تخيَّل شريط قياس طويلًا جدًا، أحد طرفيه في مركز الأرض والآخر في أعلى قمة فيها، في هذه الحالة لن ننظر إلى جبل إيفرست، بل سننظر الى أطول جبل في الجانب الآخر من الكوكب: جبل شيمبورازو، في الإكوادور. يفوز شيمبورازو في هذه الحالة؛ لكون الأرض مضغوطة عند الأقطاب، مثل شخص يضغط بيديه على أعلى وأسفل كرة مطاطية. إن خط الاستواء -الذي يمر في الإكوادور- يبرز نحو الخارج، لذا شكل الأرض ليس كرويًا بنحو مثالي، بل هي مفلطحة الشكل، ويشبه شكلها كرة مسطحة.

يقول جيمس توتل كين، وهو عالم كواكب في مختبر الدفع النفاث بوكالة ناسا والواقع في باسادينا، كاليفورنيا: «في الحقيقة، إن أغلب الكواكب والأقمار ليست كرات مثالية الشكل، فعادةً تكون مضغوطة بطريقة أو بأخرى».

إذن، لماذا الأرض وبقية الكواكب والأقمار ليست كروية تمامًا؟

أوضح كين لمجلة لايف ساينس: «إن العقبة هي قوة تسمى الطرد المركزي، أو القوة الطاردة الجاذبة نحو الخارج، التي تسلط على جسم دوار».

إن الكوكب الدوار يخضع لقوة الطرد المركزي، ويمكن تطبيق ذلك بنحو عملي، إذا دار شخص ما على كرسي أو على قدميه فسوف يشعر بقوة سحب بعيدًا عن مركز جسمه، أو في حالة جلوسه في لعبة الدوران في مدينة الملاهي.

يقول كين: «يوجد القليل من القوة الإضافية، التي تسلط عليك في تلك اللعبة، إذ إنها ستشعرك بالانجذاب نحو الخارج».

ولأن الكواكب والأقمار تدور، فإن قوة الطرد المركزي تجعلها تنتفخ عند خطوط الاستواء الخاصة بها، والتأثير يمكن أن يكون خفيفًا جدًا، ولكن من الأدلة الجيدة لهذه الظاهرة هما المشتري وزحل، فإذا نظرت إلى الصور المتداولة للعملاقين الغازيين فسوف تلاحظ أنهما مضغوطان قليلًا وأنهما منتفخين عند المنتصف.

يقول كين: «إن الشكل المضغوط لهذين الكوكبين يمكن ملاحظته بسهولة، وذلك لأنهما أسرع الكواكب دورانًا في نظامنا الشمسي».

وإيجازًا: كلما زادت سرعة الجسم الدوار، تزيد قوة الطرد المركزي المسلط عليه.

يقول كين: «أحد الأمثلة المميزة لتأثير قوة الطرد المركزي على جسم معين هو الكوكب القزم هوميا». ويقع هذا الكوكب القزم في حزام كايبر، وهي منطقة من الأجرام الجليدية خارج مدار نبتون. إن هوميا تقريبًا بحجم بلوتو، ولكنه يدور بسرعة كبيرة (دورة كاملة كل 4 ساعات)، وأردف قائلًا: «إن شكل هذا الكوكب قريب من البيضة».

اقرأ أيضًا:

صخرة بحجم جبل مخفية تحت اليابان قد تكون نقطة جذب للزلازل الضخمة

النشاط التكتوني للأرض قد ينبع من مصدر غير متوقع

ترجمة: مصطفى عبدالعظيم

تدقيق: محمد سمير

مراجعة: حسين جرود

المصدر