لسوء الحظ، فإن فيتامين C لم يحظ بالاهتمام البالغ في دراسة تأثيراته الهامة على الجهاز المناعي بسبب أدواره المتعددة والتي لطالما عانى العلماء من صعوبة في حصرها ودراسة كلٍ منها على حدى.

درس العديد من العلماء دور هذا الفيتامين في جهاز المناعة، ويوجد أكثر من 100 مقال بحثي في هذا الموضوع وحده.

إن فيتامين C (المعروف باسم حمض الأسكوربيك) هو فيتامين ذائب في الماء ومضاد أكسدة قوي.

هذه مجرد مقدمة بسيطة لهذا الفيتامين المتنوع التأثير.

أثار هذا الفيتامين الاهتمام حين تم مراقبة وجوده داخل خلايا الجهاز المناعي الهاضمة والليمفوية بتركيز أعلى بكثيرر من تركيزه في المناعة، مما يوحي أن هناك تقنية للنقل النشط (ضد التركيز) لهذا الفيتامين إلى داخل تلك الخلايا، ويعني أن له دورًا هامًا داخل تلك الحلايا.

في تجارب حديثة تمت ملاحظة أن فيتامين C يؤثر على:

-هجرة الخلايا المناعية الهاضمة إلى الأماكن المختلفة في الجسم وأماكن العدوى في المرض.

-تنشيط الخلايا الليمفوية لمهاجمة الفيروسات والميكروبات التي تدحل الجسم.

-إنتاج الانترفيرونات وهي مركبات كيميائية تُنتج من خلايا ليمفوية وخلايا أخرى.

ولها أدوار هامة في منع الانقسام الفيروسي وفي زيادة هضم تلك الفيروسات وتقديمها للخلايا الليمفوية لكي يتمم تنشيطها.

-انقسام الفيروسات.

حيث ذكرنا في النقطة السابقة أن التأثير على انتاج الانترفيرونات يؤثر على انقسام الفيروسات.

مما يسمح للجسم بالتخلص من الفيروس الموجود دون وجود فرصة له لكي يتكاثر ويزداد ضرره داخل الجسم.

-يؤثر فيتامين C على نشاطات خلايا ليمفوية معينة تُسمى القاتلات الطبيعية Natural Killer والتي تعتبر أحد اهم الخلايا في الجهاز المناعي للتصدي لأي فيروس او جسم غريب يختبئ داخل خلايا الجسم.

حيث أنها تقتل خلايا الجسم التي قد أصيبت بالفيروس أو بالمرض وتمنع انتشاره في الجسد.

-تفاعلات زيادة الحساسية.

حيث أن هذه التفاعلات ضرورية لمواجهة بعض الأمراض التي تتواجد بكميات ضئيلة داخل الجسد ولكن تتطلبب استجابة قوية من الجهاز المناعي.

وفيتامين CC يساعد على تقوية تلك الاستجابة ضد هذه الميكروبات القليلة العدد.

-مؤخرًا تم اكتشاف أن فيتامين C له دورًا في التعبير عن البروتينات المُختصة بتغطية الأجسام الغريبة وجذب الخلايا المناعية الهاضمة إليها.

-كما لايقتصر دور فيتامين C على القتل المناعي.

ولكنه أيضًا يحمي الجسد من هذه الحرب المستعرة.

حيث أنه مضاد أكسدة.

أي أنه يحمي الخلايا الطبيعية من الجزيئات المؤكسدة القاتلة التي تحتويها خلايا الجهاز المناعي.

وبذلك يحد من الأمراض المناعية التي قد تضر بأنسجة الجسد الطبيعية.

بعيدًا عن الجهاز المناعي، فإن فيتامين C هام جدًا في بناء الأنسجة الضامة والعظام في أجسادنا.

كلما زادت قوة الأنسجة الضامة في أجسادنا كلما تحسنت استجابتنا للميكروبات لأسباب عديدة.

حيث أن الجهاز الضام جهاز حماية ودفاع من الميكروبات، كما أن خلاياه تُفرز مواد هامة لعلاج الجسد من الجروح ولتنشيط جهاز المناعة ضد الميكروبات والأجسام الغريبة.

وفيتامين C ليس المُسبب الأساسي لسلامة الجهاز المناعي حيث توجد العديد من المواد الأخرى الهامة لنشاط هذا الجهاز الحيوي.

على سبيل المثال: الزنك.

الزنك هام جدًا لصحة الجهاز المناعي.

فالعديد من المكملات الغذائية تحتوي على 1 جرام من فيتامين C و30 مللي جرام من الزنك لسلامة الجهاز المناعي.

وتتضح أهمية الزنك حين نرى نتائج تجارب تعاطي فيتامين C في مرض البرد والذي طال الجدال حول جدواه في هذاا الأمر.

أحد الأساطير المنتشرة بشدة أن فيتامين C يحمي من مرض البرد أو يُعالج منه.

ولكن قد وضحت التجارب المعملية أن فيتامين C والزنك يقومان بتقصير مدة أمراض الجهاز التنفسي والتقليل من فترةة هذه الأمراض.

أما فيتامين C وحده في جرعات عالية تصل إلى 200 مللي جرام (أكثر من ضعف الـ60:75 مللي جرام التي يُنصح بهاا للبالغين) فيقوم بتقصير مدة تلك الأمراض بدون التأثير على نسبة حدوثها أو على حدة أعراضها.

أحد أشهر الأمثلة على تلك الأمراض هو البرد المنتشر.

من الجدير بالذكر أنه إذا قررت تجربة تعاطي 200 مللي جرام لتخفيف بردك فعليك توخي الحذر وعدم الإكثار منه.

حيث أن 2000 مللي جرام من فيتامين CC في يوم واحد تقوم بإزعاج المعدة.