اكتشف باحثون طريقةً لتغيير فصيلة دم الكلى الخاصة بالمتبرعين وجعلها مناسبة للزراعة لدى أي شخص بحاجة إليها، ووُصف ذلك بالإنجاز والتغيير الجذري للمرضى الذين يحتاجون إلى عمليات زرع الكلى.

تغيير فصيلة دم الكلى ليس إنجازًا رائعًا فحسب؛ بل هو قادر على توفير الرعاية الصحية لآلاف المرضى غير القادرين على إجراء زراعة الكلى.

تسعى خدمات التبرع بالأعضاء والدم دائمًا وراء المزيد من المتبرعين من الأقليات العرقية؛ وذلك لتحسين فرص نجاح عمليات زراعة الكلى لدى هؤلاء الأقليات العرقية.

الآن بعد تغيير فصيلة دم الكلى لم يعد مستحيلًا على المتبرع بالأعضاء والمتلقي أن يكونا من أعراق مختلفة، وعلى أية حال فإن من المرجح أن يتطابق الأشخاص الذين لديهم علامات مناعية نادرة بصورة أفضل مع أشخاص من نفس عرقهم.

تأتي غالبية الأعضاء المزروعة من متبرعين من ذوي البشرة البيضاء، ما يفسر انتظار المرضى من المجموعات العرقية الأخرى علاجهم المُنقذ للحياة ويستغرق ذلك أحيانًا انتظارهم ضعف أو ثلاثة أضعاف الوقت الذي يحتاجه ذوو البشرة البيضاء لتلقي علاجهم.

أوضح مايك نيكلسون أستاذ في زراعة الأعضاء في بيان: «إن أحد أكبر العقبات التي تواجه زراعة الكلى هي توافق فصيلة دم الكلى بين المتبرع والمتلقي؛ لأن الموجودة على سطح الخلايا قد تكون A أو B أي أن الجسم ينتج أجسامًا مضادة للمستضدات المُغايرة بصورة طبيعية».

وهو نفس السبب الذي يمنع تبادل الدم مع أي شخص، ما يوضح حاجة بعض الأشخاص إلى حُقن مضادة لـ D خلال الحمل التي تمنع إجهاض الجنين؛ لأنه في حال دخلت الخلايا ذات المستضدات الدم الخاطئة فسوف تتعرض للهجوم من قبل آليات الدفاع الطبيعي في الجسم وستُرفض.

هناك استثناء واحد وهي فصيلة الدم O السلبية، المعروفة أيضًا باسم «المُعطي العام» هذا النوع لا يحتوي على المستضدات A أو B ولا يوجد مستضد RhD على سطحه أيضًا وهو مثالي لعمليات الزرع ونقل الدم لأنه لا يُثير استجابة الأجسام المضادة.

لسوء الحظ، فإن فصيلة الدم O السلبية نادرة وتمثل نسبتها في اميركا 6.6%، أما فصيلة الدم AB السلبية فهي الأندر على الإطلاق بنسبة 0.6%، بينما 33.33% من الأمريكيين يحملون فصيلة الدم O الإيجابية.

هذه فقط صورة عامة، وقد أشار نيكلسون إلى أن تصنيف فصيلة الدم يُحدَد كذلك عبر العرق وقد يكون لدى مجموعات الأقليات العرقية فصيلة الدم B النادرة.

أُجري غسل كلية متوقفة عن العمل بدم مملوء بإنزيم معين باستخدام آلة التروية الحرارية (وهي جهاز يُمرر الدم المؤكسج عبر الكلى البشرية للمساعدة على الحفاظ عليها ليستخدم في المستقبل).

وأوضح الباحثون أن الإنزيم كان بمثابة «مقص جُزيئي»، إذ قص المستضدات الدموية داخل الأوعية الدموية للكلية التي تحدد فصيلة الدم؛ لذلك لم يعد هناك مزيد من المستضدات أو بعبارة أخرى حصلنا على كلية جديدة من فصيلة الدم O.

قالت سيرينا ماكميلان، طالبة الدكتوراه التي عملت مع نيكلسون في المشروع: «تعززت ثقتنا حقًا بعد أن طبقنا الإنزيم على قطعة من نسيج الكلى البشرية ورأينا بسرعة كبيرة إزالة المستضدات».

وأوضح ماكميلان: «علمنا أن العملية ممكنة وكان علينا فقط توسيع نطاق المشروع لتطبيق الإنزيم على الكلى البشرية كاملةً ورأينا في غضون ساعات قليلة أننا حولنا كلية من فصيلة الدم B إلى O».

وفقًا للدكتور آشلينغ مكماهون، المدير التنفيذي للبحوث في كلية البحوث في المملكة المتحدة: «أنه مع نجاح المشروع، تكون الخطوة التالية معرفة هل يمكن استخدام هذه التقنية سريريًا، وإذا كان ذلك ممكنًا فربما يحصل تغييرًا جذريًا».

وأضاف: «إنّه لأمر مذهل ولا يصدق أن نرى التقدم الذي أحرزه فريق العمل في هذه الفترة الزمنية القصيرة ونحن متحمسون لرؤية الخطوات التالية، نعلم أن الأشخاص من الأقليات العرقية يمكنهم الانتظار فترة أطول لإجراء عملية زراعة الكلى؛ لأنهم أقل عرضة لتطابق فصيلة دم الكلى مع الأعضاء المتاحة والمُتبرَع بها، إذ يقدم هذا البحث بصيص أمل لأكثر من 1000 شخص من الأقليات العرقية الذين ينتظرون كلية».

اقرأ أيضًا:

تقنية جديدة ثورية تسمح بزراعة الكلى من أي متبرع دون الحاجة إلى توافق

لا مزيد من غسيل الكلى، لقد طور العلماء الكلية الاصطناعية

ترجمة: سارة دامر

تدقيق: تسبيح علي

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر