يُعدّ ارتفاع ضغط الدم عامل خطرٍ رئيسيٍ لأمراض القلب والسكتة الدماغية. وقد وجد بحث أن أكثر الأميركيين يجهلون مجال ضغط الدم الطبيعي، ومن اللافت للنظر اعتقادهم معرفة ذلك وهذا ما يدعو للقلق.

يشير تقرير صدر جمعية القلب الأمريكية إلى أن ما يقارب نصف الأمريكيين البالغين عشرين عامًا فما فوق (أي ما يزيد عن 122 مليون) يعانون ارتفاع الضغط الشرياني، ويُسمّى أيضًا بفرط التوتر الشرياني.

وإن القيم ضمن الحدود الطبيعية حاليًا فمن المحتمل أن تتزايد مع التقدم في العمر، إذن يعاني أكثر من 75% الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق من ارتفاع الضغط.

تضمنت دراسة من جامعة كاليفورنيا الجنوبية أكثر من 6500 أميركي، وتضمنت استطلاع رأي حول معرفتهم بضغط الدم لفهم المزيد عن أميركا، إذ تُعد الدراسة عيّنة ممثلة للمقيمين في الولايات المتحدة على النطاق الوطني.

وجدت الدراسة أن 64% واثقون بمعرفتهم لقيم ضغط الدم لكن فقط نسبة 39% من يعرفون تمامًا قيم ضغط الدم الطبيعي أو الصحي.

شعور زائف بالثقة … نتائج مميتة

الشعور الزائف بالثقة مُضرّ، فمن سيكلف نفسه عناء التحدث مع الطبيب عن ضغط الدم إن كنت يظنه طبيعيًا؟

يبدأ جزء من الثقة الزائدة هذه في عيادة الطبيب، إذ تحضر الممرضة عادةً أداة قياس الضغط وتثبتّها على ذراع المريض، ثم تجري القياس وتخبر بالنتيجة أو تسجلها للطبيب ثم تأخذ أداة القياس بعيدًا، وعند قدوم الطبيب ينتقل بالمعاينة إلى أمور أخرى دون الحديث عن قراءة ضغط الدم. يحدث هذا على الأرجح لأن الطبيب يرغب أن يركّز على ما يشعر به المريض وسبب وجوده في العيادة، وبسبب ذلك يغادر المريض مُعتقدًا أنّ ضغط الدم على ما يرام حتى إن لم يكن كذلك.

من المهم فهم قراءات ضغط الدم لتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، خصوصًا بالنسبة للمرضى الذين يعانون أمراض القلب وأمراض الكلى والسكري.

ما الذي تعينه أرقام قياس الضغط؟

يُقاس ضغط الدم برقمين، الأول هو ضغط الدم الانقباضي الذي يقيس الضغط في الشرايين عندما ينبض القلب، والرقم الثاني هو ضغط الدم الانبساطي الذي يقيس الضغط في الشرايين بين نبضات القلب، وحدة القياس هي ملم زئبقي التي نشأت من أجهزة مراقبة ضغط الدم البدائية، إذ يُنظر إلى أي مدى قد يدفع ضغط الدم عمودًا من الزئبق السائل.

يعد ضغط الدم الطبيعي أو الصحي عند البالغين أقل من 80/120 ملم زئبقي، والانخفاض في الضغط مُحبذًا لمعظم المرضى. وتبدأ المرحلة الأولى من ارتفاع الضغط عند 80/130 ملم زئبقي وهي المرحلة الأدنى، أما المرحلة الثانية (الأشد) فتبدأ عند 90/140.

يعد كلا الرقمين مهمًا جدًا لدى المقارنة مع ضغط الدم الطبيعي، لأن كل زيادة بمقدار 20 ملم زئبقي في ضغط الدم الانقباضي أو 10 ملم زئبقي في ضغط الدم الانبساطي تضاعف احتمالية الوفاة بسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

تصنيفات ضغط الدم

يعد فهم قيم ضغط الدم الطبيعي وملاحظة تجاوزها أمرًا شديد الأهمية لصحة القلب، وفيما يلي جدول يوضح تصنيفات ضغط الدم ومجالات كل منها:

عشر نصائح لضغط دم أكثر صحة

يجب التحدث مع الطبيب عن ضغط الدم كل زيارة تجنبًا للشعور الزائف بالثقة، إذ يجب فهم ما تعنيه تلك القيم بدقة، توصي جمعية القلب الأميركية بعشر نصائح إن كانت القيم تفوق قيم ضغط الدم الطبيعي أو الصحي.

 التحدث مع الطبيب

إذا تبين أن قيم ضغط الدم مرتفعة فيجب استشارة الطبيب والتحدّث معه عن استراتيجيات وخطة لخفضه حتى الوصول إلى ضغط الدم الطبيعي وكيفية مراقبة ضغط الدم في المنزل.

 النظام الغذائي الصحي للقلب

تُعَدّ الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم والدواجن منزوعة الجلد والأسماك والمكسرات والبقوليات وزيت الزيتون جميعها مفيدة لصحة القلب، بعكس اللحوم الحمراء والدهون المشبعة وغير المشبعة والأطعمة المصنعة.

 الحد من الملح الذي يزيد من ضغط الدم

تُوصي الإرشادات الغذائية للأميركيين بما لا يزيد عن 2.3 غرام من الصوديوم يوميًا، أي أقل من ملعقة صغيرة، بينما أفادت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) أنّ متوسط تناول الأمريكيين يصل 3.4 غرام يوميًا أي مايقارب 50% أكثر من المُوصى به.

فحتى إن لم تضف أي ملح لوجباتك الغذائية، قد تحصل على الكثير منه من الأطعمة المصنعة، فحصة واحدة من حساء الدجاج المعلب تحوي 0.68 غرام من الصوديوم، وتحوي وجبة بيج ماك الشهيرة من ماكدونالدز على 1.01 غرام من الصوديوم.

 الحد من الكحول

يرفع الكحول من الضغط الشرياني سواء أكان من النبيذ أو البيرة أو غيرهما من المشروبات الروحية، لذا يُنصح بالحد منه ومن الأفضل عدم تناول الكحوليات.

عمومًا يُنصح بمراعاة الحدود التي أوصت بها الإرشادات الغذائية للأميركيين، وهي مشروب واحد في اليوم على الأكثر للنساء ومشروبان على الأكثر للرجال.

المشروب الواحد هو 12 أونصة من البيرة و4 من النبيذ و1.5 من المشروبات الروحية التي تحتوي على 80 درجة (مقياس يحدد كمية الكحول الموجودة في المشروبات الروحية) أو أونصة واحدة من المشروبات الروحية التي تحتوي على 100 درجة من المشروبات الروحية.

 زيادة النشاط البدني

يساهم النشاط البدني في الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي، فساعتان ونصف فقط من النشاط البدني أسبوعيًا تساهم في خفض ضغط الدم، كالمشي نصف ساعة لخمسة أيام أسبوعيا. من الممكن أيضًا ممارسة السباحة أو رفع الأثقال أو اليوجا أو الرقص للتغيير عن الروتين.

 الحفاظ على وزن صحي

تساعد خسارة القليل من الوزن على خفض ضغط الدم عند المرضى الذين يعانون فرط الوزن، ويُنصح باستشارة الطبيب حول نظام صحي لخسارة الوزن.

 إدارة التوتر الذي يضر بضغط الدم

التخلص من الشعور بالتوتر لا يعني دائمًا خفض الضغط، لكنه قد يخفضه قليلًا ما يمنح شعورًا أفضل. تُوصي عيادة مايو الشهيرة بعدة طرق للتقليل من التوتر، منها التدرب على قول لا وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء والتأمل.

 الإقلاع عن التدخين أو السجائر الإلكترونية

يضر كلا الأمرين بالقلب والأوعية الدموية ويساهمان في ارتفاع ضغط الدم، وقد يقلل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بأمراض القلب ليصل إلى درجة الأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقًا، وتبدأ فوائد الإقلاع عن التدخين على الفور إذ وجدت دراسة حديثة أنه بعد 12 أسبوعا فقط، ينخفض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين عمّا كانوا عليه عندما كانوا لا يزالون يدخنون. وتقدم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توصيات بشأن البرامج والأدوية التي قد تساعد على الإقلاع عن التدخين.

 تناول الأدوية

غالبًا ما يوصى بها في المرحلة الثانية من ارتفاع الضغط وللبعض في المرحلة الأولى، كمن يعاني أمراض القلب أو أمراض الكلى أو مرض السكري. يحتاج معظم المرضى دوائين أو ثلاثة للعودة إلى ضغط الدم الطبيعي. أظهر تحليل شمولي حديث أن خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5 ملم زئبقي من خلال الأدوية يقلل من مخاطر القلبية الوعائية الرئيسية نحو 10%، وذلك بغض النظر عن ضغط الدم الأساسي أو التشخيص السابق لأمراض القلب والأوعية الدموية.

 متابعة ضغط الدم في المنزل

توصي جمعية القلب الأميركية باستخدام أداة آلية وموثوقة لقياس الضغط من النمط الحاوي على عصبة توضع حول الذراع، وقد يساعد تسجيل القراءات المأخوذة مع الوقت على تعديل العلاجات حسب الحاجة.

يعد ارتفاع الضغط قاتلًا صامتًا، لذلك يُنصح بالمعرفة الاستباقية لقيم ضغط الدم الشخصية إذ قد يكون منقذًا.

اقرأ أيضًا:

نقص بوتاسيوم الدم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

هل تزيد المحليات الاصطناعية خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؟

ترجمة: سنا أحمد

تدقيق: بدور مارديني

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر