يُعد شهر نوفمبر شهر التوعية حول سرطان الرئة، رغم ذلك تصدر فيه العديد من الخرافات التي تتناول موضوع سرطان الرئة عبر مجموعة من المعتقدات والمفاهيم الخاطئة مثل التلوث والعمليات الجراحية وعوامل الخطورة ومسحوق التالك.

يتعامل الخبراء مع المعلومات الطبية الخاطئة بواسطة بحوث تفصل بين الحقيقة والخيال وتصحّح سلسلة الخرافات الطبية في عالم الصحافة الصحية.

في عام 2018، كان هناك 218520 حالة جديدة من سرطان الرئة و 142080 حالة وفاة مرتبطة بهذا النوع من السرطان في الولايات المتحدة، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC.

في عام 2020، وفقًا لإحصائيات عالمية اعتُبر سرطان الرئة ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بعد سرطان الثدي، إذ بلغ عدد الإصابات به نحو 2.21 مليون إصابة وتسبب في وفاة 1.8 مليون مصاب.

رغم انتشار سرطان الرئة كثيرًا، فإن المعلومات المنتشرة حوله هي معلومات خاطئة في حاجة إلى تعديل. طُلبت المساعدة من الدكتور فريد آر هيرش -مدير تنفيذي في مركز مختص بأورام الثدي في معهد تيش للسرطان في ماونت سيناي في مدينة نيويورك، وأستاذ جو لوي ولويس برايس للطب وأمراض الدم والأورام الطبية في كلية إيكان للطب في ماونت سيناي- على الوصول إلى حقائق حول سرطان الرئة.

1- يصاب المدخنون فقط بسرطان الرئة:

أوضح الدكتور هيرش لـ Medical News Today: «هذا الأمر ليس صحيحًا ويعتبر من الخرافات المؤذية والمضرة للغاية التي تشكل وصمة عار».

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن حوالي 10-20٪ من الأشخاص المصابين بسرطان الرئة في الولايات المتحدة لم يدخنوا أو دخنوا أقل من 100 سيجارة طيلة فترة حياتهم.

وفق الإحصائيات السنوية والتقارير الصادرة عن مركز السيطرة على الأمراض، تحدث حوالي 7300 حالة وفاة ناجمة عن الإصابة بسرطان الرئة لدى أشخاص غير مدخنين لكنهم تعرضوا إلى التدخين السلبي، و2900 حالة وفاة أخرى ناجمة عن التعرض لغاز الرادون.

2- لا توجد طريقة تقلّل مخاطر الإصابة بسرطان الرئة:

أوضح الدكتور هيرش: «توجد عدة طرق تقلّل من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة. أولاً وقبل كل شيء الوقاية والإقلاع عن التدخين».

وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، وصف الدكتور هيرش أهمية الحد من التعرض إلى التدخين السلبي: «إن الذين لا يدخنون لكنهم يتعرضون إلى التدخين السلبي في المنازل أو في أماكن العمل تزداد خطورة إصابتهم بسرطان الرئة بنسبة 20-30٪».

أضاف الدكتور هيرش: «تُعد منتجات التدخين الأخرى أيضًا خطرًا محتملاً يساعد على تطور سرطان الرئة».

تشمل عوامل الخطر الأخرى التعرض إلى غاز الرادون، بالتالي، فإن قياس غاز الرادون في المنزل يُعد أمرًا مهمًا. إضافة إلى ذلك تُعد بعض سلوكيات وأنماط الحياة عوامل محتملة للخطر، لذلك ينصح بممارسة الرياضة وتجنب السمنة من أجل المساعدة على التقليل من خطر الإصابة بسرطان الرئة.

فحص سرطان الرئة باستخدام جرعة منخفضة من الأشعة المقطعية للتحري عن وجود سرطان لدى الأشخاص المعرضين لخطر كبير، مثل الأشخاص الذين يبلغون من العمر 50 عامًا ولديهم تاريخ مع التدخين أو المدخنين الذين يستهلكون عبوة سجائر يوميًا لمدة تتراوح نحو 20 عامًا أو أكثر، يقلّل من معدل الوفيات الناجم عن سرطان الرئة بنسبة تزيد عن 20٪.

3- كبار السن فقط يصابون بسرطان الرئة:

أكد الدكتور هيرش: «هذا الأمر ليس صحيحًا». على الرغم من أن أكثر من نصف الأشخاص الذين شخصت إصابتهم بسرطان الرئة كان عمرهم يزيد عن 65 عامًا، لكن يصاب المزيد من الأفراد الأصغر سنًا الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا بسرطان الرئة وخاصة النساء».

4- العيش في مدينة ملوثة أسوأ من التدخين لخطر الإصابة بسرطان الرئة:

توجد أدلة جيدة على أن التلوث الناتج عن الحركة المرورية يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة. مثلًا استنتج مؤلفو التحليل التلوي الذين بحثوا في هذا الأمر ما يلي: «يرتبط التعرض إلى غاز ثاني أكسيد النيتروجين وأكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت والجسيمات الدقيقة مع خطر الإصابة بسرطان الرئة. أُثبت أن التعرض إلى الهواء الملوث الناجم عن ممارسة المهن كقيادة السيارات مثلًا يزيد من معدل الإصابة بسرطان الرئة والوفيات الناجمة عنه».

مع ذلك، يصعب إجراء مقارنات بين التلوث والتدخين. أوضح الدكتور هيرش أن: «العيش في المدن الملوثة يمثل عامل خطر، لكن لا يوجد دليل يثبت أن استخدام منتجات التبغ أسوأ للصحة من مزيج التدخين والتعرض للهواء الملوث معًا».

5- لا جدوى من الإقلاع عن التدخين الآن بعد الاستمرار في التدخين لسنوات عديدة:

ببساطة، وفق الدكتور هيرش، «الإقلاع عن التدخين يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة».

بغض النظر عن سرطان الرئة، فإن الإقلاع عن التدخين يقلل أيضًا من خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض الأخرى مثل أمراض القلب وهشاشة العظام ومرض السكري.

كما كتب المعهد الوطني للشيخوخة: «لا يهم العمر أو مدة الاستمرار في التدخين، فالإقلاع عن التدخين في أي وقت من الأوقات يحسن الصحة. الإقلاع عن التدخين يمكن أن يضيف سنوات إضافية إلى عمر الأشخاص ويحسن من عملية التنفس لديهم ويحسن طاقة الجسم ويوفر المال».

6- تدخين الحشيش لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة:

أوضح الدكتور هيرش: «يُعتقد بأن الحشيش يمثل عامل خطر، لكن توجد حاجة إلى مزيد من الدراسات طويلة المدى. إن الأدلة على وجود علاقة بين الحشيش وسرطان الرئة محدودة ومتضاربة».

أوضح أيضًا أن إحدى صعوبات دراسة هذا الارتباط هي أن الأشخاص الذين يدخنون الحشيش غالبًا ما يدخنون التبغ أيضًا. هذا يجعل تمييز تأثيرات كل عامل أصعب.

7- الاستمرار في التدخين بعد الإصابة بسرطان الرئة:

هذا الأمر غير صحيح. أكد الدكتور هيرش: «إن المصابين بسرطان الرئة الذين أقلعوا عن التدخين كانت نتائج فحوصاتهم وتشخيص حالة المرض لديهم أفضل»، إلى جانب الفوائد التي لا تعد ولا تحصى للإقلاع عن التدخين.

8- علاج سرطان الرئة جراحيًا يجعل السرطان ينتشر في الجسم:

قال الدكتور هيرش لـ MNT: «إن علاج سرطان الرئة جراحيًا لا يؤدي إلى انتشار سرطان الرئة». وأوضح أسباب إجراء الجراحة المبكرة وأهميتها لمعالجة سرطان الرئة والإجراءات المتخذة التي تمنع أي انتشار.

«يُنصح بعلاج سرطان الرئة جراحيًا خلال المراحل المبكرة من الإصابة». أوضح أن في هذه المراحل يمكن أن يُعالج السرطان.

تابع: «إذا كان الورم كبيرًا أو منتشرًا فإن العلاج المساعد مثل العلاج الكيميائي أو العلاج المناعي قبل الجراحة، سيقلل كثيرًا من خطر وجود الخلايا السرطانية في الدم».

أضاف الدكتور هيرش أن الأبحاث السريرية أظهرت أن طريقة العلاج هذه تقلل من خطر الوفاة.

9- يزيد استنشاق مسحوق التلك من خطر الإصابة بسرطان الرئة:

وفقًا للدكتور هيرش، فلا يرتبط استنشاق مسحوق التالك مع ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الرئة. وأوضح كيف بدأت هذه الأسطورة: «أظهرت بعض الدراسات وجود خطورة عالية على حياة الذين يستخرجون التلك ويتعاملون معه، لكن ليس هناك اثبات عن احتمال الإصابة بسرطان الرئة بسبب التلك أو المعادن أو الأشياء الأخرى تحت الأرض المتعارف عليها أنها تسبب سرطان الرئة، مثل الغازات المشعة».

10- ظهور الأعراض المتعلقة بسرطان الرئة عند حدوث الإصابة:

قال الدكتور هيرش: «لسوء الحظ، هذا الأمر ليس حتميًا. يمكن اكتشاف سرطان الرئة في حالات لا تظهر فيها أعراض أو لدى الذين يعانون أعراضًا تنفسية طفيفة».

أوضح أهمية إجراء الفحوصات للكشف عن سرطان الرئة لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة به. وأشار إلى أن الأشخاص غير المدخنين يحتاجون إلى إجراء الفحوص للكشف عن سرطان الرئة، لكن الدراسات لم تؤكد ذلك بعد.

قال أيضًا: «الدراسات التي أجريت على الفحوص التي تكشف عن سرطان الرئة لدى الأشخاص غير المدخنين مستمرة»، مؤكدا أن الكشف المُبكر عن الإصابة بسرطان الرئة يزيد من معدلات النجاة والعلاج.

11- سرطان الرئة مرض فتاك:

لحسن الحظ، هذا الأمر غير صحيح أيضًا. وفقًا للدكتور هيرش، عند الكشف عن سرطان الرئة في وقت مبكر، تصل احتمالية علاجه إلى نسبة تفوق 60٪.

وتابع: «حتى في حال شُخّصت الإصابة بسرطان الرئة عند مراحل متقدمة، فإمكانيات البقاء كثيرة على قيد الحياة والشفاء على المدى الطويل حسب الحالة.

كانت نتائج علاج المرضى الذين يعانون سرطان الرئة في مراحل متقدمة ولديهم طفرات جينية محددة، يمكن استهدافها بعلاجات معينة هائلة خلال العقد الماضي».

12- مضادات الأكسدة تحمي من الإصابة بسرطان الرئة:

وفقًا للدكتور هيرش: «نظرًا لأن لمضادات الأكسدة دور مهم في حماية الخلايا من تلف الحمض النووي الذي يمكن أن يشمل الطفرات المسببة للسرطان أو التشوهات الجينية الأخرى، فقد أجريت العديد من الدراسات السريرية، لكن لسوء الحظ، فشل معظمهم في إظهار أي حماية ضد سرطان الرئة سريريًا».

«توجد بعض الدراسات التي تشير إلى أن العديد من مضادات الأكسدة الغذائية، مثل الكاروتينات وفيتامين سي قد تحمي من الإصابة بسرطان الرئة، لكن النتائج عمومًا غير واضحة إلى حد ما. هناك حاجة إلى دراسات أكثر تُجرى على المدخنين إضافة إلى دراسات حول “جرعات” مضادات الأكسدة المناسبة».

13- التدخين هو عامل الخطر الوحيد للإصابة بسرطان الرئة:

قد يكون التدخين هو عامل الخطر الأكثر شهرة للإصابة بسرطان الرئة، لكنه بالتأكيد ليس الوحيد. تشمل عوامل الخطر الأخرى:

  •  التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الرئة.
  •  التعرض للهواء الملوث.
  •  التعرض إلى غاز الرادون.
  •  التعرض إلى مواد تحتوي على الأسبستوس.
  •  التعرض إلى إشعاع سابق على الصدر.
  •  أمراض الرئة المزمنة.

اقرأ أيضًا:

دحض 10 خرافات منتشرة بشأن مرض السرطان

أجدد الخرافات حول فيروس كورونا المنتشرة على الإنترنت

ترجمة: سارة دامر

تدقيق: فاطمة جابر

المصدر