نشر العلماء خريطة لما يكمن تحت الصفيحة الجليدية لجزيرة غرينلاند، ويعتبر هذا الرسم البياني هو الأكثر دقة وشمولًا لهذه التضاريس حتى الآن، وسيكون هذا الرسم حاسمًا في إجراء الحسابات حول ارتفاع مستوى سطح البحر المحتمل في المستقبل.

استنادا إلى البيانات التي جمعتها أكثر من 30 مؤسسة، ومع الخريطة الطبوغرافية التي أنتجها جهاز ” BedMachine v3” الذي سيمكن للخبراء من رؤية التغييرات على الساحل في الإقليم في تفاصيل غير مسبوقة، مثل عرض جزيرة جرينلاند بدون الصفيحة الجليدية تلك، ويقول الفريق الدولي من الباحثين المسؤولين عن هذه الخريطة: أنها ستعطينا بعض المعلومات القيمة حول كيفية استجابة غرينلاند لارتفاع درجات الحرارة في السنوات القادمة.

ويقول بيتر فريتويل من هيئة البحث القطبي البريطانية: أن هذا التجميع الجديد للمشهد ثلاثي الأبعاد تحت الصفيحة الجليدية غرينلاند يوفر أول انتقال سلس بين الكتلة الأرضية وقاعها المجاور.

ستوفر تلك الخريطة للعلماء رؤية شاملة لأطراف جرينلاند التي تشهد أكبر التغيرات، ولإنجاز الخريطة، دمج العلماء خرائط الرادار وقاع البحر المأخوذة من القوارب، والطائرات، والأقمار الصناعية على مدار سنوات.

وكذلك مع بعض النمذجة الحاسوبية لتقدير شكل بعض من الأودية الضيقة التي يصعب الوصول إليها.

العلماء يعلمون مسبقًا ارتفاع صفائح جرينلاند الجليدية، وإذا كانوا يعرفون ارتفاع الصخور الموجودة تحتها، فيمكنهم معرفة حجم الجليد بالفعل، ومعرفة نسبة ارتفاع مستوى سطح البحر الذي يمكن أن يحدث إذا ذابت كل الكتلة الجليدية.

ومعرفة سمك الجليد يمكن أن يكون أيضا مفيد في حساب مدى السرعة التي من المرجح يذوب بها، وتخسر غرينلاند حاليا نحو 260 بليون طن من الجليد إلى المحيطات في السنة.

ويقول بيتر: هناك المزيد من الجليد، والصفيحة أعمق بكثير من التقديرات التي أشارت لها الخرائط السابقة، وهذا يعني أن إجمالي مساهمة الصفيحة الجليدية في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي سيكون 7.42 مترا (24 قدما) إذا كان ينبغي أن تذوب تمامًا، أعلى قليلا من المحسوبة سابقًا، وقد أظهر التصوّر أيضا خطر تيارات المحيطات الدافئة، التي تساعد على ذوبان الجليد من أسفل ومن ثم انكساره وسقوطه في المحيط.

تعتمد تلك العملية جزئيًا على شكل التضاريس حيث توجد بعض الحواجز الطبيعية التي تمنع مرور التيارات الساخنة من المحيط، تلك التضاريس الطبوغرافية تستحق الدراسة من خلال تلك الخرائط الجديدة.

في نهاية المطاف، خريطة الصخرة الكامنة سوف تمكن العلماء من الحصول على فكرة أفضل بكثير عن كيف يمكن أن تتحول الصفائح الجليدية، وتصهر، وتستنزف في السنوات المقبلة، ويمكن أيضا أن تستخدم لتسليط الضوء على أجزاء من جليد غرينلاند التي هي تحت أكبر تهديد.

إن تغير المناخ لا يتسبب فقط في مجرد تصدعات في نهر جرينلاند الجليدي، بل يمكن له أيضا أن يتسبب في حرائق الغابات على شواطئ جرينلاند بعد ذوبان الجليد الساحلي بها.

أي مساعدة سيحصل عليها العلماء لفهم هذه الصورة المعقدة ستكون موضع ترحيب.


  • ترجمة: رضا الكصاب.
  • تدقيق: لؤي حاج يوسف.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر