عيب القلب الخَلقي هو وجود خلل في القلب عند الولادة، وقد يوجد في:

  •  جدران القلب.
  •  صمامات القلب.
  •  الأوعية الدموية.

لعيوب القلب الخلقية أنواع عديدة، إذ تتضمن حالات بسيطة لا تُظهِر أي أعراض، وحالات معقدة تظهر أعراضًا شديدة تهدد حياة المريض.

يعيش حاليًا نحو مليون بالغ ومليون طفل في الولايات المتحدة مع عيب خلقي في القلب، وفقًا لمركز الوقاية ومكافحة الأمراض.

تغيّرت طرق متابعة المرضى ومعالجتهم جذريًا عن العقود القليلة الماضية، لذا يُشفى الآن جميع الأطفال تقريبًا من العيوب الخلقية ويبلغون مرحلة البلوغ، ورغم أن بعض الحالات تتطلّب متابعة مستمرة خلال الحياة، يواصل العديد من الأطفال المصابين حياتهم بنشاط وإنتاجية.

أصناف عيوب القلب الخلقية

يمكن تقسيمها إلى 3 أصناف رئيسية:

  •  عيوب الصمامات القلبية: قد تكون الصمامات القلبية التي تتحكم في انسياب تيار الدم مغلقة تمامًا أو غير مُحكمة، ما يتعارض مع قدرة القلب على ضخ الدم بطريقة صحيحة.
  •  عيوب جدران القلب: تقع الجدران القلبية الطبيعية بين الجانبين الأيمن والأيسر من القلب، وبين الردهات العلوية (الأُذين) والسفلية (البطين)، وقد لا تنمو هذه الجدران نموًّا صحيحًا، ما يُسبب عودة الدم إلى القلب وتراكمه في غير مكانه الصحيح، ووضع ضغط أكبر على القلب ما قد يُسبب ارتفاع ضغط الدم.
  •  عيوب الأوعية الدموية: قد يوجد خلل في وظيفة الأوردة والشرايين، وهي الأوعية الدموية التي تنقل الدم بين الجسم والقلب، ما يسبب انخفاض كمية الدم المنقول أو انقطاعه تمامًا، ما يسبب مضاعفات صحية متعددة.

عيوب القلب الخلقية: الأسباب والعلاج - وجود خلل في القلب عند الولادة - جهاز الموجات فوق الصوتية في أثناء الحمل - ألم في الصدر

عيوب القلب الزُراقية واللازُراقية

يمكن تصنيف عيوب القلب الخلقية تصنيفًا آخر إلى نوعين، زُراقية -من اللون الأزرق- ولا زُراقية، لا يُضَخ الدم في الحالتين طبيعيًا، لكن العيوب الزُراقية ترتبط بانخفاض مستوى الأكسجين في الدم، على عكس العيوب اللازُراقية.

يعاني الأطفال في حالة انخفاض مستوى الأكسجين عسر التنفس وازرقاق لون الجلد، أما إذا كانت نسبة الأكسجين طبيعية فقد لا تظهر أي أعراض، لكن قد تظهر أعراض مثل ارتفاع ضغط الدم لاحقًا.

الأعراض

تُكشَف عيوب القلب الخلقية عادةً باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية في أثناء الحمل، إذ قد يسمع الطبيب نبضات غير طبيعية في أثناء الفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية، ثم يجري بعدها فحصًا بحثًا عن السبب المحتمل، وذلك بإجراء تخطيط للقلب أو أشعة سينية للصدر أو الرنين المغناطيسي، فإذا تأكد التشخيص، لا بد من الحرص على وجود المتخصصين في أثناء الولادة.

وقد لا تظهر أعراض عيوب القلب الخلقية إلا بعد الولادة، إذ يختبر الوليد أعراضًا مثل:

  •  ازرقاق الشفتين والجلد وأصابع اليدين والقدمين.
  •  عسر التنفس.
  •  صعوبة في الرضاعة.
  •  انخفاض الوزن عند الولادة.
  •  ألم في الصدر.
  •  تأخر النمو.

وقد يتأخر ظهور الأعراض حتى أعوام بعد الولادة، فتظهر أعراض مثل:

  •  اضطراب ضربات القلب.
  •  دوار.
  •  صعوبة في التنفس.
  •  إغماء.
  •  تورم.
  •  إعياء وتعب.

أسباب عيوب القلب الخلقية

تحدث عيوب القلب الخَلقية نتيجةً لمشكلة مبكرة في نمو تركيب القلب عند الجنين، ما يتعارض مع المسار الطبيعي للدم عبر القلب، وقد يؤثر في التنفس، أما سبب حدوث هذا العيب في تركيب القلب من الأساس فهو غير معروف، لكن من الأسباب المُحتملة:

  •  أسباب وراثية.
  •  تناول بعض الأدوية في أثناء الحمل.
  •  تناول الكحول أو المخدرات في أثناء الحمل.
  •  إصابة الأم بعدوى فيروسية في الثلث الأول من الحمل.
  •  زيادة نسبة السكر في الدم، كما في مرض السكري.

العلاج

يعتمد العلاج على نوع العيب الخلقي وشدته، فقد يعاني الأطفال في بعض الحالات عيوبًا خلقية خفيفة تُصلح نفسها مع الوقت، ويعاني الآخرون عيوبًا شديدة تتطلب علاجًا شاملًا، وقد يتضمن العلاج:

 الأدوية

قد تساعد العديد من الأدوية على تحسين عمل القلب، بمنع تكوّن الخثرة الدموية أو السيطرة على النبض غير الطبيعي.

 زرع جهاز في القلب

يمكن منع بعض المضاعفات المرتبطة بعيوب القلب الخلقية باستخدام معدات خاصة لهذا الغرض، كالمنظمات القلبية وزرع جهاز تنظيم ضربات القلب، إذ يساعد على تنظيم ضربات القلب المضطربة.

 القسطرة

تمكّن تقنية القسطرة الأطباء من إصلاح عيوب محددة في القلب دون تدخل جراحي، إذ يُدخل الأطباء أنبوبًا رفيعًا عبر وريد في الساق يصل إلى القلب، وفور وصوله إلى المكان المناسب من القلب، يستخدم الأطباء أدوات دقيقة لتصحيح العيب الخلقي.

 عملية القلب المفتوح

يلجأ الأطباء إلى إجراء هذه العملية إذا كانت القسطرة غير كافية لإصلاح العيب الخلقي، لإغلاق الفتحات القلبية أو إصلاح الصمامات أو توسيع الأوعية الدموية.

 زراعة القلب

في حالات نادرة يكون العيب الخلقي أعقد من أن يُصحح، فيكون الحل الوحيد إجراء زراعة قلب، باستبدال القلب المعيب بآخر صحيح من متبرع.

عيوب القلب الخلقية عند البالغين

قد يبدأ العلاج بعد مدة قصيرة من الولادة أو في فترة الطفولة أو في أثناء البلوغ، اعتمادًا على نوع العيب الخلقي، فبعض العيوب لا تُظهر أي أعراض حتى مرحلة البلوغ، لذا يتأخر التشخيص والعلاج.

قد تتضمن الأعراض عند الحالات المتأخرة:

  •  قصر النفس.
  •  ألم في الصدر.
  •  ضعف القدرة على ممارسة التمارين.
  •  سرعة الإصابة بالإجهاد.

يختلف علاج عيوب القلب الخلقية لدى البالغين اعتمادًا على شدتها، قد يحتاج بعض الأشخاص فقط إلى مراقبة حالتهم من كثب، وقد يحتاج البعض الآخر إلى الأدوية والعمليات الجراحية.

أحيانًا قد تؤدي العيوب التي أُصلحت في مرحلة الطفولة إلى مشاكل أخرى في مرحلة البلوغ، قد لا يكون الإصلاح الأول كافيًا، أو قد يتدهور العيب الأولي مع الوقت، وقد تؤدي الندب النسيجية التي تطورت حول مكان الإصلاح الأول إلى مشاكل صحية، مثل عدم انتظام ضربات القلب.

من المهم أن تستمر في زيارة طبيبك لمتابعة الرعاية، قد لا يكون العلاج شافيًا، لكنه يساعدك على الحفاظ على حياة نشطة ومنتجة، ويقلل من خطر حدوث مضاعفات خطيرة، مثل التهابات القلب وفشل القلب والسكتة الدماغية.

الوقاية

بوسع النساء الحوامل أو اللائي يخططن للحمل اتخاذ احتياطات معينة لتقليل خطر إنجاب طفل مصاب بعيب خلقي في القلب:

  •  إذا كنتِ تخططين للحمل، فتحدثي مع طبيبكِ حول أي وصفة طبية أو أدوية دون وصفة طبية تتناولينها.
  •  إذا كنتِ مصابة بداء السكري، فتحققي من التحكم في مستويات السكر في الدم قبل الحمل، ومن المهم أيضًا العمل مع طبيبك للسيطرة على المرض في أثناء الحمل.
  •  إذا لم تتلقي تطعيم الحصبة الألمانية، فتجنبي التعرض لمسببات المرض وتحدثي مع طبيبكِ حول أساليب الوقاية.
  •  إذا كان لديكِ تاريخ عائلي من عيوب القلب الخلقية، فاسألي طبيبكِ عن الفحص الجيني، فقد تساهم بعض الجينات في النمو غير الطبيعي للقلب.
  •  تجنبي شرب الكحول وتعاطي المخدرات في أثناء الحمل.

اقرأ أيضًا:

تضيق الشريان الأبهر: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

تناول الأمهات لبعض المضادات الحيوية الشائعة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل يزيد من خطر إصابة الأجنة بالتشوهات الخلقية

ترجمة: منتظر صلاح

تدقيق: إبراهيم قسومة

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر