إذا سمع شخص ما أن كويكبًا سيضرب الأرض ماذا سيفعل؟

غالبًا، لن يأخذ الأمر على محمل الجد وفي الوقت نفسه يخاف من حدوثه في أي لحظة، إذ يجب أن يكون لدى الشخص موقف براغماتي؛ أي عدم الاستهانة بالتهديد دون المبالغة فيه.

تتنبأ عديد من المنظمات بالأشياء الخطرة قبل حدوثها، فنستطيع توخي الحذر والحفاظ على سلامتنا.

حتى الآن، اكتُشفت سبعة كويكبات فقط قبل اصطدامها بالأرض، وذلك قبل ساعات من اختراقها الغلاف الجوي، ما يمنح الناس وقتًا كافيًا للانتقال إلى بر الأمان إذا كانوا في خطر.

ما مدى الأمان الكافي؟

يعتمد هذا على خصائص الكويكب مثل الحجم والسرعة والكثافة، ولكن يوجد بعض الأمثلة التاريخية التي تعطينا فكرة عن المكان الآمن.

يشبه الكويكب قتلة المدينة، الذين يدمرون المدينة ولكن لا يسبب ذلك الانقراض الجماعي.

المثال المشهور هو حدث تونغوسكا، إذ تحطمت صخرة فضائية في الغلاف الجوي في صباح 30 يونيو 1908، وربما كان كويكبًا يصل حجمه إلى 60 مترًا، وأُطلقت كمية هائلة من الطاقة فوق نهر بودكامينايا تونغوسكا في سيبيريا.

قَطع الجسم 80 مليون شجرة على مساحة 2150 كم2، ولقي شخصان على الأقل حتفهما، وربما توفي شخص ثالث.

قُدّرت الطاقة المنبعثة من 3 حتى 30 ميغا طن من مادة تي إن تي.

استُخدم جهاز محاكاة القنبلة النووية وحاسبة تأثير الكويكب (تعطي معلومات غير مؤكدة تمامًا) لتحديد مدى الخطر. كانت النتائج متقاربة، إذ تشير إلى أنه في نطاق 10 كيلومترات ستنهار جميع المباني، وفي نطاق 20 كيلومترًا ستتحطم الإطارات الخشبية فقط، وفي نطاق 30 كيلومترًا ستتحطم النوافذ الزجاجية.

عاش سيمينوف وزوجته على بعد 60 كيلومترًا من موقع الانفجار، ويقول إنه قد رجع إلى الوراء عدة أمتار نتيجة ضغط الاصطدام، وهبّت أيضًا رياح ساخنة.
لذلك قد تكون 30 كيلومترًا كافية للبقاء على قيد الحياة، ولكنها ليست كافية لتجنب الآثار الناتجة عن الاصطدام.

كان النيزك الذي شكل فوهة بارينجر في ولاية أريزونا أصغر قليلًا في الحجم من الكويكب الذي ضرب تونغوسكا، نتج عنه حفرة بحجم كيلومتر واحد في الأرض، ما أدى إلى مقتل الحيوانات في أمريكا في دائرة نصف قطرها 6 كيلومترات، وإصابة كثير منها عند زيادة المسافة.

من بين الأحداث الأخرى المشهورة في الثقافة الشعبية، نيزك تشيليابينسك في روسيا، عرضه 18 مترًا وقد ضرب الأرض في 15 فبراير 2013.

يشبه حدث تونغوسكا في أنه انفجر في الجو قبل اصطدامه بالأرض، وقد أطلق طاقة أقل من 60 إلى 75 مرة من حدث تونغوسكا.

مع أن عددًا كبيرًا من المباني قد تضرر، فإن التأثير كان أقل من تونغوسكا، ولم تكن الإصابات البالغ عددها 1491 إصابة ناجمة عن النيزك وأجزائه مباشرة، إنما حدثت بسبب تحطم زجاج النوافذ.

كان ضوء الاصطدام مرئيًا على بعد 100 كيلومتر.

إذا قيل أن كويكبًا قادمًا نحو المكان الذي نعيش فيه، فيجب أن نضع أكبر مسافة ممكنة بيننا وبينه، وينبغي لنا نتذكر أن الضوء ينتقل أسرع من الموجة الاصطدامية، لذلك يجب أن نكون مستعدين إذا رأينا الضوء.

اقرأ أيضًا:

مهمة دارت نجحت، ناسا تغير مسار كويكب في حدث تاريخي

ناسا تعلن عن اصطدام كويكب صغير بتلسكوب جيمس ويب

ترجمة: روان علي

تدقيق: نايا كركور

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر