفيف الوزن وهي آمنة سريريًا

ترجمة: سارة دامر

تدقيق: دوري شديد

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر