طوِّر لقاح الرنا المرسال mRNA ضد عشرين نوعًا من الأنواع الفرعية المعروفة لفيروس الإنفلونزا. أظهرت الاختبارات الأولية التي أجريت على الحيوانات أن اللقاح قد قلل من علامات المرض، وحمى هذه الحيوانات من الموت، وظهرت آثار هذا اللقاح عندما تعرضت هذه الحيوانات لفيروسات إنفلونزا لا علاقة لها بالفيروسات المُستخدمة في صنع اللقاح.

تشير الدراسة إلى أن اللقاح قد يوفر حماية واسعة ضد جميع سلالات الإنفلونزا متضمنةً السلالات المميتة. قد يصبح اللقاح أداة رائعة في الترسانة الطبية نظرًا إلى خطر الإصابة بالإنفلونزا، خاصةً في فترات الجوائح، ونظرًا إلى الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا الموسمية.

قال كبير مؤلفي الدراسة الدكتور سكوت هينزلي، أستاذ علم الأحياء الدقيقة في كلية بيرلمان للطب : «الفكرة الأساسية من اللقاح هي منح الناس المستوى الأساسي الذي يجعل ذاكرتهم المناعية قادرة على معرفة سلالات الإنفلونزا المتنوعة، فتصبح أعداد المرضى والوفيات أقل بكثير مما كانت عليه عند حدوث أي جائحة إنفلونزا».

يستخدم اللقاح تقنية رنا المرسال mRNA التي أظهرت نجاحًا عندما استُخدمت في لقاحات كوفيد-19.

تُستخدم المستضدات التي تحفز الاستجابة المناعية، إذ يحتوي الحمض النووي الريبي على رمز بروتين الإنفلونزا الرئيسي –في صورة غير ضارة- المشترك بين 18 نوعًا من فيروسات الإنفلونزا أ ونوعي الإنفلونزا ب. فور حقنه في المنطقة المنتجة للبروتين، يظن الجهاز المناعي أنه يتعرض للهجوم فينتج أجسامًا مضادة محددة.

لذلك عند تعرض الكائن الحي لفيروس الإنفلونزا، يصبح الجهاز المناعي قادرًا على التعامل مع الفيروس بسرعة أكبر.

لقاح الإنفلونزا لا يمنع الإصابة بالإنفلونزا تمامًا، لكنه يهيئ الجسم للإصابة بها، فتكون أعراضها أخف مقارنةً بمن لم يتلقوا اللقاح.

قال هينزلي: «سيكون لقاح الإنفلونزا قابلًا للمقارنة مع لقاحات الجيل الأول لسارس كوف 2 التي استهدفت السلالة الأصلية من فيروس كوفيد-19، لم تمنع هذه اللقاحات الإصابة الفيروسية تمامًا، لكنها توفر حماية من الأمراض الشديدة والوفاة، وضد المتحورات اللاحقة مثل أوميكرون».

حرص الفريق على اختبار هذا اللقاح على البشر. تُصمَّم الآن تجارب سريرية بشرية لمعرفة كيفية عمل هذا اللقاح عند إعطائه للبشر. يمكن استخدام هذا اللقاح حال نجاحه للحد من خطر الإصابة بفيروس الإنفلونزا لدى جميع الفئات العمرية.

اقرأ أيضًا:

علماء في بريطانيا على وشك تطوير لقاح شامل لجميع أنواع الإنفلونزا

العلماء أقرب من أي وقت مضى لإيجاد لقاح عالمي ضد الإنفلونزا

ترجمة: سارة دامر

تدقيق: بشير حمّادة

المصدر