عتمد واحد من كل خمسة أشخاص في العالم على الحيوانات البرية والنباتات والفطريات لتأمين الطعام والمعيشة، وفقًا لتقييم المعالم الرئيسية. إن العديد من الفصائل البرية لا تُصطاد على نحو مستدام، ما يشكل خطرًا على الأمن الغذائي، وفق ما وجده التقرير.

في عام 2019، قدّر الخبراء أن مليون نوع من النباتات والحيوانات مهددة بالانقراض في العقود القادمة؛ يعود معظم ذلك إلى قطع الأشجار والصيد الجائر.

خلص تقرير جديد للجهة نفسها إلى أن الاستهلاك الرشيد للأنواع البرية أمر مهم جدًا للبشر والطبيعة.

قد يدفع التغير المناخي والطلب المتزايد على كثير من الأنواع إلى شفير الانقراض، ما يشكل خطرًا على الأمن الغذائي.

يعادل المنبر الحكومي الدولي للسياسات والعلوم في مجال التنوع الحيوي والنظام البيئي (IPBES) علماء حفظ البيئة في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC).

يركز أحدث تقييماتهم، الذي وافقت عليه 139 دولة في مدينة بون في ألمانيا على إمكانية ممارسة الصيد وقطع الأشجار على نحو أكثر استدامة دون أذية التنوع الحيوي والأمن الغذائي.

لقد وجد أن مليارات الناس حول العالم يعتمدون على 50 ألف نوع من الحيوانات البرية والنباتات والفطريات في الطعام والدواء والوقود وتأمين الدخل وغيرها من الغايات.

يرسم التقييم صورة للاستغلال المنتشر للطبيعة، يظهر فيها أن نحو ثلث أسماك المحيطات تتعرض للصيد الجائر، وأن أكثر من 10% من الأشجار البرية مهددة بالقطع الجائر، وأن الصيد الجائر يدفع أكثر من 1300 من الثدييات إلى الانقراض.

تتضمن الإجراءات التي قد تساعد على مواجهة هذه التحديات: قمع الصيد البحري غير الشرعي، وتجارة الحيوانات البرية، وإدارة الغابات وتوثيقها على نحو أفضل، والاعتراف بحقوق السكان الأصليين الذين يعتنون بالغابات.

يقول الدكتور جان مارك فرومينتين، نائب رئيس التقييم في فرنسا: «إن سكان الأرياف في الدول النامية كانوا الأكثر عرضة للخطر جراء الاستهلاك الجائر، ولا يملكون إلا قلة من البدائل؛ ما يجبرهم على زيادة استغلال الفصائل البرية المعرضة للخطر أساسًا».

وجد التقرير ما يلي:

  •  يُستخدم نحو 50 ألف نوع بري في الطعام والوقود والأدوية ومستحضرات التجميل والسياحة وغيرها من الأغراض.
  •  إن زيادة ترشيد استهلاك الأنواع البرية أمر مهم جدًا للبشر والطبيعة؛ إذ يعتمد عليها مليارات الناس في كل أنحاء العالم.
  •  يهدد التغير المناخي والطلب المتزايد والتقدم التكنولوجي في طرق الصيد البري والبحري وقطع الأشجار ديمومة الأنواع البرية في المستقبل.
  •  سوف تتطلب معالجة هذه التحديات «تغيرات انتقالية».

تقول إنغر أندرسون، المديرة التنفيذية لبرامج البيئة في الأمم المتحدة تعليقًا على التقييم: «إن الاستهلاك الأكثر استدامة للحيوانات والنباتات قد يقدم دافعًا قويًا للمحافظة على البيئة والانسجام معها».

أضافت: «يواجه أكثر من مليون نوع خطر الانقراض حاليًا، ويُعد الاستهلاك الجائر وغير الشرعي وغير المنظم لهذه الأنواع جزءًا كبيرًا من المشكلة. مثلاً، يبلغ حجم التجارة غير الشرعية للأنواع البرية 23 مليار دولار في السنة، تتكدس في جيوب بعض الأفراد عديمي الضمير. يحقق هؤلاء الثراء على حساب الطبيعة والأنظمة البيئية».

أنذر تقييم المنبر الحكومي الدولي للسياسات والعلوم في مجال التنوع الحيوي والنظام البيئي لعام 2019 بأن الاستهلاك المباشر للأنواع أحد الأسباب الرئيسية التي أودت بمليون نوع من النباتات والحيوانات إلى مواجهة خطر الانقراض.

سوف يزود التقرير الجديد صناع القرار بأدلة لتحسين الاستهلاك المرشد للأنواع البرية، وسوف يدرج في قائمة المفاوضات في مونتريال لاحقًا حول وضع أهداف عالمية لإيقاف خسارة التنوع الحيوي.

اقرأ أيضًا:

بطاريق الإمبراطور مهددة بالانقراض بسبب ذوبان البحر المتجمد

قد تكون الانقراضات المتتالية أخطر مما نعتقد

ترجمة: إيهاب عيسى

تدقيق: عبد المنعم الحسين

المصدر