صحيح أم خطأ؟: الأوكسيتوسين هو “هرمون الحب”


مـركب بيوكيميائي يـتكّون في الدماغ يدعى الأوكسيتوسين (Oxytocin) عُرف عند الثقافات الشعبية في السنوات الأخيرة بهرمون “الحب” ، هرمون “العناق” أو “الإرتباط” لك أن تختار من تلك المصطلحات.

الأوكسيتوسين يلعب دوراً في إحداث التقلصات أثناء الولادة ويساعد في الرضاعة، ونحن نعرف هذا لأكثر من قرن. تجارب في التسعينات بيّنت أنّه كان أساسياً في توجيه سلوك فئران الحقول (Prairie vole)، المعروف بالسلوك الأحادي في إختيار شريك حياة وحيد. دراسات لاحقة بعدها أوضحت أنّ تلك المادة الكيميائية تساهم في الثقة والتفاعلات الاجتماعية في الحيوانات المختلفة، بما في ذلك البشر.

بعد دراسة القوارض، بدأت بالظهور إهتمامات بالبيبتايد المتكّون من تسعة أحماض أمينية. في حـوار تيد (TED talk) الإقتصادي بـول زاك (Paul Zak) أسماه “الجزئ الأخلاقي” وذلك لعلاقته بالثقة، التعاطف والإزدهار. سـوق تحوير الدماغ-دي آي واي على الإنترنت أخذ الفكـرة. (Internet DIY brain-makeover market). مختبرات ڤـيـرو في دايتونا بيتش-فلوريدا (Vero Labs of Daytona Beach, Fla.) تبيع رذاذ الاوكسيتوسين بـ ٧٩$ لـ “كونيكت” (Connekt) مدعيّةً أنّه “يـقوي أواصر العمل” و “يزيد من الوعـي الإيجابي الذاتي”. الشـركة أيضاً طرحت فكـرة “رذاذ – جاذبيتها وجاذبيته” (his-and-her“Attrakt” spray) المحتوي على مزيج من الاوكسيتوسين والفيرومونز- مادة كيميائية جاذبة جنسياً والتي تساعد الفئران على التزاوج، لكن دوره في تحفيز التزاوج عند البشـر مـُختـَـلفٌ عليه. (الباحثون الذين يدرسون الأوكسيتوسين يحذرون المشترين من هذه المنتجات، قائلين أنّ الإستعمال طويل الأمـد لم تتم دراسته.)

ليست مجـرد دعايات تجارية وتأثيرات وهمية، لكن مجموعة كبيرة من البحوث تقترح أنّ الأوكسيتوسين- ومادة أخـرى شبيهة تـُدعى الڤازوبريسين (Vasopressin)- تحفـز أنواع مختلفة من السلوكيات الإجتماعية.

مشاركون في دراسة تضمنت لعب لعبة إستثمار متفرعة على المزيد من المال لصاحب بنك استثماري بعد الشم. مستويات الأوكسيتوسين ارتفعت في دراسة لأبوين حديثين كونهما إعتادا العيش مع أطفالهم حديثي الولادة. الأن التجارب في طريقها لتحديد ما إذا كان رذاذُ الأوكسيتوسين سيساعد في تقليل بعضاً من الخلل الإجتماعي لأطفال شُـخصوا بالتوحد.

الأوكسيتوسين له جانب آخر يجعله شيئاً أقل من كونه جرعة-حُـب. البحث رقم ٩ الذي أُجـريّ مؤخـراً بيـّن أنّه يستطيع تقويّة الذكريات السلبية لتجربة اجتماعية- مثلاً صراخ رئيسك في وجهك أمام زملائك في العمل. أيضاً قد يزيد من احتمالية العدوان والعنف تجاه الآخـرين الذين هم ليسوا جزءاً من مجموعتك الإجتماعية.

الأوكسيتوسين بدون شك له تأثير على السلوكيات الإجتماعية، لكن تأثيره يعتمد بدرجة عالية على الظروف. المنظمة الأمريكية النفسية – ساينس واتش (The American Psychological Association’s Science Watch) تمتلك اقتباسين رائعين للعلماء عن الأوكسيتوسين والتي تحذر من الإستخفاف بدوره في كونه يمتلك دوراً ثابتاً يحكم العلاقات الإجتماعية: “ الأوكسيتوسين ليس هرمون الحب، إنّه يضبط لنا المعلومات الإجتماعية ويسمح لنا بتحليلها بدقة أعلى.” كمـا يقول لاري يونغ (Larry Young) من جامعة إيمرو. ومن جامعة شيلي تايلور في كلفورنيا- لوس أنجلوس: “إنّها ليست فكـرة جيدة أبداً بالإطلاع على البروفايل – النفسي للهرومون؛ فهي لاتملك بروفايل – نفسي”.

وميض علاء


المصدر