كثيرًا ما يخلط الناس بين في استخدام مصطلحات مثل: الخرافة والأسطورة والفلكلور والحكايات الخيالية، ما ينتج عنه اعتقاد خاطئ بأنها تحمل المعنى ذاته، أي الحكايات الخيالية. ورغم أن الأمر صحيح من ناحية أن هذه المصطلحات قد تشير إلى أنواع من الكتابة تجيب عن بعض أسئلة الحياة المحورية أو تقدم تعليقًا على الأخلاق، فإن كل نوع منها يقدم للقارئ تجربة مختلفة وخاصة. وقد نجحوا جميعًا في الصمود أمام عامل الزمن، الذي يروي لنا بإسهاب سيطرتها المستمرة على خيالنا.

الخرافة:

الخرافة قصة قد تجيب عن أسئلة الحياة التي يتداولها الناس كثيرًا مثل أصل العالم أو أصل البشر. قد تتحول الخرافة لتصبح محاولة لتفسير الألغاز والأحداث الخارقة للطبيعة والعادات الثقافية، وأحيانًا ترتدي هالة القداسة في طبيعتها لتروي قصص الآلهة ومخلوقات أخرى، فهي تعرض الواقع بأساليب وصور مثيرة.

لكل حضارة روايتها وحكايتها الخاصة عن الخرافات الشائعة التي تتضمن أفكارًا وصورًا تعود إلى مثال ونموذج أولي. يُستخدَم نقد الأساطير لتحليل هذه الخرافات في الأدب، ومن أبرز الشخصيات في مجال نقد الأساطير الناقد الأدبي والمحرر والأستاذ نورثروب فراي.

الفولكلور:

بينما تتمحور الأسطورة في جوهرها حول أصل الإنسان وغالبًا ما تكون مقدسة، يشكل الفولكلور مجموعة من الحكايات الخيالية التي تدور حول الناس والحيوانات. تشكل الخرافات والمعتقدات الواهية عنصرًا مهمًا في الفولكلور. وقد تناقل الناس الخرافات والفولكلور في الأصل شفهيًا.

تصف الحكايات الشعبية كيفية مواجهة الشخصية الرئيسية لوقائع الحياة اليومية، وقد تتضمن هذه الحكايات أزمة أو صراعًا. وقد تعلَّم هذه القصص الناس كيفية مقارعة الحياة، أو كيفية مواجهة الموت، وتتميز أيضًا بمواضيع شائعة ورائجة بين الثقافات والحضارات المختلفة. ويُطلَق على دراسة الفولكلور «علم الفلكلور».

الأسطورة:

الأسطورة قصة يُزعَم أنها تاريخية بطبيعتها دون إثبات أو دليل. ومن أمثلة الأساطير البارزة: الملك آرثر وبلاك بيرد وروبن هود. وفي حين توجد أدلة بالفعل على الشخصيات التاريخية مثل الملك ريتشارد، فإن شخصيات مثل الملك آرثر هي أساطير، غالبًا بسبب الكثير من القصص التي نُسجت حولها.

تشير الأساطير أيضًا إلى أي شيء يدفع إلى تأليف القصص ونسجها أو أي شيء ذي أهمية أو شهرة دائمة. يتناقل الناس القصة شفويًا، ولكنها تستمر في التطور على مر الزمن.

ظهر قسم كبير من الأدب القديم على شكل أسطورة رواها أحدهم، وأُعيدت روايتها في القصائد الملحمية، التي انتقلت من لسان إلى آخر في البداية، ثم دُوِّنت في مرحلة ما.

تشمل هذه الأساطير بعضًا من روائع قصائد هوميروس الإغريقية كالإلياذة والأوديسة اللتين ألفهما هوميروس نحو عام 800 قبل الميلاد، وحتى «تشانسون دي رولاند» الفرنسية نحو عام 1100.

الحكاية الخيالية:

تروي الحكايات الخيالية قصصًا عن الجنيات والعمالقة والتنانين والجان والعفاريت والأقزام وغيرها من القوى الخيالية المدهشة.

ورغم أن الحكايات الخيالية لم تُكتَب للأطفال في البداية، ولكن القرن الماضي شهد تعديل ديزني للكثير من تلك الحكايات الخيالية القديمة لتصبح أقل شرًا وأكثر جاذبية للأطفال. في الحقيقة تقوم الكثير من الكتب المعاصرة والكلاسيكية (كسندريلا والحسناء والوحش وبياض الثلج) على الحكايات الخيالية.

وإذا ما قرأتم حكايات الأخوين غريم الأصلية الخيالية، قد تصعقون من هول المفاجأة لنهايات هذه الحكايات ومدى اختلافها عن الروايات المعدَّلة التي أنسناها وقرأناها وشاهدناها ونحن نكبر ويتقدم بنا السن.

اقرأ أيضًا:

الأساطير وعلم الفلك: من مظاهر الحضارة اليونانية القديمة

أهم الشخصيات في التاريخ القديم – الجزء الأول

ترجمة: طارق العبد

تدقيق: نور عباس

مراجعة: حسين جرود

المصدر