تشير الدراسة إلى أنه من الممكن أن يساعد الناس للبقاء على قيد الحياة حتى 120 عامًا.

كلنا نريد أن نعيش بصحة أفضل لمدة أطول، وعلى الرغم من ارتفاع متوسط الأعمار خلال القرن الماضي؛ ففي مرحلة ما لا بدّ للشيخوخة أن تصيبنا، وتبدأ خلايانا في ارتكاب الأخطاء، مما يؤدي إلى حدوث مجموعة من الأمراض كالسرطان والخرف. لكن الآن، فإن العلماء يعتقدون أنهم وجدوا شيئًا من الممكن أن يبطئ من عملية الشيخوخة بصورة كلية: علاج لمرض السكري، رخيص وسبق أن استهلك من قبل ملايين البشر.

اسم العقار هو الميتفورمين «metformin»، متواجد في الأسواق منذ 60 عامًا. إلّا أن السبب الذي جعل الباحثين مهتمين به الآن؛ هو أنه خلال تلك المدة لاحظوا أثرًا ملحوظًا للعقار بتخفيض نسبة أمراض السرطان المرتبطة بالشيخوخة.

أظهرت الدراسات أيضًا أن مرضى السكري الذين يتعاطون الميتفورمين عاشوا أكثر من الأشخاص غير المصابين بالسكري، مع الأخذ بالاعتبار أن مرض السكري يأخذ ما يقارب 8 سنوات من حياة المرضى.

«لوحظ انخفاض نسبة الإصابة بالسرطان لدى المرضى الذي يتناولون الميتفورمين بنسبة 30% بما يشمل تقريبًا كل أنواع السرطان، عدا ربما سرطان البروستات. هناك دراسات عديدة تشير إلى أن عقار الميتفورمين يمنع التدهور الإدراكي للمرضى أيضًا»، هذا ما قاله الرئيس المشارك في البحث نير بارزيلاي «Nir Barzilai» في كلية البرت اينشتاين للطب، لاندريا الفانو «Andrea Alfano» خلال البحث. وأضاف: «هناك دراسة تشير إلى أن الذين بدأوا بأخذ العقار وكانوا أكثر مرضًا وسمنةً من الأصحاء؛ عاشوا حياة أطول من أولئك غير المصابين بالسكري».

بناءً على هذه الملاحظات قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA» بإعطاء الضوء الأخضر للعقار، لتتم تجربته كمضاد للشيخوخة في مطلع العام المقبل. وإذا انتهى بهم المطاف بالموافقة على العقار؛ فإنه ولأول مرة ستعترف إدارة الغذاء والدواء بالشيخوخة كمرض، وبأنها هدف لعقار كذلك.

وبالتاكيد فإن كلمة “إذا” كبيرة ونتائج التجربة لن تظهر إلّا بعد سنوات، لذا يجب أن لا نتحمّس للموضوع جدًا منذ الآن. لكن التجارب على الحيوانات أظهرت أن البحث سيؤدي لشيء مهم. فعلى سبيل المثال، عندما جرّبوا العقار على نوع من الديدان «C. elegans» وجد الباحثون في بلجيكا أن الديدان لم تكن تشيخ بشكل ابطأ فقط؛ بل إنها كانت أكثر صحة لمدة أطول كذلك.

والفئران المعالجة بالعقار ازدادت دورة حياتها 40% مع إشارات بقائها أكثر شبابًا ولمدة أطول أيضًا. في الإنسان، فإن هذا يعادل البقاء على قيد الحياة حتى سن 120 عامًا، هذا لو افترضنا أن متوسط العمر 80 عامًا.

هذا لا يعني أننا نحاول إبعاد الموت إلى الأبد، إنما ببساطة أن نبطئ من عملية الشيخوخة بجعل الناس أكثر صحة لمدة أطول. يعتقد أن ميكانيكية عمل العقار هي زيادة نسبة جزيئات الأكسجين المتحرّرة لداخل الخلايا.

على الرغم من أن الباحثين لا يعرفون كيف يمكن لهذا أن يبطئ من الشيخوخة؛ إلّا أنه لو صمد العقار في التجربة القادمة فإن معرفة الكيفية هي الخطوة التالية.

ستعرف التجربة باسم “دراسة ملاحقة الشيخوخة بعقار الميتفورمين «TAME» التي تتضمن إعطاء العقار أو عقار وهمي لـ3000 مسن أكثر عرضة لأمراض السرطان والقلب والزهايمر.

خلال الست سنوات القادمة، سيقوم الباحثون بملاحظة فيما لو ظهرت الأمراض المتعلّقة بالشيخوخة أم لا لدى الأشخاص الذين تناولوا العلاج وأولئك الذين لم يتناولوه.

كذلك سيلاحظون فيما لو أظهر العقار تأثيرات طويلة الأمد على المسنين.

فقبل أن تذهب مباشرة لشراء العقار، تذكّر أن هناك انتظارًا طويلًا لنتائج التجربة قبل المصادقة عليه، كما أن هناك احتمالية أن لا يكون هناك أي رابط بين العقار وبين الشيخوخة عند الإنسان. واحتمالية عدم إعطاء نتيجة مرجوة حاسمة.

ولكن بغض النظر عن النتيجة، يعتبر هذا اختبارًا تاريخيًا لإدارة الغذاء والدواء، ولو نجح الأمر سيعتبر بداية القضاء على الشيخوخة المبكرة. وبكل الأحوال فإننا متحمسون جدًا لذلك.


 

المصدر